الأربعاء، 20 فبراير 2013

اتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة


اتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة



 بقلم:سوسن سحاب

الكافر يجعل لله ندا وهو خالقه ورازقه!!!
ذِكر الله هو الحصن الحصين من الشيطان





أنعم الله على عباده بإخراجهم من العدم إلى الوجود ووهبهم من المنح والنِعم ما لا يُعد ولا يحصى, ظاهرةً وباطنة, ومهد لهم الأرض كالفراش وثبتها بالجبال الرواسي الشامخات لتستقر ويسكن ساكنوها, ورفع فوقها السماء بلا عمد وجعل فيها الشمس والقمر والكواكب والنجوم وأنزل من السماء نِعمة الماء وهي رزق للإنسان, والأرض وما خلق فيها من زرع مختلف طعمه ولونه وحيوانات مختلفة المنافع للإنسان, والأنهار التي تجري من أرض لأرض والبحار بما فيها من خيرات كثيرة, وغيرها الكثير الكثير من النِعم التي يستدل بها العقل على وجود الخالق الرازق الحكيم المدبر وقدرته العظيمة ورحمته بخلقه وإحسانه إليهم وأحقيته أن يُعبد وحده ولا يُشرك به, وقال تعالى: "يأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون* الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون*" البقرة 21 ,22 , ومعنى "أعبدوا ربكم" أي وحدوه وأفردوا الطاعة والعبادة لله وحده دون سائر الخلق.
وعن ابن مسعود قال: قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم عند الله؟ قال:"أن تجعل لله ندا وهو خلقك".
وقال تعالى "فإن كنتم  في  ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وأدعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين" 23
والمراد بـ"سورة من مثله" من مثله في البيان وليس في المعاني, لأن التحدي أن القرآن أنزله الله تعالى بلسان عربي أي من نفس لسان القوم الذي نزل عليهم, فليأتوا بمثله إن استطاعوا
فإذا كنتم أيها االكفار وأهل الكتاب في شك "ريب" أن القرآن مُنَزل من عند الله, فأتوا بحجة تدفع حجته – والمعلوم أن حجة كل نبي على صدقه في دعواه النبوة أن يأتي ببرهان قاطع يعجز غيره عن الاتيان به- وقد عجزتم جميعا وأنتم أهل الفصاحة وكذلك عجز جميع أعوانكم وأنصاركم التي استعنتم بهم أن تأتوا بسورة من مثله.
"فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين" 24, وتحداهم الله تعالى وهو سبحانه يعلم أنهم لن يأـوا بسورة من مثله أبدا, وقال المفسرون عن الحجارة أنها حجارة من كبريت أسود يعذبون بها في النار.
وقال الأشعري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا عليه السلام بخمس كلمات أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن, وأنه كاد أن يبطئ بها, فقال له عيسى عليه السلام: إنك قد أُمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تبلغهن وإما أن أبلغهن, فقال ياأخي إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي, قال: فجمع يحيى بن زكريا بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشُرف, فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن, أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا...فإن مَثَل ذلك كَمَثَل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بورِق أو ذهب فجعل يعمل ويؤدي غلته إلى غير سيِّده, فأيكم يسرَّه أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا, وآمركم بالصلاة فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده ما لم يلتفت فإذا صليتم فلا تلفتوا, وآمركم بالصيام..فإن مَثَل ذلك كَمَثل رجل معه صرة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك, وآمركم بالصدقة فإن مَثل ذلك كَمثل رجل أسَرَهُ العدو فشدُّوا يديه إلى عنقه وقدموا ليضربوا عنقه فقال لهم هل لكم أن أفتدي نفسي منكم؟ فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير حتى فك نفسه, وآمركم بذكر الله كثيرا وإن مَثَل ذلك كَمَثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه, وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله".

آخـــر الكـــلام:
سئل الإمام الشافعي عن وجود الله فقال: هذا ورق التوت طعمه واحد, تأكله الدود فيخرج من الحرير, وتأكله النحل فيخرج منه العسل, وتأكله الأنعام فتلقيه بعرا وروثا, وتأكله الظباء فيخرج منها المسك, وهو شيء واحد.



هناك تعليق واحد: