العلاء بن الحضرمي
هو العلاء بن عبد الله الحضرمي من كُتَّاب رسول الله مُحمَّد صلى الله
عليه وسلم, ومن السابقين في دخول الإسلام.
بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل ساحل عُمان ليعلمهم الإسلام,
وولاَّه على البحرين بعد وفاة المنذر بن ساوي حاكم الإقليم الذي دخل هو وقومه
الإسلام بعد الرسالة التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم مع العلاء يدعوه فيها
لدخول الإسلام هو وقومه.
ثم أقره أبو بكر وعمر رضي الله عنهما عليها، وولاَّه عمر بن الخطاب
رضي الله عنه البصرة ولكنه مات قبل أن يصل إليها.
فمكثوا
وليس معهم سوى ثيابهم التي عليهم...
اغتم
الناس وتيقنوا أنه لا مفر من هلاكهم....وجعل بعضهم يوصي لبعض, فنادى منادي العلاء
فاجتمع الناس إليه فقال: أيها الناس ألستم مسلمين؟
ألستم في سبيل الله؟ ألستم أنصار الله؟ قالوا: بلى. قال:
فأبشروا, فوالله لا يخذل الله من كان في مثل حالكم.
ونودي
لصلاة الفجر فلما قَضى الصلاة جثا العلاء رضي الله عنه على ركبتيه وجثا الناس, ورفع يديه في الدعاء حتى طلعت الشمس وجعل يجتهد
في الدعاء فلما بلغ الثالثة...خلق الله بجوارهم غديرا عظيما من الماء العذب فشربوا
واغتسلوا, ثم أقبلت الإبل من كل فج بما عليها من زادهم وأمتعتهم كلها.
واقتربوا
ليلا من جيوش المرتدة...فسمع العلاء رضي الله عنه أصواتًا صاخبة في جيش المرتدين
فقال: من يكشف لنا خبر هؤلاء؟ فقام عبد الله بن حذف فدخل فيهم فوجدهم سكارى لا
يعقلون من الشراب, فرجع إليه فأخبره؛ فإنطلق العلاء بجيشه فورا وباغتهم فقتلوهم, وأخذوا
أموالهم وأثقالهم فكانت غنيمة عظيمة.
قسم
العلاء الغنائم ثم أخذ جيشه إلى بلدة دارين لغزو الأعداء, فسار بهم حتى ساحل البحر
فاقتحم البحر بفرسه وهو يقول: يا ارحم الراحمين يا حكيم يا كريم يا أحد يا صمد يا
محيي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا أنت يا ربنا...وأمر الجيش أن
يقولوا ذلك ويقتحموا ففعلوا ذلك فأجاز بهم الخليج بأذن الله, يمشون على مثل رملة
دمثة فوقها ماء لا يغمر أخفاف الإبل ولا يصل إلى رُكَب الخيل, ومسيرته للسفن يوم
وليلة فقطعه إلى الساحل الآخر فقاتل عدوه وقهرهم وأخذ غنائمهم ثم رجع, فقطعه إلى
الجانب الآخر فعاد إلى موضعه الأول وذلك كله في يوم, ولم يفقد المسلمون في البحر
شيئا سوى حذوة فرس.
وقسم
العلاء رضي الله عنه الغنائم فأصاب الفارس ألفين والراجل ألفا مع كثرة الجيش, وكتب
إلى الصديق رضي الله عنه فأعلمه بذلك فشكره الصديق على صنعه.
ويذكر
التاريخ للعلاء الحضرمي أنه أول من غزا بلاد فارس في خلافة أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب وتمَّ له النصر على الفرس.
وفي طريق العودة
أحسَّ أبو العلاء بدنو الأجل, فدعا ربه قائلاً: "اللهم اخف جثتي ولا تُطْلِع على
عورتي أحدًا", ومات الحضرمي ودفن في الصحراء وقيل بعد ذلك لأصحابه أنها تلفظ
الموتى، أو إنها أرض سباع, فاتفقوا على إخراج جثته لدفنها بمكانٍ آخر, ففوجئوا بأن
الجثة قد اختفت.
توفي العلاء رضي الله عنه في خلافة عمر رضي الله عنه سنة 14 وقيل سنة
21 هجرية.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى البحرين تبعته فرأيت منه ثلاث خصال لا أدري أيتهن أعجب, انتهينا إلى
ساحل البحر فقال:
سموا الله وتقحموا فسمينا وتقحمنا فعبرنا فما بل الماء أسافل خفاف إبلنا, فلما قفلنا صرنا معه بفلاة من الأرض وليس معنا ماء فشكونا
إليه فقال: صلوا ركعتين ثم
دعا فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا واستقينا, فمات فدفناه في الرمل فلما صرنا غير بعيد قلنا: يجيء سبع فيأكله فرجعنا فلم نره . رواه الطبراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق