الأربعاء، 22 فبراير 2012

اللاءات العشرة في أول سنة زواج




اللاءات العشرة في أول سنة زواج

بقلم: سوسن سحاب

سنة أولى زواج زقزقة عصافير أم صراع ديوك؟؟
يجب استبدال كلمة أنا بكلمة نحن
المشاركة هي ما نحتاج لنشعر بإنسانيتنا
المودة والرحمة أهم مقومات الزواج الناجح

بعدما تنتهي فرحة العرس ويعود المدعوون أدراجهم....ويغلق الباب لأول مرة على شخصين سيعيشان معا حياة مشتركة بحلوها ومرها....يبدأ كل منهما في استرجاع نصائح الأهل والأصدقاء!!!
وبعيدا عن النصائح...الجيد منها والسيء يدخل كل منهما تجربة الزواج محملا بأحلامه وآماله ورغبته في حياة مستقرة.
ولكن مما لا شك فيه أن أكبر المؤثرات في الحياة الزوجية هو البيئة التي عاشوا وكبروا فيها بجانب تجارب الآخرين المحيطين بهم...فالفتاة تتمنى أن تكون زوجة مثالية وتعيش أفضل من حياة أمها وأخواتها وصديقاتها وتحلم بزاوج سينمائي رومانسي, وأيضا يعيش الشاب أحلامه ولكن في فيلم آخر-أبيض وأسود- هو "بين القصرين" ويتخيل نفسه "سي السيد" الآمر المطاع.
وعندما تلتقي آمال الإثنين على صخرة الواقع فلا تجد فيه حلم الرومانسية....وفي المقابل لا يجد فيها طاعة وإنكسار الست أمينة!!!! ولا تجد فيه شخصية رشدي أباظة !!!!
وهنا....إما  يبدأ الصدام ويتهم كل منهما الآخر بالغش والخداع, أو يكون أحدهما أو كلاهما من الذكاء والحكمة ليقربا وجهات النظر ويحاولا التمسك بشعرة معاوية حتى تستمر السفينة في الإبحار.
وقد تسهم بعض الأمهات في توسيع الهوة بين الزوجين في بداية حياتهما بنصائح سيئة, ولكن أعظم نصيحة للمتزوجين يجب أن يأخذوها من الله تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الروم 21, فالمودة والرحمة أهم مقومات الزواج الناجح. 
وتجربة الزواج لا تستمر إلا على أرضية من التفاهم والود والتضحية والاحترام،وليس على الحب فقط...والكثير من الشباب يدخل تجربة الزواج معتمدا فقط على الحب ولكنه يصطدم بالواقع نظرا لخبرته المحدودة في الحياة!!
لذا نقول أن الحب وحده لا يكفي لاستمرار الزواج.

وفي السطور القادمة سنتعرف على أهم ما يجب أن يتجنبه الشباب في أول سنة زواج....من خلال خبرات بعض الأزواج...ومن علماء النفس والاجتماع والدين.....

1.    لا للعناد وبعض التنازلات لن تضر
بعد تجربة مريرة تعلمت هالة أ. – مسئولة مبيعات- الدرس جيدا وتقول في أول سنة زواج طُلِقت ثلاثة مرات, فأنا عنيدة جدا وكان زوجي أشد عنادا وكنا مثل مصارعين في حلبة وليسا زوجين يجب أن يعيشا حياة هادئة, وبعد فوات الأوان تعلمت أنه كان يجب أن أتنازل حتى لا أحمل لقب مطلقة.

 
2.    لا للغش والخداع
ويحكي ناجي ح. –مدرب - تجربة أول شهر زواج وليس أول سنة ويقول تزوجت بعد تجربة حب من فتاة لم أكن أعرفها جيدا, وبعد أيام من الزواج وجدت أنها تقوم ليلا وتحاول خنقي!!!!! وقضيت أياما لا أستطيع النوم وعرفت من أهلها أنها مريضة نفسيا وأخفوا الخبر عني لأنهم تخيلوا أن الزواج يمكن أن يشفيها.

3.    لا لتدخل الأهل
وتعاني سعاد ح. –موظفة-  من تدخل حماتها في كل شيء, وتقول من أول يوم زواج وهي تتدخل في كل شيء...وزوجي لا يفعل شيء بدون إذنها!!!! حتى في شهر العسل تليفون كل ساعة ليخبرها عن أدق خصوصياتنا, وأشعر أن ليس لي رأي في أي شيء بل لا أستطيع شراء شيئا للمنزل إلا بعد أخذ رأي والدته.

4.    لا للثرثرة
أما عبد الله س.- موظف- فيقول أن أول سنة زواج كانت أيامها جميلة, ولكن أسوأ ما فيها ثرثرة زوجتي!!!! فهي تثرثر حتى يهاجمك الصداع من كل جانب, وأكثر ما يضايقني هو ثرثرتها على الناس (الغيبة) ودائما ما أنصحها بألا تغتاب أحدا. ويؤكد أنه يتمنى أن تكتسب زوجته فضيلة الصمت وتستمع له ولو مرة واحدة. 
                                                                           


5.    لا للمقارنات
وتقول أمل ع. – ربة منزل- إصطدمت في أول سنة زواج أن زوجي هو ليس الرجل الذي في خيالي...بل أنه ليس مثل أبي أو أخي أو زوج أختي, وعندما اشتكيت لأبي فنصحني بعدم إجراء مقارنات لأن لكل رجل مميزاته ويجب أن أبحث عن مميزات زوجي حتى تستمر الحياة, وبالفعل بحثت فوجدت زوجي أفضل رجل.

6.    لا للإنتقاد
ويرى أحمد ي. –مهندس- أنه كان يحلم بزواج مثالي يتلافى فيه أخطاء من سبقوه من الأهل والأصدقاء, ولكن كما يقول "كل شيء نصيب" فمنذ اليوم الأول وأنا أشعر أني مع مُعلمتي وليس مع زوجتي!!! فهي دائمة الانتقاد واللوم لي, ودائما ما أسمع عبارة "لماذا فعلت كذا كان يمكن أن تفعل كذا" وهذا يجعلني في كآبة مستمرة.

7.    لا للغيرة العمياء
وتقسم حنان ت. –مدرسة- أنها كادت تُطلق في أول سنة زواج بسبب غيرة زوجها المفرطة التي تصل لحد الشك!! وتقول أن الغيرة دليل على الحب والاهتمام,ولكن زيادتها تعبر عن عدم الثقة بالنفس وبالطرف الآخر... وناقشت الأمر معه بهدوء وأخبرته أن شكَّهُ في يشعرني أني إمرأة رخيصة لا تصون بيتها ولا زوجها, وهذا الشك بمثابة إتهام صريح في عرضي وديني وإذا لم ينته الشك فلا بد من الطلاق, والحمد لله اقتنع بكلامي وانتهى الشك وبقيت الغيرة الحميدة.

8.    لا..للأنا
وبالنسبة لكلثم س –مديرة مدرسة - فأن أهم أسرار نجاح سنة أولى زواج هو الإقرار بوجود الآخر...الآخر الذي يشاركه كل شيء في حياته, يشاركه الكلام والطعام والنوم....ويجب أن يعتادا أيضا على مشاركة الأفكار واتخاذ القرارات في كل شيء يخص حياتهما دون محاولة استئثار أحدهما برأيه وإخضاع الآخر لهذا الرأي...لذا يجب إلغاء كلمة " أنا" واستبدالها بكلمة " نحن".


9.    لا لرفض أهل الطرفين
ويرى الدكتور أحمد حمدي- طبيب نفسي- أن من أهم عوامل نجاح أول سنة زواج واستمراريته هو تقبل كل من الزوجين لأقارب الطرف الآخر واحترامهم والتعامل معهم على أنهم جزء مهم في حياة شريك العمر.
ويؤكد أن أكبر المنغصات الزوجية والتي تؤثر تأثيرا نفسيا بالغا.....هو أن يفرض أحد الزوجين على الآخر قطيعة أهله أو يضعه في خِيار صعب أنا أو أهلك!!

10.           لا لإفشاء الأسرار الزوجية
ومن أكبر مقومات الزواج الناجح هو الحفاظ على الأسرار الزوجية, ويقول الشيخ يوسف الحمادي –الواعظ بدائرة الشئون الإسلامية بالشارقة-  إن من العقود التي أمر الله جل وعلى بالوفاء بها والتزام كل ما يترتب عليها من حقوق...عقد الزواج, وذلك لكونه من المواثيق الغليظة وقال تعالى "وأخذنا منكم ميثاقا غليظا".
فعقد النكاح ميثاق غليظ شديد بنص كتاب الله, وإن من مقتضيات هذا العقد والقيام بحقوقه حفظ الأسرار التي تقع بين الزوجين وكتمانها وعدم إفشائها, وهذا عام في كل ما يجري بين الزوجين من كلام خاص يتعلق بلأسرة ككل أو يتعلق بأحدهما.
ويتعين كتمان السر في خصوص ما يجري من علاقة المعاشرة, وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة نصوص فيها الوعيد الشديد على من يقوم بهذا العمل, ومنها قوله صلى الله عليه وسلم "إن من أشد الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها" ومعنى الإفضاء: الجماع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق