الاثنين، 25 فبراير 2013

حنة بنت فاقوذ



  حنّة بنت فاقوذ

بقلم: سوسن سحاب
هي امرأة عمران التي جاء ذكرها في القرآن الكريم, وهي أم السيدة مريم العذراء عليها السلام وجدة نبي الله عيسى عليه السلام.
وكانت امرأة لا تنجب ولكنها كأي إمرأة أخرى كانت تتمنى أن تنجب, حتى يكون ولدها قرة عين لها ولزوجها.
ورأت في يوم ما طائرا يُطعم صغيره فتمنت أن يرزقها الله الولد ودعت الله تعالى فاستجاب الله عز وجل لدعاءها, فجامعها زوجها فتحققت إرادة الله.
ولما تيقنت من الحمل وبدأ الجنين يتحرك في أحشاءها أرادت أن تشكر الله تعالى على نعمته عليها, فنذرت أن يكون ما في بطنها ذكرا كان أم أنثى متفرغا للعبادة وخدمة بيت المقدس, وقال تعالى:"إذ قالت امرأت عمران ربِّ إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم*" آل عمران 35.
وسألت الله تعالى أن يتقبل منها هذا النذر فهو السميع المجيب لدعائها, وهو العليم بنيتها والعالم بما في بطنها.
"فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى" آل عمران 36, أي ليس الذكر كالأنثى في قوة التحمل والجلد في العبادة وخدمة بيت المقدس.
"وإني سميتها مريم" آل عمران 36, وهذا دليل على جواز تسمية المولود يوم الولادة, وثبت في السنة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ولد لي الليلة ولد سميته باسم أبي إبراهيم", وأيضا ثبت أن أنس بن مالك ذهب بأخيه حين ولدته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنَّكه وسماه عبد الله.
(حنكه) أي دعك فم المولود بتمرة.
"وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم*" آل عمران 36, أي عوذتها بالله تعالى وعوذت ذريتها وهو ابنها عيسى عليه السلام من شر الشيطان الرجيم, فاستجاب لها الله عز وجل لذلك, وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما من مولود يولد إلا مسّه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إياه إلا مريم وابنها".
"فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا" آل عمران 37, وتقبل الله تعالى نذر حنة بنت فاقوذ ووهب الله تعالى مريم جمال الملامح وحلاوة المنظر وكانت تسرّ من يراها.
وجعل زكريا عليه السلام ( زوج خالتها) هو كافلها ومعلمها فتعلمت منه الدين والعلم والحكمة.
وكلما جاء زكريا إلى محرابها (غرفة العبادة) وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فسألها فقالت هو من عند الله.
وقال تعالى: "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" آل عمران37

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق