الخميس، 23 فبراير 2012

عمليات التجميل بين الحلال والحرام



عمليات التجميل بين الحلال والحرام
كلام كثير....وضحايا أكثر




















بقلم: سوسن سحاب


برغم الضحايا مازالت عمليات التجميل مستمرة
وَهْما استوردناه بكل أثاره السلبية الجانبية
تغيير خلقة الله طاعة لأوامر الشيطان
التجميل المشروع هو الذي يعالج مشكلة أو يعيد للفطرة



كان المثل القديم يقول" لبِّس البوصة تصبح عروسة"...أي أن ارتداء ملابس أفضل يكون كافيا للشعور بالتغيير, والآن تغيَّر هذا المفهوم تماما لدى بعض الناس وتعدَّاه إلى تغيير الشكل بل وأحيانا تغيير الجلد....
والزائر لعيادات التجميل سيرى قائمة طويلة من عمليات التجميل لكل جزء من أجزاء الجسم, بدءً من زراعة الشعر وتغيير لون البشرة وتكبير العينين وزرع الحاجبين والرموش ورفع الجفنين وتصغير الأنف وتكبير الخدين وإضافة الغمازتين ونفخ الشفاة وتبييض الأسنان وتصغير عظمة الذقن أو تكبيرها وشد عضلات الوجه وتصغير الأذن وإرجاعها للخلف.....كل هذا ومازلنا في الرأس.......والقائمة طويلة بطول جسم الإنسان!!!!!!
ولا يقتصر هذا الكلام على النساء فقط بل لقد قارب عدد المترددين الذكور عدد الإناث في عيادات التجميل,وفي السعودية مثلا بلغ عددهم 30% وبلغت تكاليف العمليات التجميلية المتعددة للرجل مليون ريال,وأصبح الهوس الشكلي والجمالي يجعل كل إنسان يرسم مقاييسه الجمالية بنفسه ويذهب لمن ينفذها له!!!!
وهذا الأمر نتيجة لعدم الرضا عما قسمه الله من الخلقة والصورة, والجري وراء أوامر شيطانية "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله" النساء 119, فالشيطان هو الذي يأمر العباد بتغير خلق الله... وهذه الجراحات ليس لها دوافع ضرورية ولا حاجية بل غاية الأمر تغيير خلقة الله والعبث بها حسب أهواء الناس وشهواتهم!!
ونتيجة لإدخال مواد غريبة في الجسم فقد كثرت أمراض السرطان –أعاذنا الله منها- وسمعنا عن فنانات توفين بهذا المرض بعد عمليات تجميلهن, وعمن كادت تصاب بالعمى نتيجة كثرة العمليات, وعمن ظلت لسنة كاملة في غيبوبة ثم توفيت جراء خطأ تجميلي, وعمن أصيبت برعشة مستمرة في عينها, ورأينا من تمثل بفم معوج نتيجة عملية فاشلة وغيرهن ضحايا كثر..... ورغم ذلك مازالت عمليات التجميل مستمرة.
والأمر ليس حكرا على الوطن العربي فقط..بل أنه أساسا وَهَْما استوردناه بكل مساوئه, حتى أن دولة عظمى كاليابان تحذر مواطنيها من الآثار السلبية الجانبية لعمليات التجميل وقد وصلت عدد شكاوي الضحايا عندهم إلى أكثر من ألف العام الماضي فقط.
فما رأي الذين أجروا عمليات تجميل؟؟ وما رأي العلم والدين؟؟؟؟؟؟


تقول ر.م. صديقتي كانت جميلة جدا ولكنها دائما غير راضية, فذهبت إلى طبيب تجميل وطلبت منه أنف فلانة وعين فلانة وشفايف فلانة ونصحها الكل ألا تفعل فهي أجمل منهم كلهم ولكنها رفضت النصح... وفشلت العملية وتشوه وجهها الجميل.
وتشير س. ي. إلى أنفها وتقول لم يكن أنفي مصدر إزعاج فقط بل كان محل سخرية الجميع وكان كابوسا يهدد حياتي كلها, وكانت أسوأ أيامي هي أيام الدراسة لأني أضطر للخروج من المنزل ويراني الناس, ثم استشرت أحد علماء الدين في إجراء عملية لتجميل أنفي فأفتاني بأنها حلال حتى أستطيع مواجهة الناس والنزول للعمل, وبالفعل أجريت العملية وتحسن مظهري وتغيرت حياتي للأفضل والحمد لله.
وقال م. ع. خلقني الله بإصبع زائدة في كل يد...وهذا الأمر سبَّب لي إحراجا شديدا منذ طفولتي, ورفض أهلي إجراء عملية تجميلية بحجة أنها حرام, ولكن عندما كبرت سألت أحد المفتيين وأفادني أنه يجوز إزالة الإصبع الزائدة حتى لا أكون ملفتا للنظر, ولكونها عملية تجميلية ضرورية ولا يُقصَد بها تغيير خلق الله .
أما ي. ح. فتقول دائما كان لا يعجبني حالي وغير راضية عن جسمي, وأجريت عدة عمليات جراحية لتحسين مظهري وكلها فشلت وتعود زيادة الوزن أكبر بكثير.
وتتذكر إ.ط. بندم كل ما فعلته بنفسها وتقول كان حلمي أن أتمتع بجمال ساحر مثل الممثلات, فأجريت عملية تكبير الصدر ولكن بعد عدة سنوات شعرت بآلام شديدة واكتشف الطبيب مرض السرطان في الصدر فأزالهما الواحد بعد الآخر, وأنصح كل سيدة وفتاة بأن ترضى بما قسمه الله لها.
وتشتكي هـ. د. من أن زوجها ضعيف أمام الجمال مما يسبب لها ضيقا شديداً لكثرة ما يقارنها بمن يشاهد في التلفاز, ففكرت في عملية تجميل لإعادة الشباب إلى مظهرها... وسألت أحد الشيوخ فقال هذا حرام وحجتك ليست موجبة لإباحة هذا الأمر, بل عليك التجمل له بما هو مشروع ونُصْحِه بغض البصر إلى النساء الأجنبيات.
ويُعَرِفنا أ.د. مصطفى عبد الشافي أستاذ جراحة التجميل بطب القاهرة على جراحة التجميل ويقول إنها تنقسم إلى قسمين 1- جراحة التجميل الحاجية "الضرورية",
وهي تشمل العيوب الخَلقية التي ولد بها الإنسان مثل الشفة الأرنبية أو التصاق الأصابع أو زيادة إصبع, وتشمل أيضا العيوب المكتسبة كتشوهات الوجه والجلد بسبب الحروق والحوادث أو الآلات القاطعة والتصاق أصابع الكف بسبب الحروق.                        2 - جراحة التجميل التحسينية "الإختيارية" وهي جراحة تحسين المظهر"عمليات تغيير الشكل" وتشمل أيضا جراحة تجديد الشباب لكبار السن, أي إزالة آثار الكبر والشيخوخة.
ويؤكد أ.د. حسن الصاوي أستاذ جراحة التجميل بطب القاهرة أن جراحات التجميل بحر واسع له مجالات متعددة وهي جراحات ضرورية, ويُعَد جراحو التجميل أطباء نفسيين لأنهم يعالجون مرضاهم بإزالة التشوهات العضوية التي تؤرقهم وتعذبهم نفسيا.وينبه الصاوي أن الإفراط في جراحات التجميل مرض نفسي يجب العلاج منه.
ويوضح الدكتور يوسف القرضاوي- الداعية الإسلامي-أن الإسلام لا يمنع الناس أن يتجملوا..إنما يمنعهم أن يتجملوا بما لا يجوز لهم، وليس كل تجميل مباحاً أو مشروعاَ.. إنما التجميل المشروع هو الذي يعالج مشكلة فيصلح وظيفتها، أو يزيل شيئاً ويعيده إلى الطبيعة..أي إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالإنسان فِطرته لا يولد مشقوق الشفة..فلو ولد هكذا فعملية التجميل تُرجعه إلى سواء الفطرة، والأصل للإنسان خمس أصابع فلو ولد بإصبع زائدة فالجراحة تعيده إلى الفطرة.ويؤكد أن العمليات إذا كان يقصد بها العلاج سواء كان علاجا جسدياً أو نفسياً فهي جائزة. فعمليات شفط الدهون ليست للشكل فقط..لأن الدهون عبء على صحة الإنسان وتسبب أضرارا كثيرة، وإزالة الدهون هو إعادة الإنسان إلى فطرته.    ويضيف القرضاوي أنه لابد أن نعرف ما هو الجمال لأن بعض الناس تبالغ فيه وتصنع بنفسها جمالاً موهوماً, وهذا الأمر يجب ألا يترك لأهواء الناس "ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن".
ويقول أ.د. أحمد عمر هاشم –أستاذ علوم الحديث ورئيس جامعة الأزهر السابق- أن الجراحة التجميلية تجرى غالبا لتصحيح التشوهات الخَلقية التي تسبب آثارا نفسية للمصاب أو تؤثر على وظائف بعض الأعضاء, وهذه الجراحة التجميلية جائزة ولا تدخل في التحذير الذي ورد في الحديث "لعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله". ويضيف هاشم أما الجراحات التجميلية التي تُنفق عليها الأموال الطائلة لزيادة الحسن والجمال وليس لها ضرورة صحية فأنها تدخل تحت التحذير المتقدم من النبي صلى الله عليه وسلم لأنها تجرى اتباعا للهوى ولا ترجع إلى دوافع ضرورية ولا حاجية.
ويشير أ.د. عبد الفتاح إدريس - أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر والخبير بالمجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي- أن الشرع لا يمنَع إجراء الجراحة التجميلية لمعالجة العيوب التي تؤذِي الإنسان وتُؤلِمُه أو تسبِّب إعاقته عن العمل، ومِن ثَمَّ فإنه يجوز إزالة السن الزائدة أو تقصير الطويلة وإزالة الإصبع الزائدة، أو الدهون المتجمِّعة على البطن إذا كانت تضر بصاحبها ضررًا لا يُرجَى زواله إلا بإزالتها، كما تُعَوِّض المرأة عن المظهر الجمالي للصدر إذا استُؤْصِل الثديان أو أحدهما، لأن هذا يُعد من التداوي الذي رغَّب فيه النبي صلى الله عليه وسلم. ويضيف إدريس أن الجراحات التجميلية التي يُقْصَد بها تغيير الخَلْق ابتغاءً للحُسْن والجمال، كعمليات شد الوجه والرقبة وتصغير الشفتين أو الأنف وتكبير الثديين وتفليج الأسنان، فإن ذلك لا يجوز شرعًا لِما فيه من تغيير خلق الله، لقوله تعالى: "وإنْ يَدْعونَ إلا شيطانًا مَريدًا. لَعَنَه اللهُ وقال لأتَّخِذَنَّ من عبادِكَ نصيبًا مفروضًا. ولأُضِلَّنَّهُمْ ولأُمُنِّيَنَّهم ولأَمُرَنَّهُم فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الأنعامِ ولأَمُرَنَّهم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ ومَنْ يَتَّخِذِ الشيطانَ وَليًّا مِن دونِ اللهِ فقد خَسِرَ خُسْرانًا مُبينًا" النساء 117-119.
ومن فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين قال التجميل نوعان: تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره وهذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفا من ذهب,والنوع الثاني: هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن وهو محرم لا يجوز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق