الأربعاء، 22 فبراير 2012

الاستعانة بالجن



العلاج بالقرآن والاستعانة بالجن
مستحدثات وبدع مضلة

بقلم: سوسن سحاب















فضائيات السحر ضلال في ضلال               
لا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم
هذه الفاتحة!! فأين يد عمر؟
لم نسمع عن صحابي يعالج بالقرآن
أكثر المعالجين دجالون


أفكار بائدة لم تندثر
لم أفكر في هذا التحقيق من قبل لأني كنت أظن أن الوعي الديني والثقافي لدى الناس قد أنهى هذه الحكايات القديمة والأفكار البائدة..... ولكني إصطدمت بواقع مرير أن بعض الناس مازال يسيطر عليها تلك الأفكار بشكل يدعو للدهشة!!

أفغير الله تتقون؟؟
ووجدت أن هذه الأفكار زادت عن حدها بل أصبحت هناك قنوات فضائية مخصصة لهذا العبث وللعب بعقول من يصدقونهم, وأتعجب كيف يستعين إنسان بأحد- غير الله سبحانه- ويصدق لدرجة اليقين أنه سيقدر على حل مشكلته؟؟ وكأنه يقول – والعياذ بالله- أن هناك من هو أقدر من الله سبحانه بحل مشكلته!!! وهذا التصديق أشد أنواع الشرك والعياذ بالله "وَقَالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ* وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ *".


الطبيب أم الدجال؟؟
ولن نتحدث هنا عن السحر والمسحورين ولكن سنتحدث عمن لديهم أمراضا عضوية يمكن علاجها عند أي إختصاصي ولكنهم يذهبون إلى المشعوذين أو الدجالين بحجة أنهم معمول لهم عمل!!
وفي الحديث "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد" وأيضًا "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله" وهذا الحديث يعطى كل مريض أملاً في العلاج بإذن الله، وأيضا يعطى كل طبيب أملا وحافزا في اكتشاف علاجات جديدة....وبفضل الله فقد اكتشفت علاجات عديدة لأمراض مستعصية.


ليس لها أصل
وكل هذه الأمور مستحدثات وبدع مضلة ولو كان لها أصل عند علماء المسلمين لكنا سمعنا به.... ولم نسمع عن أحد من الصحابة فتح بيته للعلاج بالقرآن, ولا علمنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم وهو خير أطباء الروح والنفس فعل ذلك, بل شرع الطب والتداوي وكان يتخير أمهر الأطباء, وقد برز من العرب الكثير من الأطباء ولكننا لم نسمع عن معالج واحد بالقرآن أو عمن اشتهر بتسخير الجان, بل لقد شاع الطب بين المسلمين وكانوا أئمة العالم في الطب مثل أبي بكر الرازي وابن سينا وابن رشد والزهراوي وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى.

بركة الشيخ أم دواء الطبيب؟؟
ولأن المسلمين أخذوا بسنة الله ورسوله، فقد اعتمدوا على الطب ولم يعتمدوا على الشعوذات والسحر المنتشرين في الأمم السابقة، ولم يتخذوا التمائم والأحجبة التي اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم نوعا من الشرك....وأما الآن فنجد الناس تتقدم للوراء وبدلا من الذهاب لعلاج أمراضهم عند المختصين فإنهم يطلبون بركة الشيخ فلان الذي يعجز عن العلاج فيظل يطلب أموالا ويكتب في أحجبة وطلاسم لا تضر ولا تنفع, وبعضهم يضرب المريض ضربا مبرحا بحجة إخراج الجن من جسده, وكم سمعنا وقرأنا عن أشخاص ماتوا تحت يد المشعوذ!!!
أما إذا سُحِر الإنسان فيمكن أن يعالج بالرقى والأذكار وكثرة الإستغفار وهذا موضوع آخر سنتناوله لاحقا إن شاء الله. 




أين يد عمر؟
وعندما عاد - زار- عمر بن الخطاب رضى الله عنه أحد المرضى وقرأ عليه الفاتحة واضعا يده على الجزء المريض فبُرىء الرجل بفضل الله فلما استشهد عمر, ومرض الرجل ثانية طلب ممن يعودوه أن يقرأوا عليه الفاتحة مثل عمر فلما قرأ الراقى الفاتحة واضعا يده عليه, ثم قال له: كيف حالك؟ قال له: كما أنا, فقال الراقى: والله إن الفاتحة هى الفاتحة ولكن أين يد عمر؟

نظرية المؤامرة
ولست ممن يقولون بنظرية المؤامرة...ولست أيضا ممن يلقون بأخطائهم على شماعة الغرب!!!ولكن في هذه المرة سأقول نعم....فقد اعتمد الغرب الشعوذات والسحر منذ قديم الأزل, وللآن فأكثر الكتب مبيعا في الغرب هي كتب الأشباح والأرواح, ونجد العرافين الذين يلجأ إليهم الرؤساء بشكل علني, والتنويم المغناطيسي الذي يحاول فيه المُنوِم التأثير على شخص وتنويمه والتحدث إليه عبر وسيط, ولديهم أشهر برامج السحر مثل (ديفيد كوبر فيلد). فلماذا لا نأخذ من الغرب إلا الأسوأ؟؟

وفي السطور القادمة سنتعرف على بعض الآراء وأيضا رأي الدين.....

كونترول الثانوية
تحكي ي.س. - مدرسة- عن تجربة شخصية وتقول أخذتني إحدى قريباتي التي لا تنجب, لأحد السيدات وقالت هي تعرف كل شيء وبعد الجلسة قالت السيدة لقريبتي إن الجان يقول معمول لك عمل من إمرأة بيضاء قصيرة, ثم التفتت لي بعدما علمت أني مدرسة وقالت ابني في الثانوية العامة هل تعرفين أحدا في الكونترول؟ فقلت وهل فشل الجان أن يأتيكِ بالنتيجة؟

أحجبة في كل شيء
ويقول ع.ش. - موظف- بأسى زوجتي قلبت البيت جحيما, فنحن لم ننجب إلا بناتا وهي تريد ولدا ظنا أني سأتركها من أجل ذلك!!وأخبرتها مرارا أن السبب في تحديد جنس المولود هو الأب ولكنها لم تقتنع, بل تأخذ أموالي لتعطيها للدجالين لعمل أعمالا لي!!! ودائما ما أجد أحجبة مخبأة في المنزل حتى الأطعمة والأشربة تغيَّر طعمها, وأصبحت لا آكل ولا أشرب في بيتي خوفا من التسمم!!! وكان الحل الأخير هو الزواج من إمرأة أخرى وأيضا رزقني الله فقط بالبنات.

دجال أم طبيب
وتستغرب أ.م. - سكرتيرة- من صديقتها التي تعاني من إنقطاع للدورة – وهي مازالت شابة صغيرة- ورغم ذلك لم تفكر بالذهاب إلى طبيبة أمراض نساء لتعرف علتها, بل تذهب وتضيع أموالها عند أحد العرافين الذي قال لها أن سبب الإنقطاع هو عمل وضعته إحدى القريبات في طعامها.

علاج الصداع
وتعاني م.م. - ربة منزل- من والدتها التي تصر على أخذها لهؤلاء المشايخ الذين استنفذوا أموالها, ما بين هندي وباكستاني وعماني وغيرهم...حتى تجد علاجا للصداع الدائم الذي يلازمها وأيضا لمعرفة لماذ تأخر زواج ابنتها الكبرى.

ضلال في ضلال
ويشير أ.د. عبد الفتاح إدريس- أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر والخبير بالمجامع الفقهية في العالم- إن من يتولون العلاج بالقرآن الآن أكثرهم دجالون ولن يتحقق على أيديهم شفاء المرضى الذين يرقونهم, وممارسة السحر حرام يكفر صاحبه به, ومن يمارسه لشفاء الناس من السحر كذلك, لقوله تعالى "واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر" وهذا دليل على كفر من يمارسه سواء لإيذاء الناس أو لنفعهم, وهو من أكبر الكبائر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم, ويجب على من يذهب إليه مريض أيا كان مرضه أن يرشده أولا إلى الذهاب إلى الأطباء, فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاد صحابيا مريضا لم يرقه, وإنما قال له "إنك رجل مفئود ( أي مصاب في فؤادك ) فائت الحارث بن كلدة فإنه رجل يتطبب, فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة ... " الحديث.
ويؤكد إدريس أن من يتولى إضلال الناس عن طريق الفضائيات بالرقى ونحوها هم من الدجل بمكان ولا ينبغي للناس أن تأبه لما يبث بها فإنه ضلال في ضلال وليس من الشرع في شيء .

صدقك وهو كذوب
ويرى الشيخ سالم الدوبي- واعظ بدائرة الشئون الإسلامية بالشارقة- أنه لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ولا الصحابه استخدام الجن في العلاج,والجن عالم غيبي لا يُشاهد فالاستعانة بهم استعانة بغائب ومن شروط الاستعانة الصحيحة أن تكون بحاضر قادر على دفع الضر، والحديث يخبر عن كذب الجن "صدقك وهو كذوب" وأيضا " فيكذب معها مائة كذبة"، فكيف يصدقون فيما يخبرون به؟ ويضيف من المعلوم أن الجن خلقوا من النار والنار خاصيتها الإحراق فيغلب على طبعهم الظلم والاعتداء وسرعة التقلب, ولهذا قال تعالى في سورة الجن:"وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا" وقاعدة الشريعة مبنية على سد الذرائع التي تفضي إلى الحرام، والاستعانة بالجن من هذا الباب.
ويؤكد الدوبي أن ما تبثه فضائيات السحر والشعوذة من أسباب انتشار هذه الظاهرة وهذه البرامج تؤثر على عقيدة المسلم وتسهم في تفشي الخرافة والجهل وانتشار البدع والشرك بالله, وتصديق الكهنة والسحرة والمشعوذين والإنجرار وراءهم إلى أعمال السحر المحرمة المؤدية إلى اهتزاز عقيدة التوكل على الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق