أنــا مـن القـاهـــرة
3- القلعـــــــة
أول مـرة بابا الله يرحمه ياخدني أنا وأخويا محمد اللي أكبر مني بسنتين ويودينا نتفسح في بلدنا....كانت القلعــة.
بالرغم إني كنت صغيرة جدا.....لكني فاكرة كل تفصيلة من تفاصيل قلعة صلاح الدين، بكل ما فيها من سور ضخم مرتفع جدا وجامع محمد علي الشامخ، ومسجد سارية الجبل أبو قبة خضراء، وهو المسجد الوحيد في مصر اللي قبته خضراء زي قبة المسجد النبوي الشريف.....
والمتحف الحربي بكل الروائع اللي فيه من عهد أحمس لحد حرب أكتوبر المجيدة.....
وسجن القلعة بكل زنازينه المرعبة، ومتحف الجوهرة بس للأسف وقت ما رحنا كان المتحف اتعرض لحريق قبلها بوقت قليل، ولاحظت نظرة حزن في عين أبي الله يرحمه لأن المتحف كان تحفة معمارية علاوة على أنه كان يحتوي على كنوز أسرة محمد علي...
وبير يوسف بس كان مغطى بحجر، وأكشاك الموسيقى الخشبية..... حتى كل طرقات القلعة ومطالعها....كلها محفورة على جدار ذاكرة الطفولة .
ولسه بترن في وداني القصة اللي حكاها أبي عن مذبحة المماليك، لما محمد علي باشا عزم أعيان وكبراء المماليك عشان يودعوا الجيش الذاهب في حملة للقضاء على حركة الوهابين في نجد....
قفل عليهم أبواب القصر وأعطى الإشارة لجنوده بقتلهم....فقتلوهم كلهم وكانوا حوالي 500 مملوك ولكن واحد فقط اللي نجا وهو أمين بك ، لما انتبه للمؤامرة اخد حصانه ونط من فوق السور، الحصان مات وهو هرب للشام.
سجن القلعة كان أكتر حاجة مرعبة شفتها في حياتي على الواقع في سني الصغير، وكل مرة كنت بروح فيها القلعة بعد كده كانت زنزانة ريا وسكينة هي الأكثر رعبا....
دخلنا نصلي في جامع محمد علي وأول مرة كنت أشوف أعداد كبيرة من الأجانب داخلين يصوروا المسجد بعمارته وثرياته وفخامته وهما لابسين أحذية قماش فوق أحذيتهم..كنت مبهورة جدا وفخورة جداااا ببلدي....وببتسم ابتسامة خجولة لكل الناس.
رجعت البيت وكل جسمي مكسر من مطالع ومنازل القلعة لكني كنت سعيدة سعادة لا توصف، وعيوني شغالة زي كاميرا السينما بتسجل كل حاجة عشان أروح أحكيها لصحابي وصاحباتي وأنا بحكيلهم عن أول يوم رحت أتفسح في البلد.....بلدي...
القاهـــــرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق