الاثنين، 25 فبراير 2013

عبد الله بن سلام


عبد الله بن ســــــــلام
أَعْلَمَهُم وابْن أَعْلَمّهُم

إعداد : سوسن سحاب
 
كانت اليهود تعرف النبي صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته, وكانوا يعرفونه كما يعرفون أنفسهم وأبناءهم مصداقا لقوله تعالى "الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون*" البقرة 146, ولكنهم كانوا يتحججون بحجج واهية لعدم اتباعه....
وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وليه من الملائكة, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن وليي جبريل, ولم يبعث الله نبي قط إلا وهو وليه" فقالوا: إنه عدونا ولو قلت ميكائيل لاتبعناك, وقال تعالى "من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدوٌ للكافرين*" البقرة 98.

هو على دين موسى
وعندما سمع عبد الله بن سلام -أحد أحبار اليهود- وكان جالسا مع عمته خالدة بنت الحارث- بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة كبَّر, فقالت له عمته حين سمعت تكبيره: خيَّبك الله...والله لو كنت سمعت بموسى بن عمران قادما ما زدت, فقال لها: أي عمة هو والله أخو موسى بن عمران وعلى دينه وبعث بما بعث به.

الثلاثة أسئلة
وجاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم, ليتأكد أنه النبي الموجود عندهم في كتبهم فقال له إني أسألك عن ثلاثة لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أمه وأبيه؟ 
فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أما أول أشراط الساعة فنار تخرج على الناس من المشرق تسوقهم إلى المغرب, وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت, وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه, وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع الولد إلى أمه".
فعلم عبد الله بن سلام أنه النبي الحق فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ثم رجع إلى أهل بيته فأمرهم فأسلموا.

سيدنا وابن سيدنا
وجاء عبد الله للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله إن اليهود قوم بُهت, وهم يعلمون أني حبرهم وابن حبرهم وسيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم, وإني أُحب أن تُدخلني في بعض بيوتك، وتغيبني عنهم ثم تسألهم عني حتى يخبروك كيف أنا فيهم قبل أن أعلن إسلامي, فلو علموا أني أسلمت  بهتوني وعابوني وقالوا فيّ ما ليس فيّ.
فأدخله النبي صلى الله عليه وسلم في بعض بيوته ودخل عليه اليهود فقال: "يا معشر يهود ويلكم اتقوا الله, فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم تعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بالحق فأسلموا" فقالوا: ما نعلمه, فسألهم أي رجل الحصين ابن سلام فيكم؟ قالوا ذاك حبرنا وابن حبرنا وسيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا, قال النبي صلى الله عليه وسلم: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم.

سفيهنا وابن سفيهنا
فخرج عليهم عبد الله بن سلام وقال: يا معشر يهود...اتقوا الله وإقبلوا ما جاءكم به فوالله إنكم لتعلمون إنه لرسول الله الذي تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة باسمه وصفته وإني أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأومن به وأصدقه وأعرفه فقالوا: إنه سفيهنا وابن سفيهنا وجاهلنا وابن جاهلنا وشرنا وابن شرنا...فقال عبد الله بن سلام: هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله..
وأظهر عبد الله بن سلام إسلامه هو وأهل بيته, وأسلمت عمته خالدة بنت الحارث وحسن إسلامهم جميعا.
                                 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق