الحسن بن علي "الســـــــبط"
هو سبط النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأوّل ولد للإمام
علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة رضي الله عنهما، ولد في نصف شهر رمضان في السنة
الثالثة من الهجرة.
سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم "الحسن" بأمر
من رب العالمين ولم يكن أحد من قبله يحمل هذا الاسم، وأذن في إذنه اليمنى وأقام في
اليسرى وحنّكه (دعك فمه بتمره).
كان أشبه الناس بجده رسول الله صلى الله عليه وسلم,
فقد كان وجهه أبيض مشرب بالحمرة، وعن عقبة بن الحارث أن أبا بكر الصديق رضي الله
عنه لقي الحسن بن علي فضمه إليه وقال "بأبي شبيه بالنبي صلى الله عليه وسلم
ليس شبيه بعلي" وعلي يضحك.
أمضى السّبط مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ما
يناهز سبع أو ثمان سنوات من حياته
وكان الجد يحبه حبا جما, وقال صلى الله عليه وسلم "من أحبّ الحسن والحسين فقد
أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني".
وبعد مقتل الإمام عليّ بايع الناس ابنه الأكبر
الحسن أميرا للمؤمنين, ومكث في الحكم ستة أشهر ثم وجد الحسن نفسه سيبدأ الخلافة
بحرب مع معاوية فآثر السلام وحقْن دماء المسلمين فعقد صلحا مع معاوية وتنازل له عن
الخلافة, على أن ترجع الخلافة بعد معاوية إلى المسلمين يختارون من يشاءون.
وافق
معاوية على شروط الحسن وكان أهمها: العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه
وسلم, أن لا يقضي بشيء دون مشورته..وكذلك أن لا يُشتم علياً وهو يسمع، وألا يذكره إلا بخير, وأن
لا يلاحق أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق مما كان في أيام أبيه, وأن لا يناله بالإساءة.
ووقف الحسن ليخطب فيهم فقال بعد أن حمد الله
وأثنى عليه: "أيها الناس, إن الله هداكم بأوَّلنا وحقن دماءكم بآخرنا, وإن
هذا الأمر الذي اختلفت فيه ومعاوية إما أن يكون أحق به مني فقد تركته له, وإما أن
أكون أحق به منه فقد تركته لله عز وجل ولخير أمة محمد صلى الله عليه وسلم وحقن
دماءها".
ثم ذهب إلى المدينة يقضي وقته في العبادة وإلقاء
الدروس في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم, وكان الناس يأتون للحسن والحسين يشكون
ظلم ولاة معاوية.
أحس معاوية أن مكانة الحسن والحسين زادت بشدة في
قلوب الناس, فكان يحاول أن يبعد الناس عنهما بالترهيب أو الترغيب.
ومرض الحسن مرض الموت فقد دسوا له السُّم في
طعامه وألح الحسين على أخيه ليعرف من سقاه السم ولكن الحسن قال: "إني أكِل
أمرهم إلى الله".
وكانت وصية الحسن الأخيرة إلى أخيه الحسين:
"إذا مت فأدفني مع النبي صلى الله عليه وسلم فإني قد طلبت ذلك من عائشة
وأجابتني....وإذا عارضك بنو أمية فلا تراجعهم وادفني في البقيع".
وبالفعل
فقد رفض معاوية وأمر مروان بن الحكم والي المدينة أن يمنع الحسين من دفن أخيه
بجوار جدهما صلى الله عليه وسلم.....ودُفِن الحسن رضي الله عنه بالبقيع.
توفى
الحسن في 7 صفر سنة 50 هـ, تاركا عشرين من الأبناء من تسعة زيجات, ومن أقوال النبي
صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
بعد عيسى ويحيى", وقال أيضا "الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق