قال تعالى "إن المصَّدِقين والمصَّدِقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم" الحديد 18
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا, ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا" متفق عليه .
الصدقة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا, ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا" متفق عليه .
الصدقة لوجه الله
يعلم الله بكل ما يفعله العاملون من خير سواء
كانت نفقة أم نذرا, وسوف يجازيهم الله تعالى أحسن ما يكون الجزاء, وقال تعالى: "وما
أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار"
البقرة 270, أمّا الظالمين المكذبين...فيوم القيامة لن ينصرهم أحد من عذاب الله.
وهذه الصدقات إن كانت في العلن فهي خير, فهي
أحيانا تكون حافزا للناس ليتسابقوا في رضا الله وإسعاد الفقراء, ولكن الشرط الوحيد
أن تكون لوجه الله وليست للرياء أو الشهرة.
الصدقة المخفية
والأفضل من ذلك هو الصدقة المخفية...فإخفاء
الصدقة خير من إظهارها لأنه أبعد عن شبهة الرياء, وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا
ظله, إمام عادل, وشاب نشأ في عبادة الله, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا
عليه, ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يرجع إليه ورجل ذكر الله خاليا
ففاضت عيناه, ورجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين,
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".
وهذا الحديث أبلغ ما يقال عن الصدقة المخفية...فهذا
الرجل لم يخفِ صدقاته عن الناس بل أخفاها عن نفسه ولم تعلمها إلا يده اليمنى التي
ستشهد عليه يوم القيامة.
أعجب خلق الله
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:"لما خلق الله الأرض جعلت تميد, فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت,
فتعجبت الملائكة من خلق الله الجبال فقالت: يارب هل في خلقك شيء أشد من الجبال؟
قال نعم الحديد, قالت: يارب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال: نعم النار, قالت:
يارب فهل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال نعم الماء, قالت: يارب فهل من خلقك شيء أشد
من الماء؟ قال: نعم الريح, قالت: يارب هل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال نعم ابن
آدم يتصدق بيمينه فيخفيها من شماله".
نزلت في أبي بكر وعمر
وقيل أن هذه الآية "إن تبدوا الصدقات
فنِعِمِا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم
والله بما تعملون خبير*" البقرة271, نزلت في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما,
فقد جاء عمر بنصف ماله ودفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم: ما خلفت وراءك لأهلك ياعمر؟ قال: خلفت لهم نصف مالي, وأما أبو بكر
فجاء بماله كله يكاد يخفيه من نفسه حتى دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم ما خلفت وراءك لأهلك يا أبا بكر؟ قال: خلفت لهم عدة
الله وعدة رسوله.
سبعمائة حسنة
وضرب الله تعالى أبلغ مثل لمن ينفقون في سبيله,
فقد شبههم أنهم مثل حبة القمح التي وضعت في أرض طيبة فأنبتت ما شاء الله لها أن
تنبت, وقال تعالى: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت
سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة" البقرة 261, وهذا المثل أعمق في التأثير
من ذكر عدد السبعمائة, لأنه يتدرج في توضيح أن الأعمال الصالحة ينميها الله تعالى
كما ينمي البذرة التي بذرت في أرض طيبة.
ربِ زِد أمتي...
وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا
تصدق بناقة مخطومة في سبيل الله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتأتين
يوم القيامة بسبعمائة ناقة مخطومة".
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما نزلت آية "مثل
الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله" قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"رب زد أمتي", أنزل الله "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا",
قال: "رب زد أمتي", قال:"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير
حساب".
لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون
ومدح الله الذين ينفقون في سبيله بدون أن
يمنُّوا على من أنفقوا عليهم لا بقول ولا بفعل, كقوله تعالى:"الذين ينفقون
أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منَّا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم
ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون*" البقرة262, وعن عمر رضي الله عنه
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق
لوالديه, ومدمن خمر, والمنَّان بما أعطى".
لا تبطلوا صدقاتكم
والصدقة تبطُل إذا تبعها المن والأذى كمن يتصدق
لأحد من الناس وكلما لاقاه قال أنا أعطيتك كذا, أو يفضحه أمام الناس بأنه أعطاه,
فثواب الصدقة تمحه خطيئة المن والأذى, وقال تعالى: "يا أيها الذين ءامنوا
لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى" البقرة 264.
رئاء الناس
والذي يمن على الناس بصدقته فهو لا يبتغي وجه
الله إنما ينفق رئاء الناس أي يريد الشهرة ومدح الناس له, وشبه الله هؤلاء
المرائين بأنهم مثل ( الصفوان ) أي الصخر الأملس وشبه صدقتهم بالتراب فيجئ مطر
شديد ( وابل ) فيمحو أي أثر للتراب من فوق الصخر ويتركه أملس نظيف ليس عليه
شيء أي أن صدقتهم ضاعت هباء, وقال تعالى: "كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا
يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا
يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين* البقرة 264.
كمثل جنّة بربوة
وفي المقابل شبه الله المنفقين في سبيله
وابتغاء رضاه, و"تثبيتا من أنفسهم" أي يقينا وتصديقا أن الله سيوفيَّهم
أجرهم...شبههم بقوله "كمثل جنّة بربوة", أي حديقة بمكان مرتفع
وجاء مطر شديد فأعطت ضعف ثمارها وحتى إذا جاءها رذاذ خفيف "طل"
فأيضا سوف تثمر بإذن الله لأن الله لا يضيع العمل الصالح, وقال تعالى: "ومثل
الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من عند أنفسهم كمثل جنة بربوة
أصابها وابل فأتت أُكُلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون
بصير*" البقرة 265.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق