إذهبوا بجثماني بعيدا
اسمه خالد بن زيد الأنصاري الخزرجي, خرج مع وفد المدينة لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم
في مكة في بيعة العقبة الثانية.
قدم الرسول صلى الله عليه وسلم
المدينة يوم الجمعة، وسار وسط
جموع المسلمين وكل منهم يريد أن أن يتشرف ويتكرم به عنده، فيجيبهم باسما شاكرا:خلوا
سبيلها (ناقته) فإنها مأمورة, حتى وصلت إلى دار بني مالك بن النجار فبركت، فلم ينزل صلى الله عليه وسلم
ثم وثبت الناقة ثانية، فسارت قليلا ثم رجعت وبركت مكانها الأول، فنزل الرسول
صلى
الله عليه وسلم، وتقدم أبو أيوب
الأنصاري وحمل رحله صلى الله عليه وسلم فوضعه في بيته، فأقام صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب الأنصاري حتى بني له مسجده ومسكنه. ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم في السفل، وأبو أيوب في العلو، فأهريق ماء
في الغرفة فقام
أبو أيوب وأم أيوب بقطيفة لهم يتتبعون الماء شفقاً أن يخلص إليه صلى الله عليه وسلم، فوجدها أبو أيوب لعظيمة فنزل إليه وقال
يا
رسول الله، بأبي أنت وأمي، إني لأكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتي، فاظهر أنت
فكن في العلو، وننزل نحن فنكون في السفل .
وشهد أبو أيوب المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم،وبعد وفاته لم يتخلف عن أي معركة إلا مرة واحدة تخلف عن جيش أعطى
الخليفة إمارته لشاب من المسلمين لم يقتنع أبو أيوب بإمارته، ولكنه ندم ندما شديدا وقال: ما علي من
استعمل عليَّ؟
وتجلى إيمانه هو
وزوجته في حادثة الإفك، قالت أم أيوب لأبي أيوب: ألا تسمع ما يقول الناسُ في عائشة؟ قال:بلى، وذلك كذب،
أفكنتِ يا أم أيوب فاعلة ذلك؟
قالت:لا والله, قال: فعائشة والله خير
منكِ, فلمّا نزل القرآن وذكر أهل الإفك ذكر أيضا الموقف الجليل
للزوجين المؤمنين "لولا
إذْ سمعتُموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفكٌ
مُبين".النور 12
وقد نال أبو أيوب من
دعوات النبي صلى الله عليه وسلم أجملها, فكان صلى الله عليه وسلم يطوفُ بين الصفا والمروة،فسقطت على لحيتِه
ريشةٌ، فأخذها أبو أيوب،فقال صلى الله عليه وسلم نزع الله
عنك ما تكره.....ولما تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بصفية, فبات صلى الله عليه وسلم
في قبة له، وبات أبو أيوب
الأنصاري أمام القبة متوشحاً سيفه
يحرسه,ولمَّا أصبح النبي صلى الله عليه وسلم، فرآه فسأله:مالك يا أبا أيوب؟ قال: يا رسول الله، خفت عليك من هذه المرأة وقد قتلت
أباها وزوجها وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر،فخفتها عليك! فدعا له اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني.
ولما وقع الخلاف بين معاوية وعلي.....وقف أبو أيوب
مع علي لأنه رأى الحق معه في عدم تعجيل القصاص من قتلة عثمان بن عفان، ولما استشهد عليّ وقف أبو أيوب بنفسه الزاهدة الصامدة لا يرجو من الدنيا شيئا.
وخرج أبو أيوب لفتح لقسطنطينية عام 52 هـ، مع من
خرج للقتال، فأصيب في المعركة، وسأله قائد الجيش يزيد بن معاوية:ما حاجتك يا أبا أيوب؟ فأوصاه أن يحمل جثمانه فوق فرسه ويمضي به أطول
مسافة ممكنة في أرض العدو وهنالك يدفنه، ثم يزحف بجيشه على طول هذا
الطريق حتى يسمع وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبره فيدرك آنئذ أنهم قد
أدركوا ما يبتغون من نصر وفوز !
وفي قلب القسطنطينية في إسطنبول ثوي جثمانه رضي الله عنه
عند سور المدينة وبُنيَ عليه، فلمّا أصبح
المسلمون أشرف عليهم الروم، فقالوا:يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأنٌ؟ فقالوا:مات
رجلٌ من أكابر
أصحاب نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم،
ووالله لئن نُبِشَ لأضرب
بِناقوسٍ في بلاد العرب,
فأصبح قبره لأهل قسطنطينية وقبل أن يصل لهم الإسلام قبر قديس يتعاهدونه
ويزورونه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق