الاثنين، 20 أبريل 2015

أنا من القاهرة -11 اخواتي في الرضاعة

أنا من القـــاهــــرة
11- إخواتي في الرضاعة





كل ما أذكره عن المدرسة اﻻبتدائية كان حصة الموسيقى وأبلة إنصاف مدرسة الموسيقى. . . 
كنت بعزف على اﻹكسليفون في صف تاني ابتدائي ومن صف تالت لحد ما خلصت المدرسة عزفت على اﻷكورديون...وكانت بتسمح لي آخد اﻷكورديون للبيت عشان أتدرب... 
وكانت المدرسة أمام البيت، لذا كانت أمي تقف في البلكونة لتشاهدني وأنا أعزف بلادي بلادي.... 

وكان المقعد الدراسي يكفي لأربعة تلاميذ...وكان يجلس بجواري من صف أول ابتدائي حتى نهاية المرحلة اﻻبتدائية ثلاث بنات أسمهم أميمة...أميمة عبد القوي وأميمة معروف وأميمة محمد.....

وكان والد أميمة معروف هو من يتولى مراسلة المدرسة لأي مشكلة تخصنا وكان دائما...

وكان دائما يبدأ يكتبنا هكذا ( أميمة + أميمة + أميمة + سوسن).

   أما الأولاد فكان معي أولاد الجيران مشمش (اسمه محمد) وسامح وسكر  (اسمه طارق ) وجمال ....وأبو جمال كان عنده محل أدوات منزلية كبير في الميدان، وهو كطفل كان يبدو رجل أو (معلم) صغير وكان مركز قوى ومصدر حماية بالنسبة لي، لو أي حد ضايقني في المدرسة أخبر جمال وهو يتكفل بهم.

وتتلخص سنين المدرسة الابتدائية في الموسيقى والرسم واللعب، لكن بالنسبة للدراسة كنت تلميذة شاطرة ودخلت أول ابتدائي وأنا أجيد القراءة والكتابة.

والسبب إنه كان بالقرب من بيتنا أحد الكتاتيب ( كتاب الشيخ عبد الرحيم) مثل الذي يوجد في الصعيد والأرياف وقد نزح الشيخ عبد الرحيم من بلدته بمحافظة قنا وجاء إلى القاهرة ليفتح الكُـتـَّـاب. واشترى بيتا من دورين أتخذ الدور اﻻول سكنا ﻷسرته الكبيرة..والدور الثاني كـُتـَّاب لتعليم أطفال الحي.

وكان الكـُتـَّاب لا يختلف عن كـُتـَّاب طه حسين في قصته ( الأيام) ولا عن كل الكتاتيب في الأفلام المصرية...وهي اجتماع الأطفال حول الشيخ وترديد سور القرآن الكريم خلفه بصوت عال، ثم نجلس حلقات لتعلم القراءة والكتابة، وقد التحقت بالكتاب في سن الثلاث أو الأربع سنوات،وتوقفت عن الذهاب عندما التحقت بالمدرسة في سن السادسة من عمري.

فدخلت صف أول ابتدائي وأنا أعرف القراءة والكتابة، في حين كان معظم زملائي مازلوا يتعلمون طريقة مسك القلم.


وأتذكر أول رحلة ذهبت إليها مع المدرسة كانت حديقة الحيوان بالجيزة....كانت أجمل مكان في مصر وقتها للصغار والكبار، والحديقة كانت كبيرة جدا جدا طبعا لأن مساحتها 80 فدان ....وكانت نظيفة وفيها كل أنواع الحيوانات وأجمل الأشجار....ومازلت أتذكر خطوات قدمي على الأرض المرصوفة بالزلط الملون.

ممرات حديقة الحيوان المرصوفة بالزلط الملون

لكن أكثر مكان عجبني في الحديقة كان الكوبري المعلق وطبعا عرفت قصته بعد كده، وقد نفّذه المهندس جوستاف إيفيل بين عامي (1875-1879)  بأمر من الخديوي إسماعيل.وهو نفس المهندس الذي صمم ونفذ برج إيفل في فرنسا، ولكنه بنى الكوبري المعلق قبل برج إيفل بعشر سنوات.






الكوبري المعلق في الحديقة

أما جيراني  وأصدقائي ومن هم في نفس سني...فكثير منهم أخوة لي في الرضاعة!!!

نعم....فقبل أن أولد بأيام قليلة توفيت  أختي الكبرى نفيسة رحمها الله، ولم تستطع أمي إرضاعي من شدة الحزن، فكانت كل جارة وصديقة تأتي لتعزي  أمي وترضعني. ...

ومن هنا كان لي الكثير من اﻷخوة  واﻻخوات في الرضاعة، وكان كل من يتقدم لخطبتي  من حيـِّنا أو أقاربنا وﻻ يلقى قبولا عند أمي، فكان السبب المنطقي في الرفض.......ده أخوكي في الرضاعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق