الميت يُعذَّب ببكاءك
هذا القول الصادم الذي يُلقى في وجه إنسان
مات عزيز لديه فبكاه, وبدلا من سماع كلمة رحمة للمتوفي يلقون في الوجه "يتعذب
بسبب دموعك", وأتعجب كيف يصدق أحدا أن الله الحكم العدل يعذب إنسانا بذنب
إنسان آخر- لو كان البكاء ذنبا- وهو القائل سبحانه "قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب
كل نفس إلا عليها ولا تزر وازره وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه
تختلفون" الأنعام 164 أي أن كل نفس تحمل وزرها فقط وليس وزر أحد غيرها.
والبكاء على الميت جائز
ولا ينافي الصبر والرضا بالقضاء.....وقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم وفاضت عيناه
لموت ابن ابنته، وقال "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء".(1)
وبكى لوفاة زوجته
خديجة وابنته رقية, وعند موت ابنه إبراهيم قال " تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي
ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ".(2)
وبكى صلى الله عليه
وسلم عندما زار قبر أمه, وكذلك بكى على شهداء غزوة أُحد وعمه حمزة.
وفي الحديث "إنَّ
اللَّه لا يُعَذِّب
بِدَمْعِ الْعَيْن وَلا بِحُزْنِ الْقَلْب وَلَكِنْ يُعَذِّب بِهَذَا أَوْ يَرْحَم وَأَشَارَ إِلَى لِسَانه".
(3)
أما حديث " إن
الميت يعذب ببكاء أهله" (4) وهو من رواية عمر وابنه عبد الله فيرى الجمهور
أنه إذا أوصى الميت أن يُبكي ويُناح عليه بعد موته فنفذت وصيته، فهو يعذب ببكاء
أهله عليه ونواحهم، لأنه بسببه ومنسوب إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق