الأربعاء، 22 فبراير 2012

الكاسيات العاريات


الكاسيات العاريات
كاسيات بالثياب ...عاريات من رحمة الله

بقلم: سوسن سحاب                                      

لا الجنة ولا ريحها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صِنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنَّة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"  رواه مسلم.
هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم والتي لم يرها صلى الله عليه وسلم في زمانه بل تحققت في زماننا الآن, فقد أخبر عن جماعة – وهم زبانية الحكام الظالمين – الذين يضربون الناس بالسياط والهراوات, وأخبر أيضا عن النساء الكاسيات العاريات, وأكاد أتخيل دهشة واستغراب الصحابة رضوان الله عليهم من وقع هذه الكلمات عليهم, كيف تكون النساء كاسيات (أي تلبسن ملابسهن) وعاريات في نفس الوقت؟
وقد أوَّل المحدثون الأوائل الحديث على عدة تأويلات منها, أنهم كاسيات في الدنيا عاريات في الآخرة, أو كاسيات بالثياب عاريات من رحمة الله, وقال البعض كاسيات بنعمة الله وعاريات من شكرها.
وقيل (مائلات ) عن طاعة الله, و(مميلات) أي يُعَلِّمن غيرهن هذه الأفعال, وقيل أيضا مائلات في مشيتهن ومميلات لقلوب الرجال, (ورؤوسهن كأسنمة البخت) أي يضخمن شعورهن بطرق مختلفة حتى تصبح مرتفعة وعالية مثل سنم الجمل والذي نراه فوق رؤوس الكثير من النساء هذه الأيام..


حجبت النار بالشهوات
وأيضا أصبحنا نرى الآن من الملابس ما يصِف ويشف ولا يستر عورة ولا يغطي جسدا.
ونُذكِر أنفسنا بأن النار – أعاذنا الله جميعا منها - أحيطت بما تشتهيه النفس ,لأن النفس أمَّارة بالسوء إلا من رحمها الله تعالى, والشيطان يزين لنا هذه الشهوات حتى نزِّل ونقع, وأحيطت الجنة بالإبتلاءات والإختبارات, التي لا بد من مجاهدة النفس لاجتيازها بإذن الله, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حجبت النار بالشهوات ,وحجبت الجنة بالمكاره".


"يبعث كل عبد على ما مات عليه"
وتقول سهام وزيري – فنانة تشكيلية - أصبحنا نرى الأن تفانين وإختراعات, تلامذة إبليس من مصممي الأزياء, في صنع كل ما صغر حجمه وكبرت فتنته, وحقق هؤلاء التلامذة أغراض إبليس الرجيم, في تعرية المرأة بالكامل فانكشفت العورة وحصلت الفتنة التي أخبر الله عز وجل عنها بقوله تعالى "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما".
وللأسف نجد الكثير من النساء المسلمات بمختلف الأعمار يجرين خلف شياطين الموضة , ويلهثن لشراء  ما يجعلهن كالبضاعة الرخيصة في سوق النخاسة.
وتتساءل يسرية محمود – مهندسة -  أين الحياء؟ هل إنتهى من زماننا؟  ألم نسمع بأي حديث من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الحياء؟ أليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة؟
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها,وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحياء لا يأتي إلا بخير".
وتتعجب!! ألا تستحي المرأة إذا ماتت في الطريق وهي مكشوفة العورة أن يحملها الناس وتعبث بها الأعين والأيدي؟ 
ألا تستحي أن تُبعث يوم القيامة بين يدي الله تعالى وهي كاشفة العورة؟  لأنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبعث كل عبد على ما مات عليه"  فيبعث الإنسان يوم القيامة على الحالة التي مات عليها في الدنيا ويكون شهيدا على نفسه, فإن مات في الحج بعث ملبيا وإن مات على معصية بعث عليها.


لعن الله الرجل الديوث
أما هيا الكتبي – مدرسة - فتقول إن هذا العُري سببه الإنفتاح الإعلامي واستخدام الإنترنت بشكل سيء.
وأيضا غياب القدوة فأين دور رجل البيت هل اختفى؟  كيف يسمح رجلا لأمه أو أخته أو زوجته أو ابنته أن تخرج بهذا الشكل؟
وتضيف إن أكثر ما يؤلمني ويحزنني أن ترى رجلا بصحبة إمرأة من هذا الصنف, أين النخوة والرجولة وهو يرى عيونا طامعة تكاد تلتهم من معه أو عيونا مشمئزة من هذا العري؟  ألم يسمع بقول نبينا صلى الله عليه وسلم "لعن الله الرجل الديوث".


 طفلة في عين أهلها
وتنصح فاطمة المنصوري  – ربة منزل -  كل رجل أن يراعي الله في أهل بيته فهو من سيسئل عنهم يوم القيامة وخاصة البنات الصغار الذين يعتادون  على الملابس العارية منذ الصغر ثم تكبر البنت وهي معتادة عليها والأهل أيضا يظنون أن البنت مهما كبرت فهي طفلة فيسمحوا لها بلبس الملابس العارية بحجة أنها طفلة ثم يحدث ما لا تحمد عقباه. 


كلكم راع
ويقول الشيخ سالم الدوبي – الواعظ بدائرة الشئون الإسلامية  بالشارقة,  وعضو مجلس أمناء جائزة القرآن الكريم والسنة- إن قضايا الستر والحشمة من أولى أولويات الشرع, وتقع المسئولية الأولى على الوالدين في المنزل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته", فالمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ورب الأسرة مسئول عن الزوجة والبنات .
ويضيف أن المسئولية الثانية تقع على أهل العلم , فهم يقع عليهم عبء إعلام الناس بما أمر به الشرع, فالشرع عندما أمر بستر المرأة فهو من مصلحتها فالمرأة دُرَّة ويجب أن تصان من أي أحد يمكن أن يؤذيها, والإسلام صان المرأة من كل الإمتهانات وأكرمها بنتا وزوجة وأما وأعطاها من الحقوق أكثر مما أعطى للرجل.


كثرة الملهيات
ويؤكد الشيخ يوسف الحمادي – الواعظ بدائرة الشئون الإسلامية بالشارقة – أن الله تبارك وتعالى قد أوجب على أولياء الأمور العناية بالأولاد ودلالتهم على الخيروتوجيههم إليه, وجعل هذا من المسئولية التي يسئلون عنها يوم القيامة, ويقول صلى الله عليه وسلم "إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه,أحَفِظ ذلك أم ضيع حتى يسئل الرجل على أهل بيته" فالوالد مسئول والأم مسئولة عن الأولاد عموما وعن البنات خصوصا لأن البنات يسري إليهن الإنحراف أكثر من غيرهن, ويقول صلى الله عليه وسلم "من ابتلي بشئ من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار".
ويضيف , الإحسان إلى البنات يقتضي منعهن من كل مخالفة شرعية بما في ذلك المخالفات التي تتعلق بلباس المرأة ومن قام بهذه المسئولية حق القيام فإنَّا نبشره بحديث النبي صلى الله عليه وسلم - الذي يبين أن أعظم أسباب دخول الجنة ومرافقته صلى الله عليه وسلم , هو العناية بالبنات - "من عال جاريتين حتى يدركا, دخلت أنا وهو الجنة كهاتين , وضم إصبعيه السبابة والوسطى", وإنطلاقا من هذه النصوص يجب على كل أب أن تَقوى عزيمته وتعلو همته على العناية ببناته والحفاظ عليهن خصوصا في هذا الزمن الذي عمَّت فيه الملهيات, وكثرت فيه الصوارف عن الخير وأبوابه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق