حكاية عصفور.......
حكاية عصفور....قد يراها البعض قصة مؤثرة حزينة، وقد يراها البعض الآخر قصة أخرى من قصص الناس المرفهة.
ولكني بأي حال لا أنتمي لذاك المجتمع المخملي، الذي يهوى تربية القطط الشيرازي أو الكلاب اللولو....ولكني أحب سماع زقزقة العصافير التي تذكرني بطفولتي والشجرة الكبيرة بجوار شباكي والتي كانت تزقزق العصافير فيها مع إشراقة الشمس وتوقظني من نومي.
وعندما أهدتني صديقتني زوج من طيور الحب سعدت كثيرا بهذه الهدية، في البداية كانا صامتين حتى تآلفا في البيت فأصبح صوتهما موسيقى تصويرية جميلة وأصبح وجودهما مكملا لعائلتنا الصغيرة.
وحقيقة كانا اسما على مسمى...(طيور الحب) فكانت قبلاتهما المستمرة مستفزة لمشاعر البشر الجافة المتحجرة....فالقبلات لا تتوقف إلا وقت الطعام.
وكأي أنثى حتى لو كانت عصفورة فإنها كانت (تشاغله وتناغشه) ثم تطير وتدخل بيتها الخشبي الصغير...وكان العصفور لا يجرؤ على الاقتراب من البيت...فقط يقف على الغصن الخشبي أمام بيتها ويزقزق فتخرج رأسها ويبدآن وصلة القبلات.
وهكذا استمر الحال ما بين زقزقة وقبلات، وقبلات وزقزقة...
وفي صباح حزين ذهبت لأطعمهما وجدت العصفورة مستلقية على أرضية القفص الذهبي، والعصفور فوقها يهزها كأنه يحاول أن يوقظها.....هذا الموقف ذكرني عندما توفيت أمي وكان أبي يهزها ظنا منه إنها نائمة نوما عميقا.....
أخرجت العصفورة من القفص وأنا في شدة الحزن، وبعد قليل كان العصفور يدخل رأسه داخل بيتها يبحث عنها ، ثم يقف على الغصن يزقزق كي تخرج له ، ثم يدخل يبحث عنها مرة أخرى.....ثم يخرج ينتظر.
وبعدما يأس أن تخرج له مرة أخرى امتنع عن الغناء والزقزقة...وامتنع عن الطعام ثم امتنع عن الحياة......
ومات العصفور...
سوسن سحاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق