الأربعاء، 22 فبراير 2012

حوار مع الغرب, تحريم الخمر


حوارات مع الغرب
تحريم الخمر "أم الخبائث"


                                                               

بقلم: سوسن سحـــاب

الرسول صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرا
الكحول يسبب إنهيار المقاومة العامة لللجسم
الخمور أهم أسباب السكتة الدماغية
الاجتناب أقوى من التحريم
الخمر تصد عن ذكر الله وعن الصلاة
" ما أسكر كثيره فقليله حرام"


قالت باستغراب: لماذا يُحَرِّم دينكم الخمر؟
قلت: دعيني أجيبك بسؤال, هل تبيح القوانين الوضعية في أي مكان في العالم للفرد أن يقود سيارته مخمورا؟

ردت: بالطبع لا, فيمكن أن يؤذي الآخرين أو يؤذي نفسه.
قلت: لقد أصبت الهدف. فهذه هي علَّة التحريم منع إيذاء النفس أو الغير, والإنسان يؤذي نفسه من أول كأس يشربها, فالكحول يسبب انهيار المقاومة العامة للجسم وبالتالي يصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة والالتهابات الجرثومية والفطرية والفيروسية, وهو يؤدي إلى موت بعض خلايا المخ ذلك لأن الكحول يعمل على انقباض الأوعية الدموية في المخ فينخفض تدفق الدم فيها جدا, مما يحرم بعض خلايا المخ العصبية من الأوكسجين الذي يتيح لها أن تقوم بوظيفتها بشكل مناسب, وكذلك يؤدي إلى ضمور خلايا المخيخ وذلك نلحظه في فقدان السكران لتوازنه, وهذه الآثار تبدأ من الكأس الأولى للمرة الأولى وتزداد بزيادة الشرب, ولذل فقد حرم الحديث حتى القليل من الخمر " ما أسكر كثيره فقليله حرام"
ولقد أثبت العلم أن تناول الخمور هو من أهم أسباب السكتة الدماغية, وهو المسبب لكل أمراض الجهاز الهضمي بداية من الفم وصولا إلى فتحة الشرج ومروراً بكل الأجهزة الحيوية الداخلية, فضلا عن الإصابة بالسرطانات المختلفة- أعاذنا الله منها- ناهيك عن تأثيره على القلب والأوعية الدموية.أما إيذاء الآخرين والأخطر من القيادة مخمورا, هو أن يقع على أحد من محارمه وهو لا يدري.

قالت بانقباض: إن سببا واحدا مما ذكرتي كفيلا بجعل أي إنسان يقلع فورا, ولكنهم يقولون أنه لم تنزل آية في القرآن عن تحريم الخمر وهذا كلام بعض المسلمين منكم أنفسكم.
قلت: نعم لا توجد آية في القرآن الكريم فيها نص حُرم الخمر, ولكن يوجد ما هو أشد وأقوى من ذلك وهو الإجتناب ونقول لمن يردد هذا القول إنك لا تفهم مدلولات اللغة ولا مدلولات القرآن, فالإجتناب أقوى من التحريم بدليل أن الإجتناب أتى في قمة العقيدة وفي قمة الإيمان,قال تعالى "وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ" وقال تعالى "فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ". فهل يدل هذا على أن عبادة الشيطان والأصنام ليست محرمة بل مكروهة؟ فالمعنى الحقيقي الواضح بنص القرآن الكريم بأن الإجتناب أقوى من التحريم بمئات المرات.

قــالت: مازلت لا أفهم الفرق بين التحريم والإجتناب!
قلت: التحريم لا يمنع تعاملك مع المُحرَّم عليك, مثلا في آية "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ "  هل يحرم هنا على الرجل أن يتحدث أو يتعامل مع كل محارمه؟ بالطبع لا, وآية " إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"  بمعنى لو كان الإنسان في مجاعة, أو في صحراء جرداء, وليس أمامه إلا الميتة, فهنا شرط الاضطرار سيبيح له أكلها على قدر حاجته الضرورية, وصحيح أن أكل الميتة سيضره, ولكن عدم الأكل سيميته.
أما الإجتناب فمعناه البعد بالكلية وعدم الإقتراب من أي طريق يوصلك إليها, فعليك عدم الجلوس مع من يتناولها,أو الإقتراب منها بأي شكل من الأشكال من أول بذرتها وزراعتها وحصادها وعصرها وتخميرها وتعبتئها وتجارتها وحملها وتقديمها لشاربها, وفي الحديث "إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها ومسقاها".
فالإجتناب أقوى في التحريم فمعناه أنه ممنوع على المسلم أن يتواجد مع الخمر في أي مكان أو مع أناس يتناولونه, لذلك حينما إستخدم سبحانه وتعالى "اجتنبوه" في تحريم الخمر كان يريد أن يجعل هذا التحريم في أقوى صوره وفي أقوى درجاته .
والله عز وجل حين أمر آدم وحواء بالإمتناع عن الأكل من الشجرة, لم يقل لهما لا تأكلا من هذه الشجرة, بل قال "لا تقربا هذه الشجرة" فكأن محارم الله يجب أن تبتعد عن نطاقها ولا تقاربها أبداً, لإن الإقتراب فتح لباب هوى النفس وإغراء الشيطان....

هل يختلف إثنان عن أن الزنا حرام؟ 
قالت: بالطبع لا....الزنــا حرام في كل الديـــانات.
ومع ذلك فإن آية تحريم الزنا  ليس فيها كلمة تحريم بل قال تعالى "ولا تقربوا الزنا".




قالت: ولكن لماذا لم ينزل أمر تحريم الخمر مرة واحدة قاطعة؟
قلت: لقد راعت الأحكام الشرعية المجتمع الذي نزلت عليه, وهذه الآيات قد نزلت على قوم كانت الخمر بالنسبة للكثير منهم كالماء, ولذا راعت الأحكام الإلهية التدرج, حتى تقوى النفس البشرية على الإحتمال, وهذا أمر طبي بحت, فأنت لا تستطيع أن تمنع ما يجري في العروق مجرى الدم دفعة واحدة, بل لقد حرص القرآن على تحريم الخمر على 3 مراحل, وكان أول ما نزل قوله تعالى "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا" فبدأ الناس يتنبهون إلى آثام الخمر وهي تقطيع الأواصر والصد عن ذكر الله وعن الصلاة, ثم حدث أن أحد الصحابة دخل الصلاة إماما للناس وهو سكران وقرأ قوله تعالى "قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون" بدون أن يذكر "لا" النفي فصار النطق كفرا, فنزلت آية " يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون".


ومــاذا حدث بعد ذلـــك ؟؟
ثم كان التحريم النهائي في الآية " إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون" وحين سمعها المؤمنون قالوا:قد انتهينا يا رب،قد انتهينا يا رب

قالت:نعم يجب على كل عاقل معرفة أضرار الخمر حتى ينته.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق