الأربعاء، 22 فبراير 2012

المرأة االداعية أقدام ثابتة أم خطوات متعثرة


المرأة الداعية..
أقدام ثابتة أم خطوات متعثرة
عائشة أم المؤمنين فقيهة نساء الأمة
المرأة أقدر علي دعوة بنات جنسها من الرجال
ليس من حق أي رجل مصادرة رأي المرأة
مُنَافِسَة للرجل أم شريكا له في الدعوة إلى الله
قال تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" وهذه الآية تُبين أن الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة على طائفة من الأمة، ولكن الآية الكريمة لم تختص الرجال دون النساء بالدعوة بل هي للمفلحين المصلحين من رجالٍ ونساءٍ مُهمتهم إرشاد الناس إلى طريق الهداية والصلاح.
وقد برز الكثير من الدعاة الرجال في الوطن العربي وعلى سبيل المثال لا الحصر...الغزالي وابن باز والشعراوي وابن عثيمين والقرضاوي وغيرهم...أضاءوا الطريق أمام الناس فأناروا حياتهم ليعرفوا الحق من الباطل.ولكن هل تحملت المرأة هذا التكليف الإلهي؟؟ وهل أدت الدور المطلوب منها مثلها مثل الرجل؟؟  أم إنها مازالت في بداية الطريق الدعوي؟؟؟
بالرغم من أن هذا الدور ليس جديدا على المرأة.. فلو نظرنا إلى الوراء لوجدنا أن دور المرأة الدعوي برز منذ بدء الإسلام, فإمرأة مثل السيدة عائشة رضي الله عنها كانت عالمة فقيهة بل كانت فقيهة نساء الأمة, ولم يوجد من هو أعلم منها في زمانها من النساء أو حتى الرجال!! وكيف لا وقد كان الوحي ينزل في حجرتها, وكانت تنهل من المعين النبوي ليلا ونهارا.
وفي عصر قوة الإسلام الذي أعطى المرأة كل حقوقها فتفرغت للتفقه في الدين, فنبغت نسوة في علم لا يتقن أصوله سوى نخبة من الرجال.. فهناك شهدة بنت أبرى التي أخذ عنها العلم الأئمة السمعاني وابن عساكر وبن قدامة وابن الجوزي ومنحتهم إجازة علمية بالرواية والحديث, ومن يجهل السيدة نفيسة رضي الله عنها- حفيدة الحسن سبط النبي صلى الله عليه وسلم- وكان لقبها"نفيسة العلم" لكثرة علمها وتفقهها في الدين, وكان من أبرز تلاميذها الإمام الشافعي رحمه الله.  .
ثم جاءت عصور ضعف الدولة الإسلامية فكانت المرأة مسلوبة الحقوق والإرادة, وفي العصر الحديث بدأت المرأة تناضل من أجل استعادة حقوقها التي منحها لها الإسلام, وكانت تتخطى العراقيل التي توضع في طريقها الواحد تلو الآخر وأهمها أن صوت المرأة عورة, بالرغم من عدم  وجود دليل واحد من الكتاب والسنة على ذلك, بل الثابت هو العكس لقوله تعالى "وقلن قولاً معروفًا"،فكيف يكون الصوت عورة مع "وقلن"؟ وعندما جاءت المُجَادِلة "خولة بنت ثعلبة" تجادل النبي صلى الله عليه وسلم وتراجعه في الحكم على قضيتها لم يقل لها اسكتي إن صوتك عورة.
وفي مجتمعاتنا العربية حيث يفوق عدد الإناث الذكور بكثير, يجب أن يكون عدد  الداعيات والمفتيات أكثر بكثير جدا مما هو عليه الآن, حتى يتوازن عددهن بالنسبة لعدد النساء في المجتمع. وتوجهنا بالسؤال لبعض الناس... من الداعية التي تثق برأيها؟
الداعية زينب الغزالي
تقول حورية محمد- ربة بيت- لقد كانت الداعية الراحلة زينب الغزالي قدوة لنا في صغرنا, وكنا نتمنى أن نكون مثلها فهي صاحبة تاريخ طويل في الدفاع عن الإسلام، وقد كانت أحد أعمدة العمل الإسلامي النسائي في مصر والعالم العربي لأكثر من 50 عامًا,وقد لا تعرفها الأجيال الجديدة ولكن كبار السن أمثالنا يعرفونها جيدا.
الداعية زينب الغزالي
الداعية رفيدة الحبش
وتنضم هيفاء الحمادي- مدرسة- إلى محبي الداعية السورية رفيدة الحبش وتؤكد أنها كانت تجتمع مع عائلتها في رمضان لمتابعة برنامجها "حياة القلوب" باستمرار, فملامحها الهادئة وصوتها الرخيم يضفي على المشاهدين راحة نفسية.
Imageالداعية رفيدة الحبش
الدكتورة عائشة عبد الرحمن
وتدين هالة الشورى -موظفة بجامعة الأزهر- بثقافتها الدينية للدكتورة عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ", وتؤكد أن وعيها الديني ومعلوماتها قد استمدتها من كتابات "بنت الشاطئ" وكانت تنتظر مقالها الأسبوعي في جريدة الأهرام المصرية, وتقول أن كتبها "بنات النبي، نساء النبي، أم النبي، السيدة زينب" كانت نبراسا لها لمعرفة سيدات بيت النبوة.
  الدكتورة عائشة عبد الرحمن"بنت الشاطئ               
الدكتورة رقية المحارب
وتشاهد فاطمة عبد الله- طالبة شريعة- الداعية السعودية المعروفة د.رقية المحارب، وتقول عنها إنها ترتاح لفتاويها لأنها عالمة وتفتي في العديد من أبواب العلم المختلفة.
الدكتورة عبلة الكحلاوي
ويقول أحمد هلال- مهندس- أنه يجتمع مع أسرته لمشاهدة الدكتورة عبلة الكحلاوي أو كما يسمونها (ماما عبلة) فهي تتحدث بحنان كحنان الأم, وأحب الإستماع إلى أدعيتها المؤثرة, ويضيف بجانب دورها في خدمة الدعوة فلها دور بارز في خدمة المجتمع فقد أنشأت دور لرعاية الأيتام و المعوزين والأرامل و المطلقات.
    دكتورة عبلة الكحلاوي
الداعية نسيبة المطوع
أما فاطمة مبارك –مدرسة تربية إسلامية- فتقول أن الداعية نُسيبة المطوع هي من أقرب الداعيات إلى قلب المرأة الكويتية، وهي تُشرف على عدد من المشاريع الخيرية. وتضيف مبارك أن خطابها يتميز باتساع الأفق والموضوعية.

الدكتورة سعاد صالح
وتفضل مرفت علي- أمينة مختبر- تشدد الدكتورة سعاد صالح وتقول إنها من أبرز النساء الفقيهات اللاتي إتخذن مجال الإفتاء والدعوة وقد استحقت لقب مفتية النساء في مصر, لما لها من باع طويل في الإفتاء عبر الفضائيات والجرائد العربية في كل مجال يهم المرأة المسلمة.
الدكتورة سعاد صالح

الدكتورة ملكة زرار
أما سعاد زعل- موظفة-  فتميل إلى الداعية والمفتية الأكثر إثارة للجدل الدكتورة ملكة يوسف زرار, وتعجبها آرائها الجريئة ودفاعها الشرس عن الإسلام في كل البرامج.
 الدكتورة ملكة زرار

الدكتورة آمنة نصير
وتتخذ عائشة محمد- طالبة دراسات إسلامية- الدكتورة آمنة نصير مثلا أعلى وتقول إنها من أبرز الداعيات وصولاً إلى قلب الجماهير، كونها صاحبة آراء واجتهادات في معظم القضايا والمشكلات التي تمس المجتمع الإسلامي، ولها رؤيتها المتميزة في شتى القضايا الإسلامية التي تُطرح بين الحين والآخر على الساحة الإسلامية.
    الدكتورة آمنة نصير              .
وسألنا العلماء هل استطاعت المرأة الداعية أن تكون ندا للرجل في مجال الدعوة؟
   الدكتور عبد الصبور شاهين
قمة الإحسان
يؤكد الدكتور عبد الصبور شاهين- الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة- أنه لا بد في مجال المرأة من وجود داعيات للخير وهو أمر طبيعي لا غرابة فيه, وليس من حق أي رجل مصادرة رأي المرأة, وهناك الكثير من الداعيات من جامعة الأزهر وهن في غاية التوفيق وقمة الإحسان.
مضاعفة مجهودهن
ويقول الشيخ سالم الدوبي الواعظ بدائرة الشئون الإسلامية بالشارقة- أن عددهن قليل نسبة لعدد النساء بالمجتمع, وعلى الداعيات مضاعفة جهودهن لمجابهة ما تتعرض له المرأة من دعوات لتحررها من دينها وثقافتها الإسلامية.
ويطالب الدوبي بإيجاد مرجعية دينية نسائية وإعداد داعيات يحملن مؤهلات علمية عالية, كما لا بد من إنشاء مؤسسات دعوية نسائية تُعنى بالمرأة وتفتي بها لأن الجهود الجماعية تأتي دائما بالثمار المطلوبة.
أمامها شوطا كبيرا
ويرى أ.د.عبد الفتاح إدريس- أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة والخبير بالمجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي- أن تجربة المرأة الداعية ما زات في أول أمرها, ولذا فإن أمامها شوطا كبيرا لابد وأن تقطعه لإقناع بنات جنسها وغيرهن بالالتزام بشرع الله تعالي والدعوة إلي الله سبحانه, فلا ينبغي تعجل النتائج قبل الإيغال في التجربة, خاصة وأن بعض المجتمعات الإسلامية ما زالت تتردد في ظهور المرأة علي الفضائيات لممارسة الدعوة إلي الله تعالي, بحسبان ظهورها من وجهة نظرهم دعوة إلي الافتتان بها, وهو ما ينبغي سد الذريعة إليه, ولعل الأيام القادمة تثبت نجاح المرأة في نشاطها الدعوي أسوة بالرجل باعتبارها شقيقته في هذا المجال, خاصة وأن المرأة أقدر علي دعوة بنات جنسها من الرجال.

مجتمع ذكوري
ويُرِجع الشيخ محمد سلامة- واعظ بوزارة الأوقاف المصرية- السبب في قلة وجود الداعيات على الساحة وفي الإعلام إلى المجتمع الذكوري المتواجدة فيه, فهناك من يعيق عمل المرأة في المجال الدعوي, ولكن حين تفرض المرأة نفسها بقوة وتتسلح بالعلم الشرعي فإن وجودها يصبح أمرا واقعا مقبولا.
ويؤكد سلامة أنه لابد من توافر داعيات فوجود المرأة في هذا المضمار أمر ضروري لأن هناك الكثير من النساء يفضلن الإستماع إلى نساء مثلهن خاصة في الأمور الفقهية المتعلقة بالمرأة, فالمرأة أقدر من الرجل على فهم طبيعة المرأة.
الدعوة النسائية.. درجة ثانية
وتقول الدكتورة  أميمة عبد العزيز- الأستاذة بالمركز القومي للبحوث- آن الآوان أن تسير الدعوة النسائية في مسارها الصحيح بدلا من كونها دعوة من الدرجة الثانية, والحاجة ماسة في الوقت الراهن لوجود عدد كبير من الداعيات المسلمات اللاتي يستخدمن لغة العصر في الوصول إلى الملايين من أقرانهن في كافة المراحل العمرية والمستويات التعليمية والاجتماعية، وهو ما يمكن إذا تحقق أن يزيد الصحوة الإسلامية في المجتمع، في ظل حقيقة ثابتة أن المرأة تبقى في كل الأحوال هي الأكثر قدرة على التواصل مع بنت جنسها والتأثير فيها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق