الثلاثاء، 31 مارس 2015

السيسي أعاد مصر للعرب




هل أعاد السيسي مصر للعرب
أم أعاد العرب لحضن مصر؟؟؟

مؤتمر شرم الشيخ


عاشت مصر في سنة الإخوان منبوذة من كل العرب ماعدا قطر....وكانوا يتعاملون مع هذه الجماعة معاملة المجزوم الذي يبتعد عنه الناس مخافة الهلاك.

ومنذ لاح نجم السيسي في الأفق قبل ثورة 30 يونيو لفت الأنظار إليه داخل مصر وخارجها....

وعندما تحدث وقتها أدرك الناس أنهم أمام شخص يملك مقومات الزعامة..


ورويدا رويدا بدأت الناس تعقد مقارنات بينه وبين الزعيمين عبد الناصر والسادات....كاريزما عبد الناصر ودهاء السادات....




وبدأت الدول العربية في دعمها الفوري لمصر والتفافها حول قيادتها، وعاد التعامل مع مصر على أنها الشقيقة الكبرى التي تأخذ اخوتها تحت جناحيها.


وبدأت الرحلات المكوكية بين مصر والدول العربية....وأصبحت كلمات السيسي بمثابة شعارات قومية عربية.


ولأول مرة منذ زمن بعيد نشعر ونحن خارج مصر بمعنى كرامة المصريين وأن العرب عادوا يتكلمون عن مصر ورئيسها بكل فخر وإعزاز....وأسعدني أن كل أصدقائي في الإمارات قرروا قضاء الأجازة الصيفية في مصر.


وحتى بالنسبة للمصريين...فقد أصبح يؤرقهم ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وأصبح الأمر أكثر من نظرة تعاطف بل تعداه إلى الشعور بوحدة الألم ووحدة الجرح....

لذا انتفضت المشاعر العربية ضد جرائم داعش، وانجرحت النخوة العربية عند رؤية سبي نساء العراق، وأحرقتنا مشاهدة حرق الكساسبة على الهواء....وكانت القشة التي قصمت ظهورنا كعرب ذبح المصريين في ليبيا.....



فتحول الأمر من مجرد مشاطرة مشاعر على الإنترنت إلى تواجد فعلي على أرض الواقع...

وكانت باكورة الدفاع العربي المشترك بين مصر وليبيا....ولم نسمع بعدها عن داعش....



ثم جاءت #عاصفة_الحزم لتثبت أن "وطني حبيبي الوطن الأكبر" ليس مجرد أغنية....وأن "أمجاد يا عرب أمجاد" ليس مجرد شعار، وأن "الإتحاد قوة" ليست جملة مأثورة على خلفية كراسات التلاميذ.



وعادت مصر لمكانتها التي فقدتها ولمكانها الذي كان شاغرا....وعاد العرب لحضن مصر، بالفعل وليس بالكلام وأبلغ دليل على ذلك مؤتمر شرم الشيخ ثم القمة العربية في شرم الشيخ أيضا.......



وأحيت صورة زعماء العرب في النفوس الحلم العربي، وأننا قوة لا يستهان بها إذا لم نستهن نحن بأنفسنا وبقوتنا.

سوسن سحاب 
31- 3- 2015


السبت، 28 مارس 2015

أنا من القاهرة 6 صانعة المعجزات




أنــا مـن القـاهـــرة
6-   صانعة المعجزات


 




 

موقف تاني أكد لي أن كل ما أراه من مواقف على الشاشة لنساء شجاعات ينحني خجلا أمامها.....


كان يسكن تحتنا مباشرة جيران العمر وقد تركوا شقتهم وانتقلوا لمكان آخر ولكنهم مازلوا يحتفظون بالشقة إلا من أقل القليل مما لا يحتاجونه أبدا.


وفي ليلة شتوية حوالي الساعة الثالثة فجرا سمعت وقع أقدام وحركة داخل شقة الجيران

فنزلت أمي لأسفل ووجدت باب شقة الجيران مفتوحا والشقة مظلمة فدخلت وقامت تنادي بأعلى صوتها على صاحبة الشقة....(أم وليم جارتنا) يا أم وليم ؟؟ يا أم وليم؟؟ انتي هنا يا أم وليم ؟؟ يا وليم؟؟  يا عفيفة؟؟  وكان الحرامي داخل البيت ( والحمد لله أنه لم يحاول ضربها) وعندما سمع صوتها خرج مسرعا من البيت .

استيقظت من نومي كما استيقظ أبي والجيران على صوتها، وبدأت أبواب الشقق تفتح وعندما نزل الجميع كان اللص قد هرب من دقائق وبدأ الكل يلومها على دخولها واللص موجود بالشقة.....

 

هذا الموقف ملأني بالفخر إنها أمي.....وتذكرت أن قدماي تسمرت خوفا وكنت أصرخ عليها أن تخرج حتى لا تتعرض للأذى....ولكني كنت صغيرة جدا وقتها أن أجيب هذا التساؤل....هل يمكن لإنسان أن يدفع حياته ثمنا للدفاع عن حرمة بيت الجيران الأقباط؟؟ 



كانت رحمها الله مثقفة جدا...كانت تجلس يوميا على الكنبة بجوار الشباك تقرأ جريدة الأهرام وتبدأ من الصفحة الأخيرة بعمــود الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين ثم صفحة الوفيات...ثم باقي الجريدة خبر خبر وكلمة كلمة...وبعد أن ضعف نظرها كنت أنا أقرأ لها الجريدة ( وآخد منها جنيها أو أكثر ثمن القراءة).

 

كانت زيارة المساجد كل جمعة هي رحلتها المفضلة...ذهبت معها لمعظم مساجد مصر وليس القاهرة فقط وسأحكيها لكم بالتفصيل لاحقا.....

 

أما الموقف الذي علمتني فيه معنى العروبة والوطنية وقيمة الصداقة فكان وقت غزو الكويت كنا ذاهبين في رحلة للأسكندرية لشاطيء المعمورة أنا وأمي وصديقتي هدى الإماراتية..
وكنا ننوي المكوث لأسبوع أوعشرة أيام ، فدخلنا الشقة نظفناها ثم أفرغنا الشنط ووضعنا ملابسنا في الدواليب .
في اليوم التالي لوصولنا للأسكندرية رأينا في التليفزيون خبر غزو صدام للكويت،أحزنا الخبر طبعا لكن لم نفكر أنا وهدى في أكثر من ذلك...
لكن أمي بكل حزم وصرامة قررت قطع الرحلة والعودة بنا إلى مصر،يا ستي واحنا حنعمل ايه لما نقطع أجازتنا؟ قالت إزاي نتفسح وننبسط واخواتنا بيحاربوا بعض؟؟!!!
وعندما انتهت اجازتي السنوية وحان موعد رجوعي للإمارات شعرت بالخوف من الإشاعات التي انتشرت وقتها بأن صدام يمتلك قنابل نووية وسيدمر الخليج بأكمله، وقلتلها لن أرجع الإمارات أنا خايفة من النووي ، فقالت لي صديقتك لم تركك في الحلوة تسيبيها انتي في المُـرة ؟؟؟  ترجعي معاها وربنا معاكم انتوا الاتنين، ولما رجعنا الإمارات أصرت أم هدى (ماما نورا) أن أترك سكن المدرسات الذي كنت أسكن فيه وخصصت لي غرفة في الفيلا، حتى أكون معهم في هذا الوقت العصيب...

 

كما قلت كانت أمي هي الكبيرة بين اخواتها وجيرانها وأصدقائها، وكانت المواسم والمناسبات السعيدة فرصة لصنع بعض الأكلات المصرية التي لا تتم إلا في جماعات نسوية، وكان أهم تلك الأكلات هي (المفتقة) و (الكسكسي) و (كحك العيد) و (العيش البيتي) و (المربات).

فكانت الجارات تتجمع عندنا وكل واحدة معها معداتها وأدواتها ومستلزمات الأكلة ويفرشوا سجادة قديمة وتجلس صاحبة الخبرة في هذه الأكلة لإعطاء التعليمات ومساعدة الآخرين لإنجاز المهمة.

وكنت كما قلت من قبل أكره جدا المفتقة ورائحتها وأكره البيت وقت ما يتم صنعها، فكانت الرائحة لا تخرج من البيت لا بالبخور ولا أي روائح عطرية،وهي أكلة تصنع مخصوص للنحيفات لزيادة وزنهم بسرعة لما بها من سعرات حرارية عالية،لكن المصريات كانوا بيحبوها عشان المعتقدات القديمة (إنها بتخلي الجسم مدور ومربرب) وكانوا يحمصون السمسم في السمن البلدي ويطحنون الحلبة الحصى ثم يضعونها على السمسم ويضيفوا الدقيق ويقلبون ثم يضعوا العسل الأسود ويقلبوا حتى يصبح اللون غامقا والقوام سميكا مثل المربى فيضاف السوداني المحمص ويقلب ثم تعبأ في برطمانات محكمة وتستمر عدة شهور في المنزل.

 


وكذلك كانوا يصنعون الكسكسي وكحك العيد في رمضان قبل عيد الفطر وكنت أحب الكسكسي جدا خاصة بالسكر الناعم، وكانت أمي تحبه مثل المغربي باللحم والخضار.

وطبعا كنا الصغار لنا دورا لا يقل أهمية عن دور الكبار خاصة في كحك العيد، فكنا نساعد في نقش الكحك بالمناقيش، وعمل عرائس الكحك والأهم طبعا أن نذهب للفرن لإحضار صاجات الكحك للبيت فيرصوا فيها الكحك ثم نحملها فوق رؤوسنا ونأخذها للفرن ونلعب بجانب الفرن حتى يخبزها وننتظر حتى تبرد ثم نعيدها للبيت، وأحيانا طبعا كنت أتعثر في حجر وأسقط ويسقط معي تعب النساء على الأرض !!!!!

 

 

كان الخبز البيتي جميلا جدا والرغيف كبير ومنتفخ ويكون الطعم روعة أول يوم فقط، لكن من ثاني يوم يصبح صعب المضغ ولا نستطيع أكله إلا لو بللناه بقليل من الماء.

وكان اجتماع صناعة المربى يتم عند موسم كل فاكهة، وكنت أذهب مع أمي سوق الخضار في روض الفرج وقتها لشراء أقفاص من فاكهة الموسم لعمل المربى وكانت أمي خبيرة ومبتكرة مربات عديدة.

 

أما ما كنت آخذه عليها هو تمييزها للولد عن البنت، فبرغم أني كنت آخر العنقود إلا إن أخي الذي يكبرني بعامين هو المدلل وأحلامه أوامر وكل أخطاءه مغفورة لأنه ولد وكل طلباته مجابة لأنه ولد، وأي شيء أنا ممنوعة منه وهو لا ...لأنه ولد !!!!

حتى تمنيت كثيرا في طفولتي أن أكون ولدا وكنت أقص شعري كالأولاد وألبس شورت مثل الأولاد وأتصرف بعنف كالأولاد وكل أصحابي في المدرسة أولاد.... حتى أدركت سخف ما أقوم به وأنا أجيب عن سؤال الناس المتكرر إنتي بنت ولا ولد؟؟

-         بنت طبعا بس كان نفسي أكون ولد.

وطبعا كانت كلمات الإطراء التي أسمعها من الناس حافزا لي أن أعتز بكوني بنت وأحب الأنثى التي خلقني الله عليها.

*******


وكانت أمي مثل نساء الحضارات

تهز المهد بيد ....

وباﻷخرى تبني اﻷهرامات

كانت تبني وﻻ تهد. ...

حقا كانت أمي....

صانعة المعجزات

 




سوسن سحاب
 

الخميس، 26 مارس 2015

أوهام عمرنا


              أوهــــام عـمـــرنا
                                                        


سنين كتير من عمرنا
ضاعت هــدر....
وإحنا بخيبتنا
بنعلق فشلنا
على شماعة القدر

 
***

***
طب يعني إيه المشكلة
لما آجي أحــب....أحب
وردة على الشجر
ريحتها حلوة
ولونها بيسر النظر

******
ولا لازما وحتماً
إن عشقت.....
أعشق قمـــر؟؟؟
بعيد وعالي
ومهره غالي
وأفضل أسهرله

 الليالي
وهو فووووق

مش حاسس بحالي
 ولا عنده حس ولا خبر !!!

*******
 

وأنا السهران 
أكلم نفسي 
أناجي الليل
ألوم قلبي
اللي وراني الويل
وطول السهر

 
******
 

قلبي قاللي
 ما تلومنيش....
 من غير حُـبـُه
إزاي حتعيش ؟؟
 ده حب عمر...
ما يتنسيش
ومش بإيدك القرار
الهوى مش اختيار
الهوى قضاء وقدر

سوسن سحاب

الأربعاء، 25 مارس 2015

احتواء



احتــــــواء



                                                                                      

لـم أكـــن أعـــرف قبـــلك... 
كيــــف يكــــون الاحتــــواء...
حتـى رأيـــتك تحتــويني....
 
**********

لـم أكـــن أعــــــلم أن العيـــن
تصيــر حضنـــا يدفيء....
وتصبـــح الأنفـــــاس ....
يـــدان تحميـــــني....
 
******

ولأول مرة
يتـأكـــد يقـيـــني....
أن الحنــــان ليس مجرد كلمة....
ولكن نهـــــرا يرويني....
 
******

لا أدري....
إذا تعــانقنـــا حبيبـــي....
أهــذه يســـراك...
أم يميـــــــــــني ؟؟؟؟

سوسن سحاب

الاثنين، 23 مارس 2015

أغنية العاشقين



                                  على اسم مصر 4
                أغنيـــة العـاشقيـــن
                                                              



على اسم مصر
كتب التاريخ

 أغنية للعاشقين

الحلوة هي مصر
وعشاق جمالها مين
الكل يحمي ترابها
ويفدي بنور العين

غنوا كتير لحســــنك
غنوا لقمـــرك وشمسك
وضلة تحت شجرك
وسهم عليه قلبيــــــن

ويا سلام على سحر بحري
ومركب شراعي بيجري
ومراكبي قاعد يغني
أغنية للصابرين

ايه بس فيكي اللي حرَّك
قلوب كل اللي شافك
دابوا في حسنك وسحرك
وفضلوا مسحورين

بس اللي حبك عارف
وهو وحده اللي شايف
حاجات حلوة كتير
مايشوفها ناس تانيين

يشوفها اللي حبوكي
حتى اللي استعمروكي
آسرتيهم ما آسروكي
ورجعوا متحسرين

وبرغم كل اللي سالم
واللي في حبك هايم
لكن حتلقي عالم
منهم كتير حاقدين

يا مصر فيكي اللي فيكي
فقيرة بطرحة ألاقيكي
وأرستقراطية شيك
وبهيــــة في الحالتين

وأول ما أحن وأجيلك
وأتمشـــى على نيلك
ألقى كتير قاعدين
أحبة اتنين اتنين

واسمع لي كلمتين
يا حلو يا اللي ماشي
رايح كده على فين
أعمل نفسي زعلانة
وأنا لأه من جوايا

 
واتمنى تبقـــى معايا
ونرسم فوق القمر
أو نحفر على الشجر
سهم ومعاه قلبين    



وعلى شطك يا اسكندرية
أتمشى أنا وصاحباتي
ناكل سمك في بحري
وفي جليم أحلى جيلاتي
يا حبيبتي يا ماريا
يا خزينة ذكرياتي

وسحر الماضي والآتي
وعشق كل السنين



سوسن سحاب
5/ 9/ 2

السبت، 21 مارس 2015

أمه




    أُمَّــــــــة  
                                                                                           



 



الله يرحمك ياأمَّــه
يا جامعة الأهل واللمَّة...
يا شمعة بتحرق نفسها
عشان تنور العتمة
يا طريق هداية للتايهين.....

يا منارة ساطعة في الضلمة
يا خلطة عجيبة سحرية...
فيها الشدة والرحمة


مشتاااااقة...
تضميني....ولو ضمَّـــة
أغيب في حضنك
وأنسى الدنيا والزحمة
أمي......
إنتي ماكنتيش أم وبس....
أبدااااا

إنتي كنتي......أعظم أُمَّـــة

سوسن سحاب

الأربعاء، 18 مارس 2015

كان سهل عليك


 
                     كـان ســـهل عليـــــك؟؟

                                               


 



كان سهل عليك؟؟
تبــعد.... وتنساني عنيك؟؟
كان سهل تنسى كل كلمة
كل وعد أخدته عليك؟؟
كان سهل أصحى
في يوم ألاقيك
سرقت فـْرحي  

وفرحتي بيك؟؟


 

كان سهل تمحيني من حياتك؟؟
كأني مكتوبة بالرصاص
وتمسح صورتي من خيالك؟؟
بعد ما كنت فوق الراس
سهل تحرمني من حنانك؟؟
وتقنع نفسك خلصنا خلاص


 

ولكن بالرغم من كده...
مش قادرة أصدق
أي كلمة من الكلام ده
مش قادرة أصدق
مش غرور ولا ثقة زايدة
أنا بس كنت واثقة فيك
ولسه واثقة لحد النهارده

وبرغم إني من بعيد
شايفة في كلامك ضحكتك
لكني لسه حاسة بيك
وعارفاك من جواك حزين
وبضحكتك.....
بتداري همّ وحزن دفين

طب ليه بعدت؟؟
إيه اللي جرالك؟؟
إيه أعذراك؟؟
قول...ما بدالك...
قول وحصدق
أي كلام يخطر على بالك

 


ولو بعادي مريحــك
وفراقي  كل أمالك

وحبي أصبح حِمل تقيل 
فوق أحمالك ؟؟

ووجعي ما بقاش يجرحك
يبقى إبعد ....وهنيالك


لا يوم عايزة أعرفك
ولا يوم حعرف أكرهك
بس انت حاول لو تقدر
حاول تمحيني من خيالك

سوسن سحاب

الثلاثاء، 17 مارس 2015

أنا من القاهرة 5 جامع عمرو




أنــا مـن القـاهـــرة
  5-  الجمعة اليتيمة في جامع عمرو


 

 
 
احكي لكم الآن عن ست الحبايب .... 


كانت امرأة قوية...جريئة وكريمة جدااا كانت ترى فيِ ما لم أره في نفسي...كانت مؤمنة اني صوتي جميل وورطتني في حكاية مضحكة جدا مع الموسيقار الكبير كمال الطويل.....
فقد كان موكلا عند أختي المحامية وفاء ، وفي يوم اتصل في المنزل وسأل عليها فقالت أمي هي مش موجودة، نقولها مين حضرتك ؟ فقال قولي لها كمال الطويل، فقالت له أستاذ كمال الطويل الملحن ؟ قال نعم يا حاجة، قالت له عايزة منك خدمة،أومري، بنتي الصغيرة صوتها حلو جدا لو ممكن تسمعها هي موهبة مدفونة، الرجل رحب جدا وقال لها تحت أمرك يا حاجة أنا حسمعها...
وعندما حضرت أختي اتصلت به فقال لها غاضبا ازاي يا وفاء تكون أختك موهبة وصوتها حلو وما تقوليليش عليها عشان أكتشفها؟؟ قالت له يا أستاذ كمال ماما متخيلة ان صوتها حلو وهي بتغني زي كل الناس في الحمام غنا عادي يعني، وهي آخر العنقود دلوعة ماما، قال لها لازم تجيبيها وتيجي حالا أنا وعدت والدتك إني أسمعها،.

أخدنا الموضوع بتهريج أنا وأختي ولكن أمي كانت متخيلة إنها خلفت أم كلثوم أخرى

كنت وقتها بدأت العمل والعيش في دولة الإمارات وأتيت إجازتي السنوية لمصر وكانت معي صديقة عمري الإماراتية هدى،.


ذهبنا إلى منزل الأستاذ كمال الطويل في حي الزمالك الجميل أنا وأختي وفاء وصديقتي هدى، واستقبلنا بترحاب شديد ودخلنا غرفة التلحين وكانت تحتوي على بيانو أسود كالذي نراه في الأفلام القديمة وطقم جلوس فرنسي والحوائط كانت ألوانها جريئة وجديدة كانت مطلية جدارا أصفر اللون والآخر برتقالي

كنت أول مرة أرى حوائط غرفة بهذه الجرأة...
جلست على الكنبة في مواجهة البيانو فقال هذا المكان الذي كان يجلس فيه المرحوم الفنان عبد الحليم

وفجأة قال لي يلا سمعيني صوتك، قلتله صوتي مش حلو، وماما هي شايفاني احسن واحدة
 قال لازم تغني ،يا أستاذ أرجوك، لازم يعني لازم
المهم قعدت ساعتين أكح وأسلك صوتي، قالي أجيبلك ينسون؟ قلتله عايزه يفتكرون يا أستاذ أنا نسيت كل شيء، قالي تحبي تغني إيه؟ قلتله أغني لفايزة أحمد ليه يا قلبي ليه، قال ممتاز وبدأ يعزفها على البيانو وأنا أكح وصوتي أختفى راح في رحلة ولم يعد..
أوقف العزف وقالي مالك يا سوسن ؟ يلا غني 
لم أستطع الرد لأن صوتي راح تماما ونظرت لأختي ولهدى وجدتهم وقعوا من الضحك ، مقدرتش أمسك نفسي ووقعنا في هستيريا ضحك احنا الثلاثة

طبعا كانت صدمة أمي شديدة وأحسست إن أملها خاب فيا .....




أمي....كان عليها نظرة..... لما أغلط تنشف الدم في عروقي....

 

كانت من مواليد العباسية ودائما ما تفتخر بحي العباسية (حي المشاهير) وجيرانهم  نجيب محفوظ وعبد الوهاب ومحمد الموجي في العمارة المقابلة، وكانت الأخت الكبرى لخمس بنات وولد....وصاحبة الشخصية القوية والرأي الراجح في العائلة.

 

كانت جريئة لدرجة أننا كنا مرة في مصر القديمة في طريقنا لصلاة الجمعة بجامع عمرو بن العاص.... فوجدت خناقة كبيرة والشباب واقفين بالأسلحة البيضاء ....فدخلت وسط الخناقة تحاول تهدئتهم ولم تفلح محاوﻻتي في جذبها خارج المعركة....

ولكنها دخلت وسطهم وقالت صلوا على النبي انتم أبناء منطقة واحدة ( وهي أصلا لا تعرفهم) ونجحت في أن تجعلهم يبعدون اسلحتهم ويضعونها في جيوبهم ويحكموا عقولهم ( ويقولوا كلهم خلاص عشان خاطر ست الحاجة البركة)......

وقتها نظرت إليها بإعجاب مغلف بالخوف عليها.

 

كانت الزيارة لجامع عمرو بن العاص في مصر القديمة زيارة موسمية في الجمعة الأخيرة من رمضان، أو كما يسميها المصريين (الجمعة اليتيمة).

وجامع عمرو هو اول جامع تم بناؤه فى مصر وفى أفريقيا كلها، وهو من أوائل المساجد التي بنيت فى الإسلام بعد مسجد المدينة ومسجد الكوفة ومسجد البصرة سنة 642.

وتم افتتاح المسجد بأول صلاة جمعة في 6 محرم 21هـ، فكان بذلك أول مسجد جامع في مصر والقارة الإفريقية يخرج منه نور الإسلام والإيمان.

 

ولم يكن مجرد جامع للصلاة فقط، بل كان أيضًا أول جامعة إسلامية قبل الأزهر والزيتونة والقيروان؛ لذلك اعتبره الكثيرون أزهر ما قبل الأزهر، حيث تلقى فيه طلاب العلم كافة علوم اللغة العربية والدين الإسلامي الحنيف، وهو الأثر الإسلامي الوحيد المتبقي منذ الفتح الإسلامي لمصر.

 ومن أشهر تلاميذه الإمام الليث بن سعد، والإمام الشافعي، والسيدة نفيسة، وابن حجر العسقلاني، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام. وقد أقيم المسجد على مساحة هائلة ويعتبر أكبر مساجد مصر من حيث المساحة، وبه العديد من الأعمدة التي يبلغ عددها 365 عمودًا بعدد أيام السنة.

 

تم بناؤه فى مدينة الفسطاط العاصمه الجديده لمصر، وفى نفس المكان اللى نصب فيه عمرو بن العاص خيمته.

وإلى الآن يعتبر هذا الجامع من أهم الجوامع فى القاهره ومازالت تقام فيه الصلوات الخمسه وأيضا مفتوح للسياح والزوار الذي يعتبرونه على قمة السياحة الدينية في مصر.

بُني الجامع الاصلى من جزوع النخل والسقف من جريد النخل، وقد تهدم الجامع وأعيد بناءه أكثر من مرة.

المبنى الحالى للجامع بُنـِى فى القرن التاسع عشر ومازال محتفظا ببعض التصاميم والزخارف القديمه التى اضيفت له على مر التاريخ.

 

أساطير حول المسجد وكراماته

أساطير عديدة تناقلتها الناسجيل بعد جيل، وهذه الأساطير سمعت بعضهما من أبي وبعضها من أمي، وأذكر جيدا ما حكاه لي أبي عن عمود كششف الكذب!!!!!

 

أسطورة عمود كشف الكذب

 من الخرافات التي ما زالت مستمرة ومصدقة وبفضلها تحول إيوان القبلة على ما يبدو إلى معقل لهذه النوعية من الأكاذيب؛ ففي منتصف الباكية الأخيرة منه يوجد عمودان رخاميان كان في عهد الفاروق عمر والفاتح عمرو بن العاص، يأتي إلى المسجد المتنازعون ليحتكموا إلى عمرو رضي الله عنه الذي كان - كما أشاع مرددو الأباطيل- يدعو الخصوم إلى أن يمروا بين هذين العمودين، فمن صدق حديثه مر بينهما وإن كان بدينًا ضخم الجسم، أما إذا كان كاذبًا فإنه لا يمر وإن كان نحيفًا. وبذلك يكون هذان العمودان قد تحولا بفضل البدع والأكاذيب إلى جهاز يكاد يتفوق على جهاز كشف الكذب الشهير! والطريف في الأمر أنه وقت عمرو بن العاص لم تكن توجد أعمدة رخامية بالمسجد
ولقد سمعت قصة عمود كشف الكذب من أبي أيضا..

 

أسطورة الجمعة اليتيمة

وفى العصر الفاطمى ظهرت نبوءة بأن الخليفة حلم بأن يوم جمعة يتيمة ما سيرتفع المسجد بمن فيه ومن حوله إلى السماء ليدخلوا الجنة بغير حساب.

من هنا جاءت بداية هذا الحشد الرهيب الذى ازداد عدداً.. هذا منذ أيام العصر الفاطمى، حيث كان الخليفة يصلى أول جمعة فى رمضان فى مسجده الخاص ثم الجمعة الثانية فى مسجد الحاكم والجمعة الثالثة فى الأزهر الشريف والجمعة الأخيرة اليتيمة فى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، حيث يتم فرش المسجد بفرش خاص من الحرير الديبقى يتم صنعه فى قرية بجوار دمياط وتعلق على المحراب ستارتان من الحرير الأحمر عليهما عدد من قصار السور.

ولما جاءت الأسرة العلوية عام ١٨٠٥ وحكم البلاد محمد على الكبير حافظ على تقليد صلاة يوم الجمعة اليتيمة فى مسجد عمرو بن العاص ومعه كل أولاده فى المراسم الملكية الخاصة بهذا العصر.. وتطورت الأمور فلما جاء الخديو إسماعيل بدأ تقليداً جديداً.. أصبح يذهب إلى المسجد من سراى عابدين إلى الفسطاط فى عربة حنطور مذهبة مغطاة بالزجاج المذهب أيضاً ويحيط الموكب عدد من الأحصنة المغطاة بفرش مذهب أيضاً.

واستمر هذا الموكب بالذات لم ينقطع حتى يوم ٢٦ يوليو ١٩٥٢ عند خلع الملك فاروق.. ولكن مع تغيير أيضاً.. حيث كان يركب بجوار الملك فؤاد ثم فاروق، رئيس الوزراء، بنفس الحنطور المذهب - الموجود حتى الآن فى متحف سراى عابدين - وحول الحنطور الموتوسيكلات ذات الصوت العالى مع السير ببطء، لتزدحم الأرصفة بالناس طوال الطريق.

■■■

 

هل مازال الناس ينتظرون أن يطير بهم المسجد إلى السماء حيث الجنة كل عام؟؟

 وإن قيل إن هذا لن يتحقق إلا إذا توافق يوم الجمعة اليتيمة مع ليلة القدر، فالاثنان فى العشر الأواخر.. ومازال الناس ينتظرون.

ولكني أعتقد أن الألاف الذين يذهبون سنويا لصلاة الجمعة اليتيمة لا يذهبون لذلك الغرض ولم يسمعوا عنه أساسا، ولكنهم يذهبون بسبب الصيت الذائع لبعض أئمة المسجد، أو بحكم العادات العائلية في الذهاب سنويا.