السبت، 23 فبراير 2013

اليمين الغموس



اليمين الغموس

بقلم : سوسن سحاب 

الصدق مع النفس هو أول خطوات النجاة من المعاصي, لأن الصدق طمأنينة ومنجاة في الدنيا والآخرة، وقال صلى الله عليه وسلم: "تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهَلَكَة، فإن فيه النجاة".

والصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع, وعرفه الجرجاني في كتابه التعريفات بأنه "قول الحق في مواطن الهلاك" أو "أن تصدق في موضع لا ينجيك منه إلا الكذب".
وقد وصف الله تعالى نفسه بالصدق "ومن أصدق من الله قيلا" وكان الصدق صفة لازمة للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قومه ينادونه بالصادق الأمين,

والمسلم يتكلم بالصدق و يحرص عليه، و ينأى بنفسه عن الكذب و لا يخوض فيه، لقوله تعالى: "يا أيها لذين أمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، و إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور ليهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا"

وهناك فرق بين أن يحلف المسلم ويحنث في يمينه-أي يكون غير مبيتا النية على الكذب- ، وبين أن يحلف كاذبا متعمدا....

فالحنث في اليمين له كفارة، هي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم فإن عجز أو كان فقيرا صام ثلاثة أيام.
وقال تعالى "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون" المائدة 89.

أما الحلف كاذباً فهو جريمة نكراء، ويسمى شرعاً اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في جهنم، ولا كفارة لها عند جمهور الفقهاء إلا التوبة والندم والاستغفار والإكثار من العمل الصالح، ورد الحقوق إلى أصحابها إذا ترتب على هذه اليمين ظلم للآخرين.
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس".

وقال تعالى-: "إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ".آل عمران 77.
المقصود بأيمانهم:اليمين الكاذبة الفاجرة

وقد ذم الله الكذب والكاذبين, وقد ذُكر الكذب 220 مرة في القرآن الكريم. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق