الثلاثاء، 3 يونيو 2014

خوفا على مصر وليس خوفا من الكفيل




 خوفا على مصر وليس خوفا من الكفيل
 
رسالة إلى حمـــدين صـبــاحـي
                                             
                             



أنتظر منك ومعي كل من تضرر نفسيا اعتذارا رسميا ومنك شخصيا
كلمتك هذه سُـبة ليس لنا فقط, وإنما لبلدان احتضنتنا





رسالة للسيد حمدين صباحي...
المرشح لرئاسة جمهورية مصر العربية
السلام عليكم...

أنا واحدة من آلاف المصريين المقيمين بالخارج - بدولة الإمارات العربية المتحدة - الذين أعطوا أصواتهم لمرشح الرئاسة سيادة المشير عبد الفتاح السيسي.

ولقد بـُحت أصواتنا من قبل حتى نحصل على حقنا الدستوري في التصويت خارج مصر, والحمد لله بعد جولات في المحاكم المصرية, فقد انتزعنا حقنا الدستوري الذي اسعدنا كثيرا وأشعرنا بعظيم المسئولية تجاه وطننا لمشاركتنا في الموافقة على الدستور من عدمه أو اختيار من سيحكمنا لمدة أربعة سنوات.

وعن نفسي فقد تمسكت بهذا الحق المكتسب وشاركت في كافة الاستحقاقات التي تمت للمصريين بالخارج.

بداية من انتخابات الرئاسة ثم انتخابات الإعادة بين الفريق أحمد شفيق ومرشح التنظيم الإرهابي للجماعة المحظورة في 2012, تلاها الاستفتاء على دستور الإخوان, وصولا إلى الاستفتاء على دستور 2014 .... وأخيرا انتخابات الرئاسة الأسبوع الماضي بتاريخ 15 –19  مايو بينك يا أستاذ حمدين وبين سيادة المشير عبد الفتاح السيسي...

وفي كل الاستحقاقات السابقة التي سبقت الاستحقاق الأخير, كانت أعداد الناخبين لا تتعدى من عشرة إلى عشرين مصري ومصرية ولا تتجاوز الصالة الداخلية للقنصلية بدبي أو السفارة بأبوظبي, وكان الاستثناء الوحيد في انتخابات الإعادة لرئاسة الجمهورية بين مرشح التنظيم الإرهابي للجماعة المحظورة والفريق أحمد شفيق, ويومها زادت الأعداد قليلا حتى وصلت إلى البوابة الخارجية للقنصلية.....

ولكن في انتخابات رئاسة الجمهورية 2014, تجاوزت الطوابير الشوارع حول القنصلية والسفارة وامتدت لعدة كيلومترات, وعن نفسي فقد وقفت في الطابور الملتف حول القنصلية المصرية بدبي لأكثر من أربعة ساعات كاملة قضيناها في الهتاف والغناء والزغاريد وتوزيع الحلوى على الموجودين.

وقد تحملت شرطة دبي كثير ا من الأعباء – بكل محبة وود- نتيجة الأعداد التي وصلت إلى أكثر من عشرة آلاف يوميا.....

وماحدث هنا بدولة الإمارات الحبيبة, رأينا صورة متطابقة منه في معظم سفارات وقنصليات مصر بالخارج....فرحة عارمة تجتاح الجميع, حتى أن بعضنا كان يذهب يوميا لممارسة طقوس الفرحة والاحتفال مع الناس.

فعلا كانت انتخابات بطعم الأفراح ونزلت دموع الموجودين من الفرحة التي كانت غائبة عن المصريين لعدة سنوات.....

أستاذ حمدين, أحببت أن أضعك في الصورة التي يجوز أنك لم ترها في الفضائيات, ولم تدرك كم كانت فرحة كل من شارك, حتى أن بعض المصريين المقيمين هنا من فترة طويلة ولم يذهبوا في إجازات لمصر ولم يجددوا جواز سفرهم, وليس معهم الرقم القومي ولا جواز السفر الجديد وبرغم ذلك حضروا معنا للمشاركة في الاحتفال يوميا!!!

أستاذ صباحي, بعد هذه المقدمة الطويلة التي وصفت لك فيها فرحة المصريين وسعادتهم الغامرة في اختيار من سيقود بهم سفينة مصر إلى بر الأمان.....

أُبلغك إن الكلمة التي صرح بها المتحدث الرسمي لحملتك الرسمية عن المصريين بالخارج قد أغضبتنا كثيرا وأشعرتنا بقلة القيمة والدونية, عندما قال المتحدث باسمك إن المصريين بالخارج نزلوا مدفوعين بقوة الكفيل وخوفهم على لقمة العيش فقط......
لقد نزل هذا الخبر علينا كالصاعقة, وتأكدنا أنك لست واحدا مننا إنما واحد سبـِّنا.

لقد كانت كلمتك هذه سُـبة ليس لنا فقط, وإنما لبلدان احتضنتنا ولأناس أقرب إلينا من أهلنا...
لا يا سيدي ...لقد نزلنا مدفعوين بقوة حبنا لمصر والخوف عليها فقط وليس على لقمة العيش, لأن الرزق بيد الله وحده.

ولم يدفعنا الكفيل في الإمارات دفعا لترشيح سيادة المشير ولم يتدخل أي أحد بأي صورة من الصور.... وكلمة حق سيحاسبني الله عليها, لم نر من الإمارات أو حكامها أو أي كفيل على أرضها أي تدخل في شأننا المصري بأي شكل كان.

وأسألك يا أستاذ صباحي, هل ضغط الكفيل في قطر أيضا على المصريين؟؟ وهي المعروفة علنا بكرهها للمشير السيسي, وإيواءها لكل الخارجين عن القانون من الجماعة المحظورة ؟؟
هل تعرض المصريون في تركيا وأمركيا والسودان وفرنسا وألمانيا واليابان والصين وكل أنحاء المعمورة للضغط أيضا ؟؟؟ وهل خرجوا كذلك مدفوعين بقوة الكفيل ؟؟؟؟

سيدي, ليس لنا ذنب أننا أحببنا سيادة المشير فهو الذي حمى مصر وخلصها من جماعة إرهابية كانت تهدف إلى تركيع الجيش المصري وبيع مصر ومد خيوطها العنكبوتية إلى كل الدول العربية.

ودعني أحكي لك قصة حدثت في يوم الانتخاب, لقد كانت تقف أمامي سيدة مصرية حامل في الشهر الثامن, وقالت لي لقد منعني طبيبي من الحركة لخطورتها على الجنين, ورغم ذلك فقد أتيت من كلباء في المنطقة الشرقية, ووقفت على قدمي أكثر من أربع ساعات لأنتخب السيسي, فهو الذي سيخلصنا من الإرهاب الذي نراه فالأطفال في قريتي كانوا يمشون بالأسلحة, والإرهابيين جهارا نهارا يتحركون بلا رادع.

سيدي المرشح....أرجو أن تتمع بشرف الخصومة وأتمنى أن تكتفي بالتمثيل المشرف, ولا تحاول التشكيك في كل شيء لم يسر على هواك.....

وأذكر سيادتك إن كنت قد نسيت, فإدارة اتحاد طلبة جامعة القاهرة تختلف اختلافا كليا عن إدارة مؤسسة عسكرية بحجم الجيش المصري.

وفي النهاية نشكر لك جرأتك لمشاركتك في الانتخابات ومحاولة إنجاحك لخارطة الطريق.....
وأنتظر منك ومعي كل من تضرر نفسيا من هذا التصريح (الصادم والغير مسئول ) اعتذارا رسميا ومنك شخصيا وليس من أحد أفراد حملتك, وإلا سنتخذ الإجراءات القانونية اللازمة....

وتحياتي

سوسن سحاب