حكيم بن حُزام
هو حكيم بن حزام
بن خويلد, ابن أخي خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها, وكان من سادات قريش, وكان
صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة, وبعد البعثة ظل على حبه ووده للنبي
صلى الله عليه وسلم.....
تأخر
إسلامه حتى أسلم عام الفتح, ولكنه ظل على فطرته السليمة ولم يتأثر بالفساد التي كانت
تعيشه قريش ولم يشاركهم في تعذيبهم للمسلمين.
وقد شهد حكيم بن حزام موقعة بدر الكبرى مع الكفار ونجا مع من نجا, وحكى عن موقفه
يوم بدر فقال: لما كان يوم بدر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ كفًّا من
الحصى فاستقبلنا به, فرمى بها وقال: "شاهت الوجوه". فانهزمنا,
فأنزل الله:"وَمَا
رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى". الأنفال 17
وقد اشترى حكيم بن حزام زيد بن حارثة
الذي كان مسبيًّا من الشام, فابتاعه حكيم بن حزام بن خويلد، ووهبه لعمته خديجة رضي
الله عنها.
وكان قبل إسلامه في مكانة مرموقة بين سادات قريش, وقال عنه الزبير رضي
الله عنه: جاء الإسلام وفي يد حكيم الرفادة وكان يفعل المعروف ويصل الرحم.
وفي الصحيح أنه سأل النبي صلى الله
عليه وسلم: أشياء كنت أفعلها في الجاهلية, أَلِيَ فيها أجر؟ قال: "أسلمت على
ما سلف لك من خير".
أسلم حكيم بن
حزام بن خويلد قبل أن يفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بيوم.
أخرج أحمد
والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن حكيم بن حزام قال: "سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأعطاني, ثم سألته فأعطاني, ثم قال: "يا حكيم, هذا المال خضرة
حلوة, فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه, ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه,
وكان كالذي يأكل ولا يشبع, واليد العليا خير من اليد السفلى" فقلت: يا رسول
الله, والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر
يدعو حكيمًا ليعطيه العطاء, فيأبى أن يقبل منه شيئًا, ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى
أن يقبله فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي.
ومن صفاته الكرم وكان مسئول
رفادة الحجيج فباع دار الندوة لمعاوية بمائة ألف درهم ثم تصدق بها جميعًا, فعاتبه
الزبير رضي الله عنه فقال له: يا ابن أخي، اشتريت بها دارًا في الجنة.
وموقفه يوم استشهاد
عثمان رضي الله عنه
يحسب له, حيث قال رجل:
يدفن بدير سلع (مقبرة اليهود). فقال حكيم بن حزام: والله لا يكون هذا أبدًا وأحد
من ولد قصي حي!!! حتى كاد الشر يلتحم, فقال ابن عديس البلوي: أيها الشيخ, وما يضرك
أين يدفن؟ فقال حكيم بن حزام: لا يدفن إلا ببقيع الغرقد حيث دفن سلفه وفرطه....فخرج
به حكيم بن حزام في اثني عشر رجلاً وفيهما الزبير بن العوام ودفنوه بالبقيع وصلوا
عليه.
وعن
حكيم بن حزام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه, إذ قال لهم:
"هل تسمعون ما
أسمع؟" قالوا: ما نسمع
من شيء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إني لأسمع أطيط السماء وما تلام
أن تئط, وما فيها من موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم".
وفي الصحيح عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اليد العليا خير
من اليد السفلى, وابدأ بمن تعول, وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى, ومن يستعفف يعفه
الله ومن يستغن يغنه الله".
قال
البخاري في التاريخ: مات سنة ستين وهو ابن مائة سنة وعشرين, وقال عروة رضي الله عنه: مات لعشر سنوات من خلافة
معاوية, وروي أنه "كبر حكيم بن حزام حتى ذهب بصره ثم اشتكى فاشتد وجعه فقلت:
والله لأحضرنه فلأنظرن ما يتكلم به عند الموت, فإذا هو يهمهم فأصغيت إليه فإذا هو
يقول: "لا إله إلا أنت أحبك وأخشاك" فلم تزل كلمته حتى مات. وفي رواية
أخرى فإذا هو يقول: "لا إله إلا الله, قد كنت أخشاك فإذا اليوم أرجوك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق