الجمعة، 21 نوفمبر 2014

طريقة السينابون بالصور



طـريقـــة عمــل الســينابون بالصـــور

المقادير: عجينة العشر دقائق
قرفة ناعمة -  سكر -  مكسرات مطحونة - زبدة - فانيليا

لتزيين الوجه : صوص الشيكولاتة - حليب مكثف محلى -  كراميل - جوز - زبدة

أفضل نتيــجة لما نستخدم عجـيــنة العشــر دقـائــق

طريقــة عجينة العشر دقائق
 

نقـطع جــزء من العـجـيـــنة ونعمله شكل مستطيل وندهنــه بالزبدة عشان الخلطة تلزق عليه



نخلط مقدار متساوي من السكر والقرفة والمكسرات المطحونة ومعلقة فانيليا مع بعض ويمكن اضافة زبيب حسب الرغبة ونضعهم على الزبدة ونفردهم 



نـلــف العجينة على شكل إسطواني 



نقطــع العجـيـــنة قطع متساوية


ندهــن صيـنية بالزيت ونرص فيها قطع السينابون على مسافات بعيدة



ونتركها ربع ساعة لتخمر حتى يتضاعف حجمها



نسـخن الفرن لدرجة حرارة 220 ثم نضع السينابون لمدة 12 دقيقة تقريبا ثم نضعه دقيقتين تحت الشواية لتحمير الوجه
نجهز كريمة السكر بإضافة 4 معلقة زبدة ومعلقة فانيليا و4 معالق ماء ساخن وكوبين سكر بودرة ونقلب حتى يتجانس القوام 
ويمكن استخدام كوب حليب مكثف محلي سيعطي طعم رائع
وممكن نضيف الكراميل أو صوص الشيكولاتة ونزين بالمكسرات


وألف هـنـــا وشـــفا
#أكلات_وسوسنيات

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

لماذا نحتفل بعاشوراء


لماذا نحتفل بعاشوراء ؟؟



هل لأن ذلك اليوم كان قد شهد استشهاد الإمام الحسين بن علي – رضي الله عنهما – في موقعة كربلاء؟؟

 


ﻻ....فالموضوع أبعد من ذلك بكثير جدا....

فهذا اليوم ” العاشر من المحرم ” الذي يحتفل به العالم الاسلامي هو عيد مصري قديم يرجع إلى الدولة القديمة في أواخر عصر الأهرام وكان من بين أعياد منف الدينية وكانوا يطلقون عليه عيد ”طرح بذور القمح المقدس” ويقع في اليوم العاشر من شهر نوبي (طوبة) أول شهور الفصل الثاني من فصول السنة (فصل برت – البذر) وذلك طبقا لما جاء في كتاب الدكتور سيد كريم ” لغز الحضارة المصرية ”.

وكان قدماء المصريين يحتفلون بعيد عاشوراء بإعداد مختلف الأطعمة التقليدية الخاصة به والتي تصنع جميعها من القمح المعد للبذر وفي مقدمتها صحن عاشوراء ولا تختلف صناعته وطريقة إعداده وتقديمه عما هو متبع حاليا وكانت البليلة التي تصنع في قدور خاصة ولا تزال حتى الآن، من الأطعمة الشعبية المتوارثة وكذلك كعك عاشوراء الخاص ويصنع من القمح وعسل النحل وكان يصنع على شكل القمحة أو السنبلة وتوضع في وسط الكعكة قمحة رمزا للخير.

وقد تصادف يوم عاشوراء المصري القديم مع العاشر من تشرى أول السنة العبرية وفيه أمر نبى الله موسى عليه السلام اليهود بالصيام تكفيرا عن ذنب عبادتهم للعجل في الوادي المقدس” طوى ” عند جبل الوصايا، وهو عيد الكبور، مشيرا الى ان العرب في الجاهلية اخذوا عادة الاحتفال بعاشوراء والصوم عن اليهود.

وفي اﻹسﻻم ومع الهجرة النبوية الشريفة. .... وكما جاء في صحيحي البخاري ومسلم، وسنن أبي داود ، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجة من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: “قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه”.

لذلك.. فقد تأكد احتفال المصريين بهذا اليوم، لما عرفوه من أحاديث النبي عن أهمية اليوم، وأنه من أيام الله التي يستحب فيها الصوم، سنة عن النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم.

وقد كان صومُ يوم عاشوراء من شهر المحرم معروفا لدى يهود المينة المنورة – يثرب – وقد ثبت ذلك من حديث كلٍ مِن: أم المؤمنين عائشة، وابن عمر ، ومعاوية في الصحيحين، وابن مسعود ، وغيرهم.

وصوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة كاملة، كما في حديث الرسول – عليه الصلاة والسلام، فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ”. صحيح مسلم رقم .

ويستحب صوم التاسع مع العاشر لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع”.رواه مسلم.

إلى هنا فالأمر يكاد يكون محسوما لقيمة اليوم الدينية لدى المصريين، كونه مناسبة دينية اسلامية، كما أنه قيل أن بعض البلاد الأسيوية القديمة كانت تحتفل به أيضاً في نفس اليوم على أنه اليوم المقدس الذي زرع فيه سيدنا “نوح” عليه السلام القمحة في الأرض بعد الطوفان.

ولكن تغير شكل اﻻحتفال بهذا اليوم تبعا لتغير الدولة المصرية....
ففي الدولة الفاطمية الشيعية كان أهم مظاهر هذا الاحتفال، ما سماه المصريون “سماط الحزن” وكانت لا تحتوي على الحلوى أو الأطعمة الفاخرة، وإنما تقدم فيها ألف زبدية من العدس الأسود والعدس المصفى والملوحات والمخللات، والأجبان والألبان وعسل النحل، والخبز والفطير المصنوعان من الشعير، وقد غير لونهما قصدا، ويدعى الحضور والناس إلى الأكل على هذا السماط، بينما في داخل المساجد الجامعة، تتعالى أصوات القراء بالقرآن وبقصائد الرثاء لآل البيت.

وعندما جاءت الدولة الأيوبية السنية، تغيرت صورة الاحتفال بهذا اليوم للتوسعة على المصريين، فصارت تصنع ألوان الحلوى، وصار الناس يكتحلون، ويرتدون الملابس الجديدة، ويكثرون من الأطعمة الفاخرة، كما يزيدون بإطلاق البخور، وينشدون له الأناشيد: “يا بخور عاشورا المبارك… يا بركة عاشورا المبارك… أبرك السنين على المؤمنين”، ويتزاحمون لتلقي الرقى، لإبعاد الحسد عن أنفسهم وأهلهم.

أما في عصر المماليك، فقد تحول الاحتفال إلى احتفالية ضخمة تشغل الأيام العشرة الأولى من السنة الجديدة، حيث تمد الموائد للطعام، ويجتمع السلطان مع كبار القوم للاستماع للقرآن والمديح النبوي، بينما يقوم رجاله في الشوارع بتوزيع الدنانير الذهبية على العامة، حتى صلاة المغرب، ثم يملأ الناس الشوارع للاستماع للمطربين والمداحين وحتى بزوغ الفجر الجديد.

وحتى اليوم، يحتفظ المصريون من ذكرى الاحتفالات المملوكية بالحلوى التي أسموها باسم اليوم نفسه - حلوى عاشوراء - وهي نوع من أطباق الحلوى الذي يصنع من القمح، إذ يضاف إليه اللبن والسكر وبعض الياميش والمكسرات مثل الجوز واللوز والبندق.

وكانت العادة المصرية المستمرة ليومنا هذا، بأن تتبادل سيدات البيوت إهداء أطباق العاشوراء، حيث يقمن بتوزيعه على بعضهن بعضا مع الامنيات بعام وموسم سعيدين.

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

المرأة لؤلؤة وحجابها صدفتها


حوار مع الغرب       
  المرأة لؤلؤة وحجابها صدفتها
                                                                           

حوار: سوسن سحاب



 









قالت: أكثر ما يحيرني في دينكن هو قطعة القماش تلك التي تضعنها فوق رؤوسكن.

قلت: تقصدين ما نسميه الحجاب؟

قالت: نعم الحجاب، لماذا تضعنه؟ ما فلسفته؟

قلت لها: هل ذهبتِ إلى سوق الذهب من قبل؟

قالت: بالطبع.

قلت: وكيف وجدتِ الذهب والمجوهرات؟ ملقاة ومهملة أم محفوظة ومؤمّنَة؟

قالت: تقصدين أن المرأة كالدرة النفيسة يجب صيانتها والحفاظ عليها؟

قلت: نعم المرأة لؤلؤة والحجاب هو الصدفة التي تحميها من العيون الطامعة والأيدي الخائنة، والحجاب هو الساتر الذي يقف حائلاً بينها وبين عيون لا تعرف للحياء طريقاً، فالحجاب وقاية وصيانة لكرامة المرأة وشرفها.

قالت: لقد كنت أتعجب كثيراً عندما أرى في الغرب امرأة محجبة.

قلت: لقد ناضلت بعض النساء والطالبات المسلمات في الغرب كثيراً، للسماح لهن بارتداء الحجاب في العمل والمدارس والجامعات، ورفعن قضايا وجاء الحكم لصالحهن بحمد الله، وبعد أن كن يتعرضن لنظرات السخرية والاتهام بالتخلف والرجعية، كان تمسكهن بحقهن في الحجاب مثار تشجيع من غير المسلمين، الذين يرون هذا حقاً مشروعاً من حقوق الإنسان وهو حق حرية العقيدة، وأصبحت رؤية المرأة المحجبة الآن من المناظر المألوفة في الغرب.



قالت: نعم، لقد رأيت الكثير من النساء المحجبات في أوروبا وأمريكا، وقد تحدثت مع إحداهن في فرنسا العام الماضي


قلت: أحسنتي، بالنسبة لفرنسا بالذات فقد رفضت إحدى المدارس دخول فتيات محجبات، ولكن الرئيس الفرنسي قال عبارة رائعة...قال: كيف أمنع الحجاب, وقد كانت السيدة مريم العذراء محجبة ؟؟؟
 

قالت: ولكن كثيراً من الناس يقولون إن للحجاب تأثيراً سيئاً في الشعر وفروة الرأس.

قلت: بل على العكس من ذلك تماماً، فقد اتضح أن الحجاب هو أكبر حماية للشعر.

قالت: كيف؟

قلت: أثبتت البحوث أن تيارات الهواء وأشعة الشمس المباشرة تؤدي إلى فقدان الشعر لنعومته وبهتان لونه، كما ثبت أن ترك الشعر حراً لتهويته بالهواء الخارجي (الأوكسجين الجوي)، ليس له أي دور في تغذية الشعر، لأن الشعر عبارة عن خلايا قرنية ليس فيها حياة، وهي تستطيل بانقسام برعم الشعر الموجود داخل الجلد وهذا الجزء النشيط والذي يؤدي انقسامه إلى استطالة الشعر بمعدل نصف ملليمتر كل يوم، يحصل على غذائه من الأوعية الدموية داخل الجلد.

وثِقي بأن الحجاب بريء من كل الاتهامات التي تُلقى عليه بلا أدلة، كتساقط الشعر وضعفه وشحوبه، فتساقط الشعر يرجع إلى أمرين لا ثالث لهما، أولهما الحالة النفسية السيئة، والثاني الحالة الصحية العامة للجسم، فصحة الشعر تبدأ من الداخل، فالغذاء السليم وراحة البال يؤديان إلى شعر صحي، وبالتالي فإن ما يؤثر في صحة الجسم من قوة أو ضعف، يؤثر في الشعر أيضاً.

قالت: لقد عرفت الآن الفوائد العلمية لارتداء الحجاب، فحدثيني ماذا يقول دينكن في الحجاب؟

قلت: للحجاب فضائل كثيرة فهو طاعة لله ورسوله فالمرأة بارتدائها للحجاب تطيع أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وهو دليل على الإيمان، لأن الله تعالى أمر المؤمنات فقط بالحجاب، لقوله: “وَقُل للْمُؤْمِنَاتِ”، ولما دخلت نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عليهن ثياب رِقاق، قالت: “إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتن غير مؤمناتٍ، فتمتعن به”.

والحجاب عفة، فالمرأة المحجبة مستورة وعفيفة ولا يتعرض لها الفُساق بالأذى، لقوله تعالى: “فلا يؤذين”.

والحجاب ستر، وفي الحديث “أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها، خَرَقَ الله عز وجل عنها سِتْرَهُ”.

وهو عنوان للحياء، فالحياء هو فطرة المرأة السليمة، والحجاب يتناسب مع هذا الحياء فتستحي المرأة المحجبة وهي ترتدي الحجاب من أن تتواجد في أماكن لا تتناسب مع حجابها، أو تفعل ما تستحي منه.

ومن فضائل الحجاب أيضاً أنه يتناسب مع الغَيرة الموجودة في الرجل الأبي ذي الكرامة والنخوة، الذي يأبى أن تمتد النظراتُ الطامعة إلى أهله.



قالت: سمعت أن بعض الناس تكره البنات على لبس الحجاب وهم في سن صغيرة؟؟

قلت: حتى لو حدث...فكل شيء مفيد يمكن أن نأخذه كرها في البداية  حتى نعتاده  وتدرك أهميته ولكن بعد أن نكون اعتدنا عليه فلا نستطيع التخلي عنه.... فمن منا لم يذهب للمدرسة كرها وغصبا؟؟  ولو لم يغصبنا أهلنا على التعليم لكنا اﻵن نجهل
القراءة والكتابة!!
ولكن بعد أن عرفنا قيمة العلم هل يمكن أن نتركه. ...


قالت: هل أستطيع ارتداءه لمعرفة إن كان يحمي الشعر أم لا؟
 
قلت: بكل سرور، وسوف أعلمك بعض الربطات الجميلة.




الخميس، 31 يوليو 2014

كريستيان بيكر




قصة إسلام المذيعة الألمانية 

كريستيان بيكر من MTV إلى مكة
 زهرة من الشهرة إلى الفطرة

خلال عملها في   MTV

كريستين في مكة



حاورتها: سوسن سحاب 

عدت إلى الفطرة التي فطرني الله عليها
لا يوجد دين كرَّم المرأة كما كرَّمَها الإسلام
رحلة إلى باكستان وضعتها على الطريق الصحيح

في تسعينات القرن الماضي- وهي في أوج مجدها كأشهر مذيعة في أوربا- كانت مفاجأة ارتباطها بالخطوبة بلاعب الكريكيت الباكستاني الأشهر عمران خان....وذهابها معه إلى باكستان في رحلته الخيرية لبناء مستشفى للسرطان ودعمها بالكامل من ماله الخاص, وكان لهذه الرحلة تأثير بالغ عليها، فقد أعجبت كثيراً بكبرياء الناس وشعورهم بالرضا رغم فقرهم المدقع وصراعهم للحصول على قوتهم اليومي، وشعورهم هذا ينبع من إيمانهم بأن الله معهم...وهذه المعنى لم تسمع عنه من قبل في الغرب...

وعرفت كريستيان الإسلام من خلال عمران خان وقرأت ترجمة لتفسير القرآن،ثم كان خبر إعلان إسلامها واختارت لنفسها اسم "زهرة"....
وبدأت الحياة تتغير من  حولها- في نظر الناس للأسوأ ولكن من رؤيتها الإيمانية الروحانية الجديدة كان التغيير للأحسن- فقد أنهت قناة MTV تعاقدها مع المذيعة الأشهر في المحطة لا لشيء إلا  لإسلامها!! ثم اختفت كل العروض التي كانت تقدم من قنوات تلفزيونية عديدة والتي كان أصحابها يتمنون أن تعمل معهم!!!! وفجأة وجدت نفسها بلا عمل وكأنهم يعاقبونهاعلى إسلامها!!
وفي عام 2006 ذهبت كريستيان لأداء فريضة الحج بمكة المكرمة...وكان لتلك الزيارة تأثيرا عظيما في مجريات حياتها, فقد أصبحت هي الفعل وليس رد الفعل!!! فبعد أن كانت تعاملاتها مجرد ردود أفعال فيما يخص إسلامها أصبحت تلعب دور الفاعل فتدافع عن الدين وتصحح المفاهيم المغلوطة عنه.
وبعد عودتها من الحج فُتِحت لها كل الأبواب المغلقة وجاءها الكثير من العروض بما فيها عرضا لكتابة قصة إسلامها...فكتبت كتابها الأول "من MTV إلى مكة", وكان هذا الكتاب بمثابة حجر ألقي في مياه راكدة فحركها،فقد حاولت كريستيان تقديم صورة واقعية للإسلام دون مزايدة أو مجاملة وقد حقق الكتاب نجاحا منقطع النظير، حيث حلت كريستيان ضيفة على معظم القنوات الأوروبية تناقش كتابها، وعُقدت لها عشرات الندوات ووجد المجتمع الغربي حائط صد للأكاذيب المنتشرة حول الإسلام.
وتعكف الآن على دراسة اللغة العربية حتى تحقق حلمها بأن تكون أول إمرأة تترجم تفسير القرآن الكريم إلى الألمانية.
وزارت كريستيان العديد من الدول العربية لتتعرف على العالم الإسلامي والمسلمين عن قرب.

كيف كان رد فعل أهلك وأصدقائك؟ وكيف تقبلوا الخبر؟
لم تكن أسرتي سعيدة بإسلامي,ولم يتفهموا الخطوة في بادئ الأمر واستنكروها كما عتبوا علي لتدميري المستقبل المهني الذي كان ينتظرني، ولكنهم غيروا رأيهم بعدما وجدوا أن الإسلام غيرني للأفضل, وأصبحت أكثر حفاظا على العائلة بعدما كنت قبل إسلامي مرتبطة أكثر بأصدقائي, فأصبح أهلي يحترمون قراري والتزامي وصلابتي التي لازمتني طوال السنين التي مضت,وقالوا أني أصبحت أكثر روحانية واستقرار...أما أصدقائي فهم يحترمونني ويحترمون قراراتي قبل وبعد إسلامي.

كيف تقارنين بين كريستيان قبل وبعد الإسلام؟
قبل إسلامي كنت المذيعة الأولى في قناة "إم تي في" كما كنت من الإعلاميات الأكثر شهرة في أوروبا وكنت مذيعة لأهم العروض والبرامج, وقمت باجراء العديد من اللقاءات مع أشهر النجوم وكان يتم استقبالي دائما على السجاد الأحمر ووقفت أمام حوالي 70 ألف متفرج في إحدى الحفلات, ورغم ذلك كنت دوما أحس بالفراغ الروحي وهناك شيئا ينقصني, كما كنت أعاني من أزمة قوية في حياتي، فقد حصلت على كل ما يمكن للمرء أن يحلم به، من لقاء كبار النجوم إلى حضور أفخم الحفلات وارتداء أجمل الأزياء...لكنني لم أكن سعيدة، فقد كانت التعاسة تملأ قلبي والشعور بالفراغ يرافقني دوماً...أما بعد الإسلام فقد امتلأ هذا الفراغ ووجدت السلام النفسي الذي كنت أبحث عنه بمعنى أصح وجدت نفسي كما خلقها الله على الفطرة.

هل خسرت بعض الامتيازات التي كنت تتمتعين بها من أجل الإسلام؟
بدأت الحرب الشعواء بمجرد تصريحي أني مسلمة وتعرضت للتجريح الشخصي والإهانات ثم تم إيقاف برنامجي الشهير الذي ذاع صيته في أوروبا بأسرها مع أول ظهور لي كمسلمة وأبلغتني إدارة قناة Bravo للشباب بعدم تجديد عقدها، بعد أن بذلت القناة كل جهدها لإقناعي بالإنضمام إليها. وبعد أسابيع تم تسريحي من قناة MTV التي كنت أول ألمانية تعمل فيها لتنتهي رحلة النجاح والشهرة....ولكني لم أستسلم و قررت الثبات أمام الهجوم الشرس،والذي بدأه الإعلام الألماني الذي لم يدخر وسعاً في الهجوم عليَّّ ـــ ولا يزال- لم يغفر لي اعتناقي دين التوحيد. وكانت البداية بخبر نشرته صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية في 1995 تحت عنوان "اليوم تؤدي كريستيان خمس صلوات في اليوم"، وشنت الصحيفة هجوماً عنيفاً وتهكمت عليَّ, ولكن إيماني ساعدني على تخطي الأوقات الصعبة ولم أشعر أبدا بالندم على ضياع النجومية والأضواء والمال.

كنت ضمن نشطاء بريطانيون مسلمون أطلقوا حملة" مستوحاة من النبي محمد" لتصحيح الصورة السلبية عن الإسلام في بريطانيا..فهل حققت الحملة أهدافها؟
نعم, وقد أطلقتها مؤسسة "استكشاف الإسلام" وقمنا بوضع الملصقات في وسائل المواصلات كلها, من أجل التصدي للحملة العنصرية المتصاعدة ضد الإسلام في الغرب وحاولنا تقديم صورة إيجابية عن الشخص المسلم وإبراز ما يجهله الغرب عن الإسلام, وكذلك قمت تقديم برامج حوار الأديان في محاولة لتقريب بين الإسلام وأوروبا.

قتلت المصرية مروة الشربيني في ألمانيا بـ18 طعنة حتى الموت بسبب العنصرية ضد الحجاب, فلماذا تجاهل الإعلام الألماني هذه الحادثة تماما؟؟
حزنت جدا لهذا الحادث المؤسف...واستغربت لعدم الإشارة إليه من قريب أو بعيد في الإعلام الألماني, حتى أني علمت الخبر من الإعلام العربي, وبعد أن تركزت أضواء العالم على الحادث بدأ الإعلام الألماني يتابع المحاكمة بانتظام حتى لا يوصف بتجاهل الخبر أو التعصب ضد الإسلام.

برأيك ما الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام العربي لخدمة الإسلام إيجابيا؟
 يجب على المسلمين أن يقوموا بالتعريف أكثر بالإسلام وبشكل منظم، فهناك فراغ ثقافي شاسع يعاني منه المسلمون في الغرب، فعليهم أن يقوموا هم بالمبادرة بالحوار مع الغرب وأن يبينوا الصورة الحقيقة للإسلام، خاصة أن الاعلام الغربي في يد الأطراف غير المسلمة وهذا يجب النظر إليه باهتمام شديد، ولا يوجد في الغرب من يخاطبهم بلغتهم عن الاسلام وعن التسامح والتراحم الاسلامي الحقيقي الذي نادى به الرسول عليه الصلاة والسلام بعيدا عن ما يروج له الإعلام الغربي المتعصب.

طبعت كتابك "من MTV  إلى مكة" باللغة الألمانية فقط ولكن فاجأني الشهرة والاهتمام الذي لاقاهما الكتاب, فهل توقعت هذا النجاح؟
أجابت بالعربي "الحمد لله" ,الحقيقة أنني تلقيت ردود أفعال إيجابية للغاية وتناولت كل وسائل الاعلام الكتاب والمقابلات التي أجريت معي وكانت كلها محايدة واحترمت وجهة نظري في اعتناق الإسلام, ولحسن الحظ كانت تعليقات القراء ايجابية والشيء الوحيد الذي أربكني هو تعليقات بعض المتطرفين التي جاءت في منتدياتهم, فقد تعرضت للهجوم والتشكيك في معتقداتي.. أما أكثر ما أعطاني القوة والدفعة المعنوية فهو ردود الأفعال الإيجابية جدا في العالم العربي مما شجعتني كثيرا للتفاعل أكثر مع الحياة والثقافة العربية.

ما الذي دفعك لتأليف هذا الكتاب؟
 هناك الكثير من الأفكار الخاطئة عن الإسلام في الغرب, وهذا السبب من أهم الاسباب التي حفزتني لتأليف كتاب أخاطب فيه المجتمع الأوروبي بطريقة يفهمونها, وحاولت رفع الظلم والتشويه الذي ألحقه الأوروبيون والمتطرفون بالإسلام, وفي الكتاب نقد للأحكام المسبقة التي ورثتها من بيئتي...مثل دعوة المسلمين إلى الجهاد تعني قتل غير المسلم، في حين أنّ فرض الجهاد يقتضي مجاهدة النفس لمعرفة الطريق إلى الله وصحيح الدين, وكنت أسمع عن إهانة الإسلام للمرأة!!! ولكني وجدت أنه لا يوجد دين كرم المرأة كما كرمها الإسلام.

هل هناك نية لترجمة الكتاب إلى لغات أخرى؟
لقد ترجم إلى العربية والتركية وأقوم الآن بترجمته إلى الإنجليزية,وقريبا سأحضر حفل توقيع النسخة العربية في مصر إن شاء الله.

هل واجهتي يوما موقف الدفاع عن الإسلام؟
نعم..كثيرا...فالعنف الذي تمارسه بعض الجماعات الاسلامية يعطي صورة سلبية عن الإسلام في الغرب, بالرغم من تحريم الإسلام للعنف مثله مثل الديانات الأخرى, والقرآن الكريم يحذر من قتل النفس بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا وهذا في حد ذاته ينفي أي تهمة لوصف الإسلام بالارهاب، وللأسف تفتقد المجتمعات الغربية وجود دعاة للتعريف بسماحة الدين الإسلامي والذي هو في الأصل رسالة سلام،وكان هذا أحد الأسباب التي دفعتني بقوة إلى نشر كتابي وبعد نجاحه أشعر أن دوري كداعية تزايد للتخفيف من ظاهرة الإسلام فوبيا التي تجتاح أوروبا

هل تعتقدين أن اختلاف الثقافات أثر على صورة الإسلام لدى الغرب؟وهل هناك سبل لتقارب هذه الثقافات؟
كل المسلمين في الغرب هم بمثابة رسل للإسلام في هذه الدول ويجب أن يكونوا منفتحين ولا ينغلقوا على أنفسهم إطلاقا، بل عليهم التقرب إلى الآخرين ولا ينتظروا أن يأتي الآخرين إليهم، والإسلام يحث على التعليم والتفوق لذا يجب الاهتمام بالتعليم والثقافة واللغات لأنها ستسهل الإنخراط في المجتمع،فهناك الكثير من المسلمين المتوفقين في الغرب مثل العلماء زويل والباز واللاعب زيدان وغيرهم...فالتفوق يجعل مهمتك سهلة وإيجابية للآخرين، ويجب أن يقتحم المسلم كل المجالات كالإعلام والتأليف والموضة ولا يقف على هامش الحياة.

برأيك ما الدور الذي ينبغي أن يلعبه الإعلام العربي لخدمة الإسلام إيجابيا؟
أود أن أنبه إلى نقطة هامة وهي أنهم في الغرب يحتاجون إلى برامج بلغات أجنبية وأهم لغة هي الإنجليزية لأنها لغة عالمية، وهناك برامج في قناة الجزيرة بالانجليزية ولكنها غير كافية...وأتساءل لماذا لا تبث قنوات مثل العربية و mbc ودبي 1 برامج بالإنجليزية موجههة للغرب, والموضوع ليس صعبا فالأموال متوفرة والخبرات كذلك...والعالم العربي سيكسب نقاطا لصالحه ثقافيا واقتصاديا فضلا عن خدمة الإسلام.

أطلقتي مجموعة سواروفسكي الإسلامية للفنان نورجان في جاليري ميكا الإسلامي في لندن, فهل لاقت هذه المجموعة الفنية الإسلامية القبول لدى الغرب وهل تأثرتي بالثقافة الإسلامية؟
لقد لاقى المعرض نجاحا باهرا وحقق مبيعاتً خيالية وقد أحب الناس الفن الإسلامي بشدة, وعن نفسي فإن الفنون الاسلامية تستهويني بشكل كبير وأقتني بعض الأعمال الفنية والآيات القرآنية المزخرفة, وقد إنبهرت بالعمارة الإسلامية ووقفت مذهولة أمام روعة قصر الحمراء في غرناطة، ومسجد القبة الزرقاء في تركيا، وبساطة مسجد ابن طولون في مصر وعراقة خان الخليلي وروعة المسجد الأموي في سوريا,وأيضا البوابات والقلاع في فاس والقاهرة وحلب وغيرها..وأحب الشعر الصوفي للبوصيري والغزالي وكذلك الموسيقى الصوفية فهذا النوع من الموسيقى والغناء يجعلني أبكي.

كيف تصفين شعورك لحظة رؤيتك للكعبة المشرفة؟
شعور لا يوصف!!!فقد وجدت روحي تنجذب إليها وقلبي يتعلق بها ولا تستطيع النظر إلى شيء آخر سواها....هذا التعلق والإنجذاب يجعلك تشعر أن الأرواح هي التي تطوف وليست الأبدان...والشعور الإنساني الرائع أنك تجد كل الناس سواسية في الشكل والملبس, فترى الغني والفقير والرئيس والمرءوس والأبيض والأسود والعربي والعجمي وكل هؤلاء تحت راية واحدة هي راية لا إله إلا الله..

ما أقرب الدول الإسلامية إلى قلبك؟
أحببت كل الدول العربية التي زرتها فكل دولة لها سحرها وخصوصيتها ولكن الأقرب إلى قلبي هي مصر.

يحيي فلود



 يحيي (دونـالد) فـلود
" أخي لا تمت إلا مسلماً "
نشأ دونالد فلود في عائلة أمريكية تحترم حرية الرأي والتعبير عن النفس وتتسم بالتحرر من كل القيود وخاصة فيما يتعلق باختيار الاعتقاد الديني. وكان فلود يعشق السفر والتنقل من مكان إلى آخر مما أتاح له التعرف على ثقافات مغايرة للثقافة الأمريكية، وبدأ في مراجعة تصوراته الدينية وخاصة عن الكون والخالق, وبدأت تتكون لديه قناعات بأن هذا الكون لم يوجد عن طريق الصدفة وهناك الكثير من الدلائل علـى وجود قوة خفية منظمة لهذا الكون، و لكنه لم يكن يعرف كيفية الوصول إلى الحقيقة.
وكانت عودته إلى الجامعة هي نقطة التحول في حياته !!!!
فقد  شاء الله أن يتعرف على صديق مسلم سعودي الجنسية قد جاء للدراسة في أمريكا فتعرف على الإسلام عن طريق ارتباطه بهذا الصديق السعودي"أبو حسين".
وبعد رحلته الطويلة في بحثه عن الحقيقة....دخل الإسلام وأدرك بعد إسلامه أهمية اكتساب العلوم الشرعية وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية، وفرح كثيرا عندما علم أن من مرونة وتسامح الدين الإسلامي هو أنه يَجُبّ ما قبله فلا يكون الشخص مسئولاً عن جهله السابق بالإسلام. وشعر أنه كان محظوظا للغاية بوجوده في بلد إسلامي وقت دخوله في الإسلام، لوجود الكثير من العلماء المسلمين والمصادر الإسلامية المتنوعة,ومما سهل عليه فهم الإسلام واستيعابه هو التطبيق المباشر لتعاليم الدين الإسلامي في الحياة اليومية.
ويقيم " يحي فلود " حالياً بالمدينة المنورة حيث يعمل أستاذاً للغة الإنجليزية في كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز في المدينة المنورة، وهو يحب إقامة حوارٍ بنّاء مع غير المسلمين ليشاركهم خبراته في الحياة....
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيه أعظم الثواب والأجر على ما يبذله من جهود مخلصة في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين.
وسألته.....
س كيف كانت البداية؟؟
كانت البداية في دعوة من صديق هندوسي, تلقيتها أنا وصديقي أبو حسين لحضور حفل عشاء بإحدى الكنائس, وبدأ رئيس الكنيسة بغناء الأهازيج النصرانية باللغة العبرية وطلب منا ترديد هذه الأغاني المكتوبة على لوح، ففوجئت بأبو حسين ينهض على الفور فغادرت المكان معه على وجه السرعة بدون معرفة السبب, ولم أسأله ما السبب!!!
ولماذا لم تتخل عن صديقك الذي وضعك في حرج أمام مجتمعك الأمريكي؟
لا أدري, ولا أعرف لماذا تبعته وتركت صديقنا الثالث مندهشا لخروجنا المفاجيء, ولكني بعد ذلك سعيت لتوطيد ارتباطي بأبي حسين, وقررنا استئجار شقة للسكن مع صديقين كويتي وإيراني.
كويتي وإيراني وسعودي؟؟ لا أستطيع اخفاء دهشتي من سعيك للسكنى مع ثلاث شخصيات مسلمة
نعم, ولقد اندهش كل من سمع ذلك الخبر ايضا, ولكن في سعيي للبحث عن الحقيقة...آثرت الاقتراب من عادات وطبائع شعوب شرقية إسلامية.
ولكن هناك الكثير من العادات المختلفة بينك وبينهم, لاختلاف الثقافات, والعادات الغذائية وغيرها....
نعم. لم أتوقع أن أجد تلك الاختلافات الكبيرة, ولكنها اختلافات أدهشتني !!! خاصة اختلاف العادات الغذائية بيننا, ونوعية الأكلات وأكثر ما لفت انتباهي هو حـُسن الضيافة الرائع الذي يظهرونه لزائريهم, وأكثر ما أدهشني هو إيمانهم اليقيني الذي اعتقدت في البداية أنه مظهر من مظاهر الثقافة لديهم, ولكني لاحقا علمت إنه من تعاليم الدين.
ولكنك ذكرت أنك ذهبت إلى المملكة العربية السعودية, فما سبب الزيارة؟
بعد التخرج من  الجامعة وعودة الجميع إلى بلدانهم جاءتني دعوة من صديقي السعودي أبو حسين لزيارة السعودية لمدة أسبوعين, والقيام برحلات سفاري في صحراء المملكة...فوافقت على الفور.
وكيف كانت تجربتك في المملكة العربية السعودية؟
كانت تجربة رائعة, فقد استقبلوني بحفاوة بالغة كأني أمير أو سفير لدولتي, وقضيت أياما لا تنسى في منطقة صحراوية خارج الرياض, وكان صديقي يذبح الخراف ويدعو فقراء المنطقة ليشاركوهم طعامهم. واستمتعت بأكلات ذقتها لأول مرة وكذلك حليب الناقة.
حليب الناقة؟؟ أنا شخصيا قضيت الكثير من وقتي في الخليج ولم أتذوق حليب النوق!!
أتذكر عندما أبديت إعجابي بهذا الحليب, قال لي والد صديقي حسين: "إذا دخلت في دين الإسلام سوف أعطيك عشرة جمال",  فقلت له مازحا: "وأنت لو أصبحت نصرانياً سوف أقدم لك كذلك عشرة جمال". ثم عدت إلى أمريكا بعد تجربة لا تنسى.
وهل عدت ثانية أم انقطعت علاقتك بصديقك؟؟
لم تنقطع علاقتي بصديقي, ولكن أتيحت لي فرصة السفر للخليج العربي مرة أخرى لتدريس اللغة الإنجليزية في مدينة أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة، ومكثت فترة تعرفت خلالها على المزيد من الثقافة العربية, وزاد إعجابي بكرم وضيافة الشعوب العربية وما يتمّيزون به من  حُسن خلق وثقة في الله.
وهل استقر بك المقام في أبو ظبي؟؟
لا...فبعد عامين أخذني الحنين لوطني وأهلي وانتقلت إلى مدينة "لاس فيجاس" مدينة القمار...ووقعت في بعض الذنوب والمعاصي التي أندم عليها كثيراً الآن.
ولكن ألم تشعر برغبة في الإقلاع عن تلك المعاصي؟؟
كان داخلي قوة تمنعني عن المضي في هذا الطريق, وبعد وقفة مع النفس - عرفت فيما بعد أنها النفس اللوامة – وجدت نفسي أحن إلى أيامي في الشرق حيث الفطرة السليمة, فأرسلت أوراقي الخاصة وسيرتي الذاتية لصديقي أبو حسين للبحث عن عمل في السعودية, فوجد لي عملا في شركة بتروكيماويات بمدينة الجبيل الصناعية في شرق السعودية.
"أخي لا تمت إلا مسلما"
وعــدت إلى المملكة العربية السعودية مرة أخري؟؟ فما الجديد هذه المرة؟؟
نعم عدت...وتأقلمت سريعا مع المجتمع هناك, وكانت نقطة التحول الحقيقية في حياتي عندما دُعيت إلى حفل عشاء مع بعض المسلمين وحدثتهم عن حياتي في مدينة لاس فيجاس قبل حضوري إلى السعودية, و فجأة قال لي أحد الحضور جملة كانت السبب في تغييري من النقيض إلى النقيض.
من هذا الرجل؟؟ وماذا قال؟؟
كان أمريكياً مسلما يعمل في السعودية وقال لي: " أخي تأكد تماماً بأن لا تموت إلا مسلماً".
ماذا يقصد بهذه الجملة؟؟ ولماذا قالها لك أنت بالذات؟
 لم أفهم قصد هذا الرجل, فطلبت منه إيضاح قصده من هذا الكلام، فحدثني الرجل بالطريقة التي أفهمها جيدا- طريقة لاس فيجاس- وقال: "لو مت على غير الإسلام فكأنك تغامر باستخدام فرصة واحدة فقط للفوز في لعبة الروليت - لعبة قمار أمريكية مشهورة- معتقداً أن حياتك كلها وجميع معتقاداتك وأفعالك في الدنيا ربما بضربة حظ تشملك رحمة الله وتدخل الجنة.  ولكن إذا مت على دين الإسلام فأنت كالذي يستخدم كل الفرص المتاحة في هذه اللعبة وأي فرصة منهم ستكسب حتماً وبذلك ستفوز وتنجو من العذاب وعليه ستكون فرصتك في دخول الجنة كبيرةً جداً، أي وباختصار فالموت على دين الاسلام هو الضمان الأكبر للنجاة من النار ودخول الجنة."
وماذا قلت له؟؟
لم أتكلم, بل كأني أصابني الخرس التام!! واستعدت كلامه كله وهذا القياس العجيب بين الدخول في دين الإسلام والموت عليه وبين ضمان الكسب في لعبة الروليت, وقررت أن أبحث عن الحقيقة بدلاً من الاتباع الأعمى لدين آبائي.
وكيف كانت أول خطوة على طريق الحقيقة؟؟
بدأت بسماع محاضرات عن الإسلام، وأصابتني دهشة عظيمة عندما علمت أن الدين الإسلامي يدعو للإيمان بجميع أنبياء الله و بجميع الرسالات السماوية كما أنزلها الله تعالى وعلمت كذلك ولأول مرة أن القرآن هو آخر الكتب السماوية التي أنزلها الله وأن سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الرسل من عند الله .
وهل اكتفيت بسماع الخطب الدينية فقط؟؟
لا, كنت أحاول معرفة كل شيء عن الإسلام, وفي خطوة كانت جريئة ولها تأثير السحر, فقد دعاني بعض أصدقائي السعوديين إلى أحد المساجد لأشاهد كيف يصلي المسلمون، ودعوني أيضا للصلاة معهم ولطلب الهداية والمغفرة من الله تعالى - رغم أني لم أكن مسلماً بعد-  وبعد تجربة الصلاة مع المسلمين شعرت بارتياح كبير وإحساسٍ جميلٍ بالقناعة والرضا لم أشعر به من قبل، ومنذ ذلك الوقت قررت أن لا أُفوت أي فرصة لأداء الصلاة معهم رغم عدم دخولي في الدين الاسلامي بعد, وعدم معرفتي بكيفية الصلاة على الوجه الصحيح .
لا أستطيع إخفاء دهشتي من هذه الخطوة الجريئة جدا....ولكن ما الذي يمنعك من دخول الإسلام حتى الآن؟؟
كان أكبر ما يعيقني عن دخول الإسلام هو عدم استعدادي لتقديم تنازلات  بعد اعتناقي الدين الاسلامي، كخسارة أصدقاء الطفولة وأفراد عائلتي وتغيير نمط حياتي بكاملها بما فيها من بعض الممارسات الخاطئة.
وإلى متى بقيت في هذا التردد ؟؟
تحدثت مع صديق أمريكي عما أعاني من تناقضات بين تردد وخوف يبعدني عن هذا الدين, وبين شيء ما يدفعني دفعا نحوه.
وبماذا نصحك ؟؟
أخرجني صديقي من الحيرة وأعطاني شريط فيديو بالإنجليزية وكان عنوانه: "ما  الهدف من الحياة؟ ماذا تعرف عن الإسلام؟"  وأول ما دار في خلدي حين قرأت هذا العنوان هو الإجابة عن هذا السؤال المحير جدا: ما هو الهدف من الحياة؟ - والذي ظننت أني لن أجد له إجابة أبدا.
وهل وجدت إجابة لسؤالك؟؟
المفاجأة أني وجدت الإجابة في هذا الشريط. وكانت اجابة مختصرة بسيطة, وليست كما تخيلتها ستكون معقدة وغامضة....وعرفت أن الهدف من الحياة في الإسلام وبكل بساطة هو التسليم الكامل لله الخالق الواحد، ويا للمفاجأة !!!!
وتفاجأت أيضا عندما علمت أن هذا الدين ليس بجديد على الإطلاق وأنه ثالث الأديان السماوية التي تدعو إلى التوحيد، بل أن الإسلام كان دعوة جميع الرسل السابقين، واكتشفت الحقيقة التي لا يعرفها الكثير من غير المسلمين...بل ومن المسلمين أيضا وهو أن الإسلام هو دين كل الأنبياء والرسل من آدم ونوح وإبراهيم حتى موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم جميعا.
نعم هذا صحيح وأنت محق, هناك الكثير من المسلمين يجهلون هذه المعلومة.....ولكن ماذا فعلت بعد ذلك؟؟
غمرني شعور عظيم أن الإسلام هو الدين الحق, وأخبرت أبو حسين برغبتي  بدخول الإسلام، فنصحني بعدم التسرع والإطلاع على المزيد من المعلومات حول الإسلام قبل الدخول فيه، فأخبرته أني قد أخذت وقتي في التردد مدة طويلة وقد حزمت أمري الآن, فطلب أبو حسين مني التلفظ بالشهادتين ثم أعلن للجميع دخولي في الإسلام وسط جو من البهجة والسعادة.
وما قصة الاسم الجديد ؟؟
في أول صلاة جمعة لي – كمسلم - اقترح أبو حسين أن أعلن إسلامي أمام جموع المصلين في المسجد، وسألني الإمام قبل تقديمه لي للمصلين كمسلم جديد هل اخترت اسما جديدا؟، فقلت له: "لا أعرف, قدمني باسمي الأمريكي" وكان أبو حسين بجانبي يتلو سورة مريم ووصل إلى كلمة يحيي فوكزني وقال لي بهدوء: ما رأيك في هذا الاسم؟ فسألته: ماذا يعني؟  فقال:  John the Baptistأي يحيي المعمدان أي "يعيش" ، فأعجبني الاسم لأني فهمت معناه في لغة الإنجيل وكذلك أعجبني معناه بالعربية, حيث أني بدخولي الإسلام قد بدأت أحيا حياة جديدة، وبعد انتهاء الصلاة أعلن الإمام دخولي في الإسلام ودعاني إلى ترديد الشهادتين أمام جموع المصلين الغفيرة الذين قاموا على الفور بتهنئتي ومعانقتي.
وماذا كان رد فعل عائلتك؟؟
كان التعامل بيني و بين أهلي يقوم على أساس من التقدير والاحترام المتبادل, لذا إنصدموا في البداية من خبر إسلامي, ولكن بعد أن وجدوني سعيدا ومرتاحا لحياتي الجديدة قالوا: "إذا كان هذا الاختيار سيكون سببا لسعادتك، فسنكون نحن سعداء أيضاً بالتأكيد".
وماذا عن زوجتك..هل هي مسلمة أيضا ؟؟
بعدما ذقت حلاوة الإيمان تمنيت أن أتزوج حتى أنجب أبناءً ينعمون بالإيمان,وفكرت أن أعظم هدية يقدمها الأب لأبناءه هي اللغة العربية - لغة القرآن- فقررت الزواج من فتاة عربية. و فعلاً تزوجت من فتاة سورية وأنعم الله علينا بأبناء يجيدون اللغة العربية.
وكيف استقبل المحيطين بك هذا الزواج؟
بطبيعة الحال فقد هنأني أصدقائي العرب وفرحوا لزواجي من فتاة عربية, وفي نفس الوقت كان زواجي هذا مثار سخرية بعض أصدقائي الأمريكيين غير المسلمين والذين لم يتقبلوا زواجي من فتاة لا تربطني بها علاقة  أو معرفة سابقة، فأوضحت لهم قدسية الزواج من المنظور الإسلامي وأن الزواج أمر مقدر من عند الله".
وما أهم شيء حدث لك بعد دخولك في الإسلام ؟؟
كانت أكبر نعمة أنعم الله بها علي بعد إسلامي, هو دخول والدتي في الدين الإسلامي...
هذه مفاجأة...كيف حدث هذا ؟
في أحد الأيام اتصلت بي أختي من أمريكا لتخبرني بمرض والدتي الخطير، فأسرعت بالسفر إلى أمريكا أنا وزوجتي للإطمئنان على صحة والدتي، و أثناء وجودي إلى جانب والدتي سألتها: "هل تؤمنين بإله واحد يا أمي؟" فقالت: "نعم" فطلبت منها أن تردد "لا إله إلا الله" فقامت بترديدها ثلاث مرات بالعربية والإنجليزية أيضا، ثم سألتها: "هل تؤمنين بجميع الأنبياء مثل آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد؟" فقالت: نعم، فطلبت منها ترديد الشهادتين "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" فقامت بذلك باللغتين العربية والإنجليزية.
وبالطبع عدت إلى السعودية في منتهى السعادة بسبب إسلام والدتك؟
في منتهى السعادة ومنتهى الحزن....
لا أفهم لماذا منتهى الحزن؟؟
لأن والدتي قد ماتت بعد خمسة أيام فقط من دخولها في الإسلام ونطقها الشهادتين، ولكني أحمد الله سبحانه وتعالى كثيراً على هذه النعمة باهتداء والدتي إلى الصراط المستقيم  في آخر حياتها...رحمها الله رحمةً واسعةً.
آمين