الخميس، 23 فبراير 2012

سجود اللاعبين شكر للنعمة أم إساءة للإسلام


 سجود اللاعبين
شكر للنعمة أم إساءة للإسلام



بقلم: سوسن سحاب

اشتهر فريق المنتخب المصري باسم فريق الساجدين
الرياضي المتدين قدوة حسنة للشباب
على الرأي الرافض لسجدة الشكر أن يأتي بأسانيده
إعتبرها البعض شكراً للنعمة وانتقدها البعض الآخر
فتوى تحريم سجود اللاعبين تثير جدلاً بين الفقهاء وعشاق الكرة

دخلت الفتاوى المستطيل الأخضر....وسمعنا عن فتاوى بخصوص ملابس اللاعبين وأوصافها وطول الشورت, وعندما ظهر موضوع الإحتراف في كرة القدم ومسألة بيع اللاعبين بملايين الدولارات, خرج من يفتي بتحريم بيع اللاعبين بل وأيضا تحريم التكسب من لعب الكرة, لأن في رأيهم... اللعب واللهو لا يجب أن يكونا مصدرا لرزق الإنسان......
ثم ظهرت هذه الفتوى الأخيرة والتي لعبت بمشاعر الملايين من عشاق الساحرة المستديرة, وكان سببها قيام الكثير من لاعبي كرة القدم بالسجود شكراً لله عقب إحراز الأهداف, فأثارت هذه السجدة جدلا فقهيا بين عدد من العلماء والفقهاء، بعد أن أصدر أحد العلماء السعوديين فتوى تؤكد عدم جواز سجود اللاعبين باعتباره فعلاً مسيئاً للإسلام.

الفتوى
وصاحب هذه الفتوى هو الدكتور صالح بن مقبل العصيمي- عضو الجمعية الفقهية السعودية – وقد تساءل العصيمي في نص فتواه هل تسجيل الهدف نعمة يشكر الله عليها أم لا؟ إذا كان نعمة فيجب على من يقول بهذا أن يجيز وأن يدعو في صلاة الجمعة وغيرها بأن يجلب النصر والفوز، ثانياً: هل سجود الشكر وسيلة دعوية؟ وبظني أنها مجرد حركات لا تقدم أي معلومة إلى مَن يراك من غير المسلمين، ومن الممكن إذا سجد لاعب في أحد الدوريات الأوروبية ستعتبرها جماهير فريقه تحية منه لهم، في حين أن جماهير المنافس سيعتقدون أنها حركة لاستفزازهم من قبل هذا اللاعب المسلم ويشوّه صورة الدين الإسلامي في الخارج وربما كرهوا الإسلام بسببه".

ولا أدري ما الإستفزاز الذي يسببه لاعب سجد لله شكرا؟؟ ولو فرضنا أن الجمهور المنافس شعر بالإستفزاز فما المشكلة؟؟  فهناك الكثير من اللاعبين الأفارقة الذي يقومون بحركات عقائدية لا نفهمها, وأكثرهم يضع تمائم وأعمال السحر في هدف الخصم اعتقادا بجلب الحظ السيئ لهم, وأغلب الأوروبيين يؤدون صلاة المسيحيين وهي رسم الصليب على الوجه والصدر, وهناك من يقوم بالرقص الجماعي أو القفزات البهلوانية في الهواء... ولا أرى الفِرَق المنافسة أو الجماهير  تتأثر بكل هذا, لأن هكذا هي الرياضة....منافسة ومحاولة زعزعة ثقة المنافس واستفزازه. 
وأشهر السجدات التي انفعلت وتأثرت بها الجماهير العربية... سجدة المصري أبو تريكة في كأس الأمم الإفريقية,  والمالي فريدرك كانوتيه مع منتخب بلاده, والمصري عمرو زكي, والغاني سولي مونتاري لاعب إنتر ميلان, والإماراتي محمد الشحي لاعب الوحدة ، والمالي سيدو كيتا لاعب برشلونة.
وأما السجدة التي أثارت جدلا شديدا حول نية اللاعب – غير المسلم-  فهي سجدة تيري هنري لاعب أرسنال لإنجليزي, وقد زال الغموض بعد تصريحات هنري لقناة الجزيرة بتفكيره في اعتناق الإسلام.



تيري هنري لاعب أرسنال



وعند إستطلاع آراء الجماهير...إنقسم الناس إلى فريقين - تماما  كما في كرة القدم –بين مؤيد للفتوى ومعارض لها.

الفريق المؤيد للفتوى :

ربما كانت الطهارة مفتقدة
يقود الفريق أ.د. عبد الفتاح إدريس- أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة والخبير بالمجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي -  ويؤكد أن سجود اللاعبين في أرض الملعب عند إحراز هدف هو من قبيل سجود الشكر, إلا أنه يشترط له أن يكون اللاعب علي طهارة عند السجود, وأن يكون الموضع الذي يسجد عليه طاهرا, وربما كان كلاهما مفتقدا في حق من يسجد للشكر من اللاعبين .

المسألة لعب ولهو
ويؤيد الشيخ عماد المهدي – داعية إسلامي- هذه الفتوى أيضا ويقول قبل ان نسأل سجود اللاعب فى الملعب يجوز أو لا يجوز...يجب أن نعلم  لماذا نسجد شكرا، والسجود دائما لايتم الا لحصول خير أونعمة أحلت بالعبد, أو نقمة رفعها الله عن  العبد لذا يسجد العبد لله شكراً.
فردريك كانوتيه
ويتساءل المهدي هل تسديد الهدف في مرمى المنافس نعمة أحلت بالعبد يستوجب عليها السجود لله شكرا؟؟؟ أم المسألة كلهالا تتعدى اللعب واللهو؟؟؟؟ فاذا كانت المسالة لعبا ولهوا فهل يستوجب ذلك السجود لله فى الملعب؟؟؟؟ أظن أنه لا يجوز  والله تعالي أعلى وأعلم.

أرض خصبة للفتن الطائفية
ويتعجب خالد شعراوي من سجود اللاعبين ويقول ليس من الواجب ولا المعقول السجود شكرا لله علي هدف لايغني ولا يسمن من جوع, ولكن الشكر لله لابد أن يكون على شيء أسمي من ذلك مثل الشكر علي نعمة الصحة أو نعمة الستر, ويضيف شعراوي أصبحت الملاعب أرضا خصبة للفتن الطائفية والعقائدية بين اللاعبين, لذا يجب إبعاد أي شعائر دينية أو طقوس عقائدية عن ميدان الرياضة.
سيدو كيتا لاعب برشلونة

تعصب أعمى
وينحاز أحمد سالم لهذه الفتوى بشدة لأنه يرى أن لعبة كرة القدم يكثر فيها التعصب الأعمى والفتنة وترك الصلاه وغيرها, واللاعب الذي يسجد لله في الملاعب غالبا لايستقبل القبلة ولايكون على طهارة.



شورت فوق الركبتين
ومن المؤيدين أيضا عبد الله جابرالذي يتعجب من سجود اللاعبين وهم يرتدون شورت فوق الركبتين!!!! ويسخر جابر من هؤلاء اللاعبين  ويقول لماذا يسجدون؟؟؟ لو السجود شكرا لله, فالشكر على ماذا ؟؟؟ على تضييع الوقت وهدر أموال الشعوب  وإلهائهم في ما لا يفيد ولا ينفع؟؟؟؟

طقها وإلحقها
ومعهم على نفس الرأي عبيد أحمد الذي يقول يجب أن نوقر ونُجِّل العبادات والتشريعات عن لعبة كرة قدم, فالسجود عبادة واللعبة تبقى لعبة ولا تستاهل السجود عند إحراز الهدف فهي كرة (طِقها وإلحقها).


وأما الفريق المعارض للفتوى:
تعبير عن الفرحة
على رأسه الدكتور عارف الشيخ – مستشار الأمور الأسرية بمحاكم دبي-  الذي يوضح أن الإسلام يفرق بين العادة والعبادة كما أنه يبني الأعمال على النية, لذلك فإنه من الصعب جدا أن نُحرًِم مثل هذا إذا كان مجرد تعبير عن الفرحة, وسجدة الشكر ذهب جمهور العلماء إلى أنها مستحبة لمن تجددت له نعمة أو  صُرفت عنه نقمة, وقد ورد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يَسُرَّه أو بُشِّر به خرَّ ساجدا شكرا لله. ويذكر قول الإمام الشوكاني: ليس في الأحاديث ما يدل على أن سجدة الشكر تحتاج إلى وضوء وطهارة ثياب ومكان أو تكبير بل يخر ساجدا سجدة واحدة.
ويؤكد الشيخ أن سجدة الشكر لا تتعدى كونها شكرا لله على إحراز الفوز, فبما أن لعب الكرة مباح والفوز به مباح, فإن الشكر لله على الفوز مباح أيضا.



كانوتيه يرتدي فانلة فلسطين



الرياضة موجبة للإحترام
وفي نفس الفريق المعارض يقف الدكتور عبد الله النجار- عضو مجمع البحوث الإسلامية- ويؤكد أن شكر الله يجب على كل إنسان في كل الأحوال عندما يحصل للإنسان نعمة, وفي وقتنا الحالي أصبحت الرياضة شيئا موجبا للإحترام ويحضرها رؤساء الدول, وإرتفعت مكانة اللاعبين في المجتمع بصورة كبيرة.
ويستنكر النجار الآراء التي تقول بعدم أهمية الرياضة وبأنها ملهاة, ويقول بل على العكس من ذلك فقد أصلحت الرياضة الكثير من شباب الأمة وتغيرت نظرة المجتمع للرياضيين. ويضيف النجار...أننا في الحقيقة نحن نعاني مرارة الفراغ العقلي والثقافي لمصدري مثل هذه الفتاوي, ويجب أن نعني بالأمور التي تشغل بال المسلمين ولا ننشغل كثيرا بمثل هذه الفتاوي التي تبعدنا عن قضايانا المهمة .

ما الإستفزاز في ذلك؟؟
ومعهم أيضا الشيخ حامد عبد الله- إمام وخطيب - الذي يقول أنه ينبغي على الرأي الرافض لسجدة الشكر أن يأتي بأسانيده, ويؤكد: "كعب بن مالك سجد شكرا لله بعدما بُشر بتوبة الله عليه, وكل إنسان يشكر الله على أية نعمة.. لاعب كرة القدم يشكر الله بعد تسجيل الهدف لأنه سيشتهر وسيزداد ثمنه أو لأي شيء  آخر.
ويتساءل عبد الله ما الاستفزاز في سجدة الشكر؟؟ونحن  نرى قيام بعض اللاعبين بعلامات الصلاة في المسيحية (بالتصليب على رأسه) عند تسجيل الأهداف، فلماذا تكون سجدة الشكر استفزازا وتعتبر واقعة التصليب غير مستفزة للعالم الإسلامي؟؟



 المالي فريدرك كانوتية لاعب اشبيلية يقرأ الفاتحة قبل نزول الملعب

ليس بدعة
وأعلن الدكتور جودة عبدالغني بسيوني- أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الازهر- رفضه الشديد للفتوى مؤكداً مشروعية سجود لاعبي الكرة لله....فاللاعب الذي يسجد, يشكر الله تعالى على نعمة توفيقه لإحراز هدف، فهو يرى أن إحرازه لهذا الهدف نعمة تستوجب الشكر,  وأكد بسيوني أن سجود لاعبي الكرة يعد إقامة لشعيرة وهي شكر الله, ولا يعد بدعة أو أمراً مكروهاً.

سجدة غالية
يعارض أحمد جبر هذه الفتوى بشدة, ويقول بل على العكس فسجود اللاعب وخاصة في بلاد الغرب هو تعريف للغير بالاسلام, كما حدث مع سيدو كيتا لاعب برشلونة,وعمرو زكي وكانوتيه... وتلك السجدة في ذاك المكان البعيد غالية جدا لأن الله وحده هو الأعلم إذا كان هناك من سيسجد على هذه الأرض مرة أخرى أم لا؟؟؟ وكم هو مفرح رؤية المسلم الناجح وألا تقترن صفة الفشل دوما بالمسلمين.

لا ينسب الهدف لنفسه
ويوضح ممدوح طُلبة أن سجود اللاعب لله يعني أنه لم ينس الله عزوجل مع فرحة الهدف وهتاف المشجعين له, ويؤكد أن الذي يسجد لله أفضل من الذي يتراقص ويغتر بنفسة وينسى الله عزوجل, فهذه السجدة تؤكد أن اللاعب ليس متكبرا ولا ينسب النعمة لنفسه بل ينسبها لله تعالى.


الأعمال بالنيات
ويشير أشرف عبد المحسن أن الكثير من الناس ينفرون من كلمة فتوى بسبب هذه الفتاوى الغريبة...ويقول إنما الأعمال بالنيات ومن يسجد في ملعب أو في صحراء أو على جبل أو في بيته أو في مسجد فهو يسجد لله وحده.

قدوة حسنة
ويرى وائل سالم  إن إحياء شعيرة من شعائر الإسلام وهي السجود لله ليس عيبا أو معصية أو إستفزازا لأحد, بعد ان اختفت من حياتنا وصار أكثر الشباب لا يعلمون عنها شيئا, وفي الوقت الحالي أصبح اللاعب المتدين قدوة حسنة لكثير من شباب الوطن العربي.

هيئة موحدة للفتاوي
وهناك أيضا عشاق للكرة من الجنس الناعم يعارضن الفتوى, فتتعجب إيمان طاهر من كثرة الفتاوى في الشهور الأخيرة, فمن فتوى قتل ميكي ماوس وفتوى جلد الصحفيين وفتوى النقاب أبوعين واحدة وفتوى ضرب الأزواج ووصولا إلى فتوى تحريم السجود, وكل هذه الفتاوى أثارت الجدل والبلبلة لمدة طويلة.
وتهيب طاهر بولاة الأمور في العالم العربي والإسلامي بضرورة وجود هيئة دينية عليا من علماء الإسلام لإصدار الفتاوي ولا تُقبل أي فتوى من غير هذه الهيئة.

مشهد لا يُنسى
لا ينسى أحمد إبراهيم مشهدا رآه في التلفازللاعب ريال مدريد المالي مامادو ديارا عندما سجل هدفه ثم سجد وسط الملعب, ويقول شعرت أن هذه السجدة هي أكبر رسالة من المسلمين لكل الدنيا, وأنه يجب على المسلم أن يكون سفيرا للإسلام بتواضعه لله وإتقانه لعمله.

دعاة للإسلام دون أن يشعروا
ويعارض الفتوى أيضا عمرو محمد ويؤكد أن سجود اللاعب المحترف في بلد غير مسلم شكرا لربه أو قيامه بأي أفعال حميدة أخري تساهم في تحسين صورة المسلم في هذه البلاد, لأنهم يكونون دعاة للاسلام دون ان يشعروا, مما يؤدي إلي نشر دين الله في هذه البلاد.

موقف أبو تريكة وكانوتيه
ويؤكد حازم حازم أن سجود اللاعب يُعبِّر عن تديُّن وإيمان  اللاعب وأيضا تواضعه وخضوعه لله, ولا عجب أن يتخذ الشباب مثل هؤلاء اللاعبين قدوة لهم, ولا ننسى موقف المالي كانوتيه من قضية فلسطين وكان يرتدي قميصا عليه اسم فلسطين بكل اللغات, وعندما قررت السلطات الأسبانية هدم أحد المساجد لتحويله لغرض آخر, فقد تبرع كانوتيه بنصف مليون دولار لمنع إزالة المسجد الوحيد في مدينة الأندلس.....











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق