أبناء يعانون في صمت من أسماءهم القبيحة
من حق
الولد على أبيه أن يحسن اسمه
"إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم
فاحسنوا أسماءكم" حديث
شريف
تسمية الأب ولده باسم قبيح من عقوق الآباء لأبنائهم
من شهور الحمل الأولى يبدأ الزوجان باختيار اسم المولود –
حتى قبل معرفة جنسه- ويبدأ كل منهما في استعراض أسماء الأموات الأعزاء- رجالا
ونساء- ودائما ما تحدث المشاكل عندما يصر أحدهما على تسمية المولود ضاربا عرض
الحائط برأي شريك العمر.....
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الأبوين بالإحسان إلى
مولودهما وذلك باختيار اسما حسنا له لأن اختيار اسما قبيحا فيه إساءة للمولود, وفي
الحديث "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فاحسنوا أسماءكم",
والعاقل من يحسن إلى أبنائه ولا يسيء لهم...لأن ما يزرعه فيهم وهم صغار سيحصده
منهم وهم كبار.
أحسن الأسماء وأسوأها
وفي الحديث "تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى
الله تعالى عبدالله وعبدالرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومُرة" والحارث:
الكاسب. وهَمام: فعال والمقصود علو الهمة.
جواز تغيير الإسم في الكبر
ولا يرى الإسلام بأساً من تغيير الاسم بعد أن يكبر صاحبه
إذا كان هذا
الإسم قبيحاً ويكرهه صاحبه ويسبّب له آلاما ًنفسيّة وقد غيَّر النبي صلى الله عليه
وسلم اسم برة إلى زينب, وأصرم إلى زرعة, وحزن إلى سهل, وعفرة إلى خضرة, وعاصية إلى
جميلة....وأتعجب من المطرب (عاصي حلاني) الذي غيَّر اسمه من محمد إلى عاصـــي!!!!!
الأسماء المحرمة
وقد حرم النبي صلى الله عليه وسلم الأسماء
المتعبدة لغير الله كعبد الكعبة وعبد اللات وعبد العزى ويقاس عليها الآن عبد
النبي وعبد الرسول وعبد الحسين وعبد الحسن إلخ.....
وكذلك حرم الإسلام التسمي بأسماء الجبابرة كفرعون وهامان
وقارون والنمرود ويقاس عليهم جبابرة العصر الحديث.....
ولنا في أسماء الأنبياء والصحابة وكذلك أمهات المؤمنين
والصحابيات أروع الأسماء والتي لها التاريخ المشرف والقدوة الحسنة التي نفخر
بها....
البر ليس في التسمية
ولندع الأموات يرقدون في سلام ويكفي أن نبرهم كما أمرنا
الشرع بالدعاء وزيارة رحمهم وأصدقائهم وغيرها.... وأبدا لا يكون البر بالوالدين
بتسمية المولود على اسمهما سواء كان الاسم حسنا أم قبيحا. فهل يعقل في زمننا هذا
أن يطلق أحدا على ابنه اسم "حيوان" حتى يكون اسمه "حيوان---
الحيوان"؟ أو عشماوي أو الجحش أو جعلص وغيرها مما يسبب لهم الإحراج صغارا
وكبارا.
وفي السطور القادمة سنعرف رأي الدين في أحقية الوالدين
بتسمية أبناءهم وكذلك أراء بعض الناس الذين عانوا من أسماء قبيحة التصقت بهم طوال
حياتهم....
لا يجوز
تسمية الولد بما يعير به
ويؤكد أ.د. عبد الفتاح إدريس- أستاذ ورئيس قسم الفقه
المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر والخبير بالمجمع الفقهي لرابطة
العالم الإسلامي- إن من حق الأبناء علي
الآباء أن يحسنوا اختيار أسمائهم, ولذا فلا يجوز شرعا تسمية ولده بما يعير به عند
كبره, ولذا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير الأسماء الغريبة لبعض
الصحابة بأسماء فيها حُسن أو لا تزري بمن تسمي بها, وهذا كثير في السنة الثابتة
عنه صلى الله عليه وسلم.
أثر الاسم
على صاحبه
ويبين عماد المهدي-إعلامي و داعية إسلامي- أن الاسم له
أثر على صاحبه والأسماء مختلفة منها المستحب ومنها المباح ومنها المكروه ومنها
المحرم.
ويضيف المهدي أنه يحرم التسمي بكل اسم خاص بالله سبحانه
وتعالى كالخالق والقدوس والرحمن والمتكبر وملك الملوك وعلام الغيوب, وفي صحيح مسلم"
أغيظ رجل على الله يوم القيامة أخبثه وأغيظه عليه رجل كان يسمى ملك الأملاك، لا ملك
إلا الله ", وتحرم التسمية بالأسماء التي لا تليق إلا بالنبي صلى الله عليه
وسلم كسيد ولد آدم وسيد الناس وسيد الكل. أما الأسماء المكروهة فهي التي تنفر منها
القلوب وتثير السخرية والإحراج لأصحابها كالتسمي بأسماء فيها معان شهوانية أو
أسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية أو أسماء الفراعنة والجبابرة.
تغيير
الاسم القبيح مشروع
ويقول الدكتور عارف الشيخ - مستشار الأمور الأسرية
بمحاكم دبي- ورد في الحديث أن من حق الولد على أبيه أن يحسن اسمه,فعن ابن رافع رضي
الله عنه قال قلت يارسول الله أللولد علينا حق كحقنا عليهم؟ قال: نعم, حق الولد
على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه.
ويؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا لم يعجبه اسم
غيَّرهُ في الحال, كما فعل مع عاصية التي سألها الرسول صلى الله عليه وسلم عن
اسمها فقالت عاصية,فقال: أنت جميلة....وقد اعتبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه تسمية
الأب ولده باسم قبيح من عقوق الآباء لأبنائهم, لذلك فإن تغيير الإسم إذا كان غير
حسن أمر مشروع بل مستحب في الشرع.
عبد الدايم
وهذا ما فعله عبيد –موظف- الذي يقول كان اسمي عبد الدايم
وكنت ألاقي الكثير من التساؤلات عن اسمي وأدخل يوميا في جدال مع من يسمع اسمي لأول
مرة وأنه من الأسماء المحرمة لأن الدايم ليس من أسماء الله الحسنى وبعد استشارة
أحد علماء الدين أفتاني بأنه يجوز تغيير اسمي في مثل هذه الحالة.
قرني
ويحكي "قرني" - حارس عقار- بمرارة ويقول اسمي
له معنى سيء في بلدي-معناه الديوث- وكرهت نفسي وكرهت أبي الذي سماني بهذا
الإسم...وفقدت ثقتي بنفسي وبالناس وكنت أتشاجر يوميا مع أي شخص أشعر أنه يستهزأ بي
وبإسمي, وحمدت الله كثيرا عندما تزوجت وأنجبت وأصبحت أُكنى باسم ابني"أبو
محمد".
بخيتة
وتقول منى- ربة بيت- بعد سنوات من الزواج رزقني الله
تعالى بالحمل وأخبرني زوجي بنيته بتسميتها على اسم المرحومة أمه....وبالرغم من حبي
لها ولكني لا أريد تسمية ابنتي باسمها, وبعد ولادتي تركني زوجي في المستشفى أعاني
آلام الولادة القيصرية وكتب في السجلات اسمها "بخيتة" بالرغم من أن
أخواته أنجبن البنات ولم تطلق أي واحدة اسم أمها على بناتها!!!
ست الدار
وتشير "ست الدار" أو "إيمان" –
سكرتيرة- أنه بدأ الخلاف بين والديَ وأنا في بطن أمي عندما أراد والدي تسميتي بإسم
جدتي ونظرا لصرامته وتمسكه برأيه فقد أصبحت "ست الدار" واشتدت معاناتي
في سنوات الدراسة فعندما يسمع أحدا اسمي تبدأ السخرية والاستهزاء!!!!
وتضيف عندما كبرت وصار قراري بيدي سعيت لتغيير اسمي
وعندما حاول أبي منعي قلت له كفاني معاناة طوال حياتي حتى أرضيك.
مرقة ماجي
أما والديَ "ماجي" فهما من رواد الأسماء
الحديثة ولكن هذا الإسم سبب لماجي مشاكل طوال سنينها الدراسية والعملية نظرا
لارتباط الاسم بمرقة الدجاج ماجي!!!!!
لا لإسم والديَّ
وعلى النقيض
رفضت حنان- مدرسة- تسمية أي من أبنائها الخمسة باسم والدها أو والدتها وتقول أنا
عصبية جدا ودائما ما أخرج عن شعوري في تربية أبنائي وخشيت أن أذكر اسم والديَّ
الحبيبين بسوء إذا احتديت على أحد أبنائي.
اسمي حمادة
وبتأثر يتحدث حمادة –مهندس- عن معاناته مع اسمه الذي هو
في الحقيقة اسم تدليل وظل طوال حياته وحتى تخطيه الخمسين عاما, عندما يسأله أحدا
عن اسمه يقول حمادة فيقول محدثه وما اسمك الحقيقي يقول حمادة فتبدأ الضحكات
المكتومة!!!!
لا للمشاكل
وتختلف سعاد –موظفة بنك- قليلا
مع الآراء السابقة في أنها أرادت تسمية مولودتها على اسم أمها وكذلك أصر زوجها على
اسم أمه وتنازلت هي حتى لا تحدث مشاكل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق