الثلاثاء، 19 فبراير 2013

خطوات تقربك من الله


خطوات تقربك من الله   


بقلم: سوسن سحاب 

"يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله"
"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"
"سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض"

سابقوا وسارعوا
إذا كانت غاية الإنسان هي النجاح في أي عمل....فإن غاية المؤمن وهدفه هي الفوز بالجنة, وفي الحديث "لن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة" رواه الترمذي.
وحثنا الله تعالى في أكثر من آية على المسارعة والمسابقة بالخيرات وعمل الصالحات, فالتعبير بالمسابقة يوحي لك بميدان السباق والرغبة في الفوز, لقوله تعالى"فاستبقوا الخيرات"البقرة 148 ,وأيضا المائدة48, وكذلك"وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين" آل عمران 133,"سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض" الحديد 21, ووصف المؤمنين "أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون"المؤمنون 61.
بادروا بعمل الخير
وينصحنا النبي صلى الله عليه وسلم  بعمل الصالحات قبل أن تهزمنا واحدة من سبعة أمور عظام مثل الفقر, أو الغنى الذي ينسينا فعل الخير, أو المرض, أوالخرف في الكلام عند الكبر, أو الموت, أو فتنة الدجال وهي أعظم فتنة للبشر, أو قيام الساعة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بادروا بالأعمال سبعا, هل تنتظرون إلا فقرا منسيا, أو غنى مطغيا, أو مرضا مفسدا, أوهرما مفندا, أو موتا مجهزا, أو الدجال فشر غائب ينتظر, أو الساعة فالساعة أدهى وأمر".
مفندا: الفند الخرف والتخليط في الكلام.
وداخل كل منا واعظ يأمره بفعل الخير....ولكن كثرة الفتن والمغريات وقلة الأعوان على الطاعة جعلت الملتزم بدينه كمن يمسك الجمر أو الشوك, كما في الحديث "يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر". 
وتأرجح الإنسان بين قوة الإيمان وضعفه مردَّهُ إلى القلب...فما سُمي القلب قلبا إلا من تقلبه, وفي الحديث "إنما القلب من تقلبه، إنما مَثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن", وأيضا "لقلب ابن آدم أسرع تقلبا من القِدر إذا استجمعت غليانا", وكثيرا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ثبات القلب على الإيمان "اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
والإيمان يزيد وينقص كما قال تعالى "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم" الفتح 4, وأيضا "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا" الأنفال 2.
وهناك خطوات كثيرة تثبت إيماننا وتقربنا من الله ومنها.....

الصلاة
الصلاة صلة بين العبد وربه, فهي الحبل الذي يربطنا بالله...فالذي يترك الصلاة يقطع الحبل الذي بينه وبين الله, ولعظم أهميتها فكان تكليف الله للرسول عليه الصلاة والسلام بها في السماءالسابعة, والصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر" وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر" العنكبوت 45.
والصلاة هي أحب الأعمال إلى الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم "أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله" متفق عليه.

قراءة القرآن وذكر الله
القرآن الكريم أعظم وسيلة ثبات للمؤمن وهو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل أبدا وهو حبل الله المتين, من تمسك به واتبعه عصمه الله من كل مكروه, ولن يتحقق للإنسان الطمأنينة والأمان إلا بذكر الله وقراءة القرآن"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" الرعد:28 .
قليل دائم خير من كثير منقطع
 كان صلى الله عليه وسلم يداوم على الأعمال الصالحة وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل, وعن عبد الله بن عمرو, قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله لا تكن مثل فلان, كان يقوم الليل فترك قيام الليل", وفي الحديث "من ثابر على اثنتي عشرة ركعة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة".
التزام الصاحب الصالح
 في الحديث "إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر"...فينبغي البعد عن صاحب السوء لقوله صلى الله عليه وسلم "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وأما أن تجد منه ريح طيبه ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة" وقال تعالى "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا" الكهف 28.
وإياك والوحدة فتصيبك الهموم والكآبة وتتخطفك الشياطين فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية, ويجب ملازمة الدعاة والصالحين فهم أكبر معين على الثبات.
دراسة قصص الأنبياء والتأسي بها
 لم تنزل آيات قصص الأنبياء للتسلي والتلهي بها...بل لأخذ العبرة والحكمة, ولتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وفؤاد المؤمنين, والدليل على ذلك " وكلا نقص عليك من أنباء الرسل لنثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين" هود 120.
وفي قصص الأنبياء ترى المعنى الحقيقي للثبات على الحق في وجه الطغيان والطغاة كفرعون وثمود والنمرود.
ولا ننسى أعظم قصص الثبات على الحق كصاحب يس ومؤمن آل فرعون وأصحاب الأخدود وأصحاب الكهف وسحرة موسى وغيرهم......
الدعاء وخاصة أدعية الأنبياء
 ومن صفات عباد الله المؤمنين أنهم يدعون الله أن يثبتهم:"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا" آل عمران 8, "ربنا إفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا" البقرة 250.
ولاننسى دعاء أيوب "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" الأنبياء 83.
ودعاء آدم "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" الأعراف 23 .
ودعاء يونس من بطن الحوت "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" الأنبياء 87.
عدم الاغترار بأهل الضلال
يجب معرفة حقيقة أهل الباطل وعدم الاغترار بهم وعدم تمني ما رزقهم الله...لقوله عز وجل "لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد" آل عمران 196.
ويحدثنا القرآن عن الذين تمنوا حظ قارون وعن إخوانهم الذين ثبتوا ولم يغتروا بما أتاه الله "فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم*وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون" القصص 79 ,80.
مواجهة الفتن تحتاح إلى قلوب يعمرها الإيمان...فالتقلبات التي تصيب القلوب سببها الفتن، وعند التعرض للفتن فلا تثبت إلا القلوب المؤمنة.
فتنة المال والولد:"لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون" المنافقون:9.
فتنة الدجال: قال صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال".
فتنة الموت (الثبات عند الموت) عند الموت يحاول الشيطان انتهاز الفرصة الأخيرة لإغواء ابن آدم وإخراجه عن دين الإسلام...ومن أطاع الشيطان في حياته فإنه يطيعه أيضا لحظة مماته ويُحرم الثبات في أكرب الأوقات ولا يستطيع التلفظ بالشهادة عند الموت مهما حاول المحيطين تلقينه إياها!!
أما من يثبت في حياته فإن الله يثبته عند الممات فينطق بالشهادتين بكل يسر...
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة....وإجعلنا ممن قلت فيهم "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون" فصلت 30.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق