الأربعاء، 22 فبراير 2012

حوار مع الغرب... رمي الجمرات


حــــوار مع الغــرب


                                رمــي الجمـــــرات












حوار: سوسن سحاب

سبع حصيات لرجم الشيطان
الشيطان يؤذيه طاعة المؤمنين لربهم
" إنا سمعنا قرآناً عجباً"
الجن فيه المؤمن والكافر


سألتيني في آخر لقاء لنا, عن قذف الحجارة في الهواء على شئ وهمي, وأنا بدوري أريد أن أسألك هل رأيتي الشيطان؟

أجابت بسرعة, بالطبع لا, ولم أسمع من قبل عن أحد رأى الشيطان
قلت: ونحن لا نقذف الحجارة على شئ وهمي, بل نحن- معنويا- نرجم (إبليس) الشيطان الرجيم.

قالت: ولماذا ترجمونه؟
قلت: هل تذكرين قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام؟؟

قالت: نعم, وقد تأثرت بها جدا
قلت: عندما أخذ إبراهيم ابنه, إلى (مِنى) ليذبحه؟ عرض له الشيطان وأخذ يوسوس له...ويثنيه عن عزمه حتى يعصى أمر الله ويحيد عن الطريق المستقيم.

ومــاذا حـدث؟؟
 ذهب إبراهيم بابنه إلى جمرة العقبة فسبقه الشيطان وجعل يغريه, ويذكره بإنه إبنه الوحيد الذي أتاه في الكبر وأنه سنده الوحيد...

ومــاذا فعــل إبـراهيــــم؟؟
أخذ إبراهيم عليــه الســلام سبع حصيات ورمى بها الشيطان, ثم ذهب وأتاه عند الجمرة الوسطى فرماه إبراهيم أيضا بسبع حصيات.


قالت: لو كان النبي إبراهيم رأى إبليس ورجمه فأنتم الآن لا ترونه...فكيف ترجمون ما لا ترونه؟
قلت: رمي الجمار اقتداء بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وسُنَّة أبينا إبراهيم عليه السلام في عداوته للشيطان ورميه, وقال تعالى "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم"
ونحن ولو كنا لا نرى الشيطان, فإنما هذا الرجم رجما معنويا لأن الشيطان يؤذيه طاعة المؤمنين لربهم وامتثالهم لأوامره...


إذاً مسألة الرجم مسألة رمزية؟؟
نعم فالرمي رمز وإشارة إلى عداوة الشيطان التي أمرنا الله بها في قوله تعالى "إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً".
بالإضافة إلى ما يشتمل عليه رجم الجمرات من التكبير والدعاء وهذا ما يؤذي الشيطان ويجعله يتصاغر.


قالت: إذن فأنتم في عداوة أبدية مع الجن؟
قلت: لا, لسنا في عداوة مع الجن ولكننا في عداوة مع الشيطان.


قالت باستغراب وهل هناك فرق بين الجن والشياطين؟
قلت:بالتأكيد...فالجن أمم أمثالنا, وهم مُكلفون مثلنا تماما بعبادة الله, "وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون" وفيهم المؤمن "قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً" أما الشياطين فهم الجن الكافر فقط "وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً".

قالت باستغراب وهل أرسل الله رسولا إلى الجن وسيحاسبهم يوم القيامة أيضا؟؟ 
قلت: نعم, فقد بُعِث النبي صلى الله عليه وسلم, إلى "الثقلين" الإنس والجن, "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" , ويوم القيامة سيُشهد الله الإنس والجن على أنفسهم, وقال تعالى: "يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا".


قالت: لقد تفاجأت عندما علمت بوجود جن مؤمن.
قلت: بل أزيدك, أن منهم من هم دعاة إسلاميين, يدعون قومهم لاتباع الطريق المستقيم، قال تعالى: "وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلمّا قضي ولَّوا إلى قومهم منذرين* قالوا يا قومنا إنّا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم* يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم".


قالت: لقد عرفت عن رجم الجمرات والجن, وأريد أن أعرف الآن لماذا تغدون جيئة وذهابا في هذا الطريق الطويل؟
قلت: تقصدين السعي بين الصفا والمروة, إن لها قصة عظيمة ستتشوقين لسماعها إن شاء الله في لقاء قريب.


إضافة تسمية توضيحية









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق