الأربعاء، 27 فبراير 2013

سعد بن معاذ


سعد بن معـــــاذ
ســــيدنا وأوصلنــــا

هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الأنصاري الأشهلي, وكان سيد قومه ورئيس الأوس وزعيم قبيلة بني عبد الأشهل, أسلم قبل الهجرة بعام وكان عمره واحدًا وثلاثين عامًا وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق..
كان محببا إلى أهله وعشيرته وتجلى هذا حين سبَّ سعد مصعب بن عمير وأسعد بن زرارة رضي الله عنهم خوفا على قومه منهما.
وقال أسعد لمصعب رضي الله عنهما: "أي مصعب، جاءك والله سيد مَن وراءَه مِن قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان".
وقبلها قال أسيد بن حضير رضي الله عنه - وهو سيد في قومه- لمصعب: "إن ورائي رجلاً، إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه" يقصد بذلك سعد بن معاذ.
وبالفعل أسلم سعد على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو أهل المدينة بكتاب الله، ولما أسلم قال لعشيرته: "يا بني عبد الأشهل, كيف تعلمون أمري فيكم؟" فقالوا: "سيدنا وأوصلنا, وأفضلنا رأيًا وأيمننا نقيبة, فقال: كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا.
فأسلموا جميعا، فكان من أعظم الناس بركةً في الإسلام.
وحين أنزلت "فما لكم في المنافقين فئتين" النساء 88, قال سعد رضي الله عنه: "فإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله من فئته" يقصد عبد الله بن أبيّ بن سلول.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: راعنا - من المراعاة- أي: التفت إلينا.... وكان هذا بلسان اليهود سبًّا, أي: اسمع لا سمعت!! فاغتنمها اليهود وقالوا: كنا نسبّه سرًّا فالآن نسبُّه جهرًا, فكانوا يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم ويضحكون فيما بينهم.
فسمعها سعد بن معاذ رضي الله عنه - وكان يعرف لغتهم - فقال لليهود: عليكم لعنة الله، لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي لأضربَنَّ عنقه, فقالوا: أوَ لستم تقولونها؟ فنزلت الآية: "يأيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم" البقرة 104
ونهوا عنها؛ لئلاَّ تقتدي بها اليهود في اللفظ وهم يقصدون الإساءة.
ولما نزلت آية التلاعن قال سعد رضي الله عنه: يا رسول الله, إن وجدت مع امرأتي رجلاً أمهله حتى آتي بأربعة؟! والله لأضربنه بالسيف غير مُصْفِحٍ عنه, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتعجبون من غيرة سعد؟! لأنا أغير منه، والله أغير مني".
وموقفه في غزوة بدر لا يُنسى.......فعندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم معرفة موقف الأنصار - لأنهم بايعوه على نصرته فقط داخل المدينة- فقال سعد: يا رسول الله، إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب لئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرَنَّ معك, ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل: "فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" المائدة 24, ولكن نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمرٍ وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامضِ له، فصِلْ حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعادِ من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت.
وللصحابي الجليل من المآثر ما لا تتسع لها السطور......
تُوُفِّي رضي الله عنه يوم الخندق سنة خمس من الهجرة وهو يومئذٍ ابن سبع وثلاثين سنة, فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ودُفن بالبقيع.
وفي الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم "لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا سعد بن معاذ ما وطئوا الأرض قبل ذلك اليوم".
 وعن جابر رضي الله عنه, سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ" متفق عليه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: أُهدي للنبي صلى الله عليه وسلم جبة سندس وكان ينهى عن الحرير, فعجب الناس منها فقال: "والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق