إسعى يا عبد وأنا أسعى معاك
بقلم: سوسن سحاب
قول مخالف للعقيدة, لأن الله لا يسعى... ولكن سبحانه يرزق....والمصيبة أنهم يقولوا ربنا بيقول: إسعى يا عبد وأنا أسعى معاك؟؟؟؟ كيف؟؟ وهذا ليس بقرآن ولا حديث ولا حديث قدسي ولا أثر ولا أي شيء....
والإنسان يعمل والرزق يسعى إليه ويطلبه لأنه كما فهمنا من الحديث القدسي "لن تموت نفس حتى تبلغ رزقها وأجلها". وقال تعالى"فإمشوا في مناكبها وكلوا من رزقه" الملك 15, أي أن الإنسان عليه أن يعمل ويجتهد والله سيرزقه.
ويجب أن نفهم أن
الرزق ليس على قدر العمل أوالسعي أو العلم أو الحظ, فسبحانه "يرزق من يشاء
بغير حساب" البقرة
212.
وهناك من يعمل كثيرا
ويُرزَق قليلا, وعليه أن يرضى بما قسمه الله, لأن الله أعلم بعبدِه فيجوز لو رزقه
الكثير لَبَغَى وتَجَبَّر, "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير" الشورى27, أي إن الله سبحانه خبير بما يُصلح عباده ويفسدهم من غنى وفقر.
ويجب أن نتيقن أن رزقنا مكتوب ومعلوم وخزائن الله لا تنضب أبدا ولكن الله ينزلها بقدر لحكمة بالغة "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍمَّعْلُومٍ" .
"وهناك من يكون رزقه, أكثر بكثير من عمله فعليه ألا يفجر
ويقول إن الله- حاشاه- لم يرزقني شيئا فقد اكتسبت المال بعملي أو بعلمي أو بذكائي, كقول
قارون "إنما أوتيته على علم عندي" القصص
78.
وقد خسف الله بقارون وبماله الأرض, وحينها تأكد من يحسدونه أن الرزق من عند الله "وَأَصْبَحَ الَّذِين تَمنوا مَكَانَه
ُُبالأَمْسِ يَقُولونَ وَيْكَأَنَّ الله يَبسط الرزْقَ لِمنْ يَشاءَُ مِنْ عِبَادِه
ِِوَيقدرُ لولا أن منَّ الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون"
القصص 82.
ولاننسى أدعية القرآن لجلب الرزق بإذن الله, ومنها دعاء موسى عليه السلام "فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍفَقِير".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق