الاثنين، 25 فبراير 2013

مريم بنت عمران

 "يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين*"
  
مريم بنت عمران


بقلم: سوسن سحاب                                  
مريم بنت عمران



لقد اختار الله تعالى مريم واصطفاها لكثرة عبادتها وزهدها وطهرها من وساوس الشيطان (استجابة لدعوة أمها) واصطفاها مرة ثانية وفضلها على نساء العالمين وأرسل إليها الملائكة لتخبرها بذلك, وقال تعالى: "وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين*" آل عمران 42.


خير النساء أربع
وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران وأسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت رسول الله".
وقال تعالى: "يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين*" آل عمران 43, وقيل أن مريم عليها السلام كانت تسجد حتى تتورم قدماها.


أيهم يكفل مريم؟؟
وقد أخبر الله تعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم من أنباء الغيب عن مريم وصوَّر له الحدث كأنه حاضر بينهم وشاهد لما يحدث.
وقال تعالى: "ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون*" آل عمران 44.


دونكم هذه النذيرة
فقد حملت إمرأة عمران (حنة بنت فاقوذ) ابنتها مريم وأخذتها إلى بيت المقدس وقالت لكهنة بيت المقدس: دونكم هذه النذيرة (أي التي نذرتها لله) فإني حررتها وهي أنثى ولا يدخل الكنيسة حائض وأنا لا أردها إلى بيتي.
فقالوا هذه ابنة إمامنا وصاحب قرباننا - لأن عمران كان يؤمهم في الصلاة - فقال زكريا عليه السلام: ادفعوها لي فإن خالتها تحتي, فقالوا لا تطيب نفسنا هي ابنة إمامنا, فاقترعوا عليها بالأقلام التي يكتبون بها التوراة فخرجت القرعة على زوج خالتها زكريا عليه السلام فكفلها.


بشرى من الله
وجاءتها بشارة من الله تعالى بأنها ستلد ولد له شأن عظيم وأن وجوده سيكون بكلمة من الله, أي يقول:"كن فيكون" , وقال تعالى: "إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين*" آل عمران 45. 


لم يمسسني بشر!!!
تعجبت مريم عند سماع البشرى وناجت ربها "قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر" فرد عليها الخالق سبحانه "قال كذلك الله يخلق ما يشاء" آل عمران 47........ولم يقل لها الله تعالى كما قال لزكريا عليه السلام "كذلك الله يفعل ما يشاء", فحالة زكريا عليه السلام, كانت حالة جماع طبيعية بين زوجين, أما حالة عيسى عليه السلام, فكانت مختلفة تماما, لأن خلْق عيسى بكلمة من الله تعالى ولأن قضاءه وأمره بين الكاف والنون "إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون" آل عمران 47.   


آخر الكـــلام
وقد ذُكر إسم "عيسى بن مريم", و"المسيح بن مريم" 23 مرة في القرآن الكريم في دلالة إعجازية بالغة على نسب المسيح لأمه فقط.
فقد نسب الله تعالى عيسى إلى أمه ليبريء مريم من فوق سبع سموات مؤكدا بأن هذا الطفل لا أب له, لأنه لو كان له أب لما دعاه الله باسم أمه لقوله تعالى: "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" الأحزاب 5.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق