الاثنين، 2 نوفمبر 2020

20ب17

العقاب والثواب في تربية الأبناء


العقاب والثواب
وصايا وخطايا في تربية الأبناء


 

بقلم: سوسن سحاب

الطفل الشقي أو العدواني هو طفل يسبب أزمات في البيت وإحراج للوالدين خارج البيت، وهو في الغالب يريد لفت الأنظار لسبب ما.
وعندما يبدأ الأهل بالتلويح باستخدام العقاب، يدخل الطفل في نوبة تحدي وعناد لاختبار قوة إرادة الأب أو الأم وقدرتهم على تنفيذ العقاب من عدمه.

لذلك عندما يخطأ الطفل خطأ كبير يستحق العقاب فلا يجب على الأهل التراخي في ردة الفعل أو التهديد فقط بدون تنفيذ، ذلك سيجعل الطفل لا يعبأ بأي تهديد أو يأخذه محمل الجد.

فاستخدام العقاب الفوري يحد من تمادي الطفل في فعل نفس الخطأ مرة أخرى .
وأفضل وسيلة مجربة للعقاب هي كرسي المشاغب، يجلس عليه لفترات حسب نوع العقاب بدءا من خمس دقائق حتى عشرين دقيقة، ويجب أن تحددي الوقت وتضبطيه على المنبه أو تخبريه على الساعة، وإذا قام من مكانه تعيديه إليه حتى ينتهي الوقت.

ويجب أن تضع الأم عينها بتركيز في عيني الطفل وتخبره بكل حزم أنه فعل خطأ كذا وستعاقبه بكذا، ولا ترضخي لأي محاولات من جانب الطفل لنرفزتك أو إضحاكك أو الدخول في جدال أو سماح أو غيرها.

وتجاهلي كل أنواع تعبيره عن الغضب، بأن يرفع صوته أو يتذمر أو يتوسل أن تنهي فترة العقاب، كل هذا معناه أنك على الطريق الصحيح وأن العقاب سيأتي بنتيجة معقولة أو جيدة.
  
فكل هذه بالونات اختبار لمدى قوة ارادة الأم أو مدى حنيتها ، لا تعبأي بكل هذا واثبتي عزيزتي الأم
ويجب أن يكون وقت العقاب بعيدا عن أي مناقشات، فلا يقضيه في الكلام معك أو استثارة غضبك أو إضحاكك أو جرجرتك لأي حوارات من نوعية عندي مذاكرة، أنا جوعان، أنا آسف وهكذا..
بكل بساطة تخبريه أن يصمت وتشيري له على الوقت أو الساعة وألا ينهي فترة عقابه بنفسه، بل يجب عليك أن تخبريه بنفسك أن وقت العقاب انتهى.

أهم شيء تأمين المكان حوله، فلا تدعي حوله تحف ثمينة يمكن تكسيرها أو وضعه بجوار أسلاك كهرباء أو أشياء ساخنة كالمكواة مثلا....

كرسي الصمت

  
                               تنوع العقاب
يجب أن يتنوع العقاب حسب سن الطفل بين كرسي العقاب (أو يمكن تسميته أي اسم، حتى ممكن بلونه كالكركسي الأصفر أو كرسي الصمت...ألخ) ويمكن أن يكون العقاب بمنعه من اللعب على أجهزته المفضلة، أو لعبته المحببة ككرة القدم أو غيرها، أو حرمانه من الذهاب إلى أصدقائه.

ويجب أن يكون هناك اتفاق ضمني بين الوالدين على احترام رأي أحدهما في العقاب، فلا تعاقب الأم الطفل بشيء وتحرمه منه، ثم يأتي الأب ويعطيه إياه !!!!!!

أما أهم شئ يجب أن يبتعد هنه الأهل هو العقاب الجسدي باستخدام الضرب فذلك  يـُعـوِّد الطفل على البلادة وتقبل الإهانة من الآخرين وعدم ممانعته في أي إيذاء لأنه اعتاد الضرب والإهانة. وكما نقولها بالمصري ( جلده تخن..أو جسمه نحـَّس).




هاااام جدااااا 
وتجنبا للعنف ضد الأخوة  بعضهم البعض، يجب عدم المقارنة بين الطفل وبين أخوه أو أخته أو أي أحد ، كأن تقول الأم أخوك أفضل منك أو أشطر منك، أو أختك أحلى منك..فذلك سيوغل نفسه ضد إخوته ويمكن أن يضربهم أو سيتأثر نفسيا من إخوته ويشعل الغيرة في صدره منه. 

وما نوصي به الأمهات هو أمام كل عقاب لأي خطأ يجب أن يكون هناك أكثر من ثواب لكل عمل جيد يقوم به الطفل، وأهم مكافأة هو إخبار الجميع على الفعل الحسن الذي قام به، مثل الصلاة في وقتها، تعليق ملابسه في مكانها، العناية بنظافة غرفته، ويمكن إحضار لوحة تسميها لوحة الشرف وتعلقي عليها نجوم أو أي حوافز.وبذلك يتعلم الطفل أن هناك نتيجة لتعبه ومجهوده وهناك مكافآت سيحصل عليها إذا قام بعمل جيد.
ولا يكون الموضوع قاصرا على العقاب فقط في حلات الخطأ، بل تعلميه من صغرة سياسة الثواب والعقاب.

سوسن سحاب