السبت، 23 فبراير 2013

رب لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه


رب لا أسألك رد القضاء....ولكني أسألك اللطف فيه

بقلم : سوسن سحاب  
   


هذا دعاءٌ بدعيٌ فيه سوء أدب مع الله تعالى لأن فيه نوعاً من التحدي, ومعناه أنه مستغن!! كأنه يقول: يا رب افعل ما شئت ولكن خفف أو ألطف، وهذا مناف للحديث "لا يَرد القَدَرَ إِلا الدَّعاء". 
فيجب على الإنسان أن يدعو الله متذللاً أن يرفع عنه أو عن أهله البلاء, والإنسان لا يمل ولا يسأم من الدعاء بالخير له ولأهله, وقال تعالى "لا يسأم الإنسان من دعاء الخير" فصلت 49.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا أحدكم فلا يقل  اللهم اغفر لي إن شئت, وليعزم المسألة وليعظم الرغبة, فإن الله لا يعظم عليه شيء أعطاه".
وقد ابتلى الله كل أنبياؤه بكل أنواع البلايا....ولم نعرف أن أي نبي قال رب لا أسألك رد القضاء!!! بل كانوا يتضرعون بالدعاء لرفع البلاء, وقال تعالى "وَأَيّوبَ إِذ نَادَى رَبَّه أَني مَسنِيَ الضر وأنت أَرحم الراحمين* فَاستجبنا له فَكَشفنا مَا بِه من ضُر*"  الانبياء 83 ,84. وكذلك دعاء زكريا "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ" الأنبياء 88 ,89
والله سبحانه وتعالى يستجيب لمن يدعوه....لأن الله تعالى يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا.
وقال صلى الله عليه وسلم "لا يرد القضاء إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البر"، وقال أيضا "لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء, فأيهما غلب أصاب". 
معنى يعتلجان: يتصارعان
ويجب على الإنسان أن يسأل الله ويتوسل له ويقول مثلا "اللهم أعف عني...اللهم عافني...اللهم إشفني...اللهم أرزقني" وهكذا.




هناك تعليق واحد: