الاثنين، 3 يونيو 2013

معجزة الإسراء والمعراج

في ذكرى معجزة الإسراء والمعراج
الدفاع عن مسرى النبي صلى الله عليه وسلم.....ضرورة حتمية

                                                                            

سوسن سحاب












المؤمنون ثبتوا والكفار سخروا والمنافقون تشككوا
فرض الله الصلوات الخمس في ذاك اليوم

حزن النبي صلى الله عليه وسلم حزناً عظيما لوفاة عمه أبي طالب والسيدة خديجة, فقد كان الأب والنصير وكانت الزوجة والأم والحبيبة.
وفي هذا الجو الحزين ومع عناد وقسوة قريش على ضعفاء المسلمين...أراد الله أن يُسَرِّي عن نبيه وينسيه أحزانه ويريه آياته الكبرى وقال تعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" الإسراء1.

ملخص القصة
وملخص قصة الإسراء أن جبريل جاء للرسول صلى الله عليه وسلم ليلا ومعه البراق وأخذه إلى بيت المقدس في فلسطين واستقبله هناك بعض الأنبياء منهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام, وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بهم إماما.
وملخص قصة المعراج أنه بعد احتفاء الأنبياء بالرسول صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس, فإن جبريل صعد به إلى السموات والتقى بإخوانه الأنبياء ورأى الجنة وأنهارها وما أُعد للمؤمنين...ورأي النار ومافيها من عذاب وسعير..ثم فرض الله عليه وعلى أمته الصلوات الخمس.

أصبت الفطرة
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه, فركبت فسار بي حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء, ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن, فقال جبريل أصبت الفطرة.

لقائه بالأنبياء
 وعرج جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الدنيا, فاستفتح جبريل فقيل له من أنت؟ قال جبريل, قيل: ومن معك؟ قال: محمد, قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه. ففتح لهما فإذا هما بآدم فرحب بالنبي صلى الله عليه وسلم ودعا له بخير.
وفي كل سماء كان جبريل يُسئل نفس السؤال "وقد أرسل إليه؟" وفي السماء الثانية وجد ابني الخالة يحيى وعيسى, وفي السماء الثالثة يوسف عليه السلام وقد أعطي شطر الحسن, وفي الرابعة إدريس وقال تعالى "ورفعناه مكانا عليَّا", وفي الخامسة هارون, وفي السادسة موسى, وفي السابعة إبراهيم عليه السلام وإذا هو مستند إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه.


سدرة المنتهى
 ثم ذهب جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كأنها آذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال, فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها". 
وعندما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى وقيل له أن هذه السدرة فغشيها نور الخلاق....وغشيتها الملائكة مثل الغربان حين يقعن على الشجر, وأُُعطي النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا: الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا من أمته.

المؤمنون صدقوا والمنافقون تشككوا
وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم في الليلة ذاتها وأخبر قومه بهذه الرحلة وانقسم الناس إلى ثلاث...ضعاف الإيمان قد تزعزع إيمانهم وتشككوا بالأمر, والمؤمنون ثبتوا وصدقوا, أما الكفار فقد سخروا من الرسول صلى الله عليه وسلم واتخذوها فرصة لجعل الناس يكذِّبوه.
وسأله أحدهم يا محمد هل مررت بإبل لنا في مكان كذا كذا؟ قال نعم والله قد وجدتهم قد أضلوا بعيرا لهم فهم في طلبه, فقال: هل مررت بإبل فلان؟ قال: نعم وجدتهم في مكان كذا وكذا وقد انكسرت لهم ناقة حمراء وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها, قالوا فأخبرنا عدتها وما فيها من الرعاة, قال: "قد كنت عن عدتها مشغولا" فنام فأوتي بالإبل فعدَّها وعلم ما فيها من الرعاة ثم أتى قريشا, فقال لهم:"سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاة ابن أبي قحافة - أبو بكر الصديق- وفلان وفلان وهي تصبحكم بالغداة على الثنية".
 
مسجد قبة الصخرة


الصديق
فقعدوا على الثنية ينظرون أصَدَقَهم ما قال؟ فاستقبلوا الإبل فسألوهم هل ضل لكم بعير؟ فقالوا نعم, فسألوا الآخر هل انكسرت لكم ناقة حمراء؟ قالوا نعم, قالوا فهل كانت عندكم قصعة؟ قال أبو بكر: أنا والله وضعتها فما شربها أحد ولا أهرقوه في الأرض, فقال القوم لأبي بكر أن محمدا يقول أنه أسري به من مكة إلى بيت المقدس وعاد إلى مكة في ليلة واحدة, فقال أبو بكر على الفور إن كان قال ذلك فقد صدق.  
وسمع النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث من أبي بكر وأنه صدقه حتى قبل أن يسمع منه فلقبه بالصديق وأصبح يُعرف  من يومها بأبي بكر الصديق .

المسجد الأقصى الذي لا يعرفه الكثيرون

ما حبسه إلا نبي
وعندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة إلى هرقل  قيصر الروم, فاستدعى هرقل التجار العرب الذين كانوا في الشام ليسألهم عن القصص التي سمعها عن محمد, فجئ بأبي سفيان بن حرب وأصحابه فقال أبو سفيان أيها الملك ألا أخبرك خبرا تعرف أنه قد كذب؟ قال: وما هو؟ قال: أنه يزعم أنه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة فجاء مسجدكم هذا مسجد إيلياء ورجع إلينا تلك الليلة قبل الصباح.
وكان يقف بجوار القيصر بطريرك إيلياء فقال: قد علمت تلك الليلة, فنظر إليه القيصر وقال وما علمك بهذا؟ قال: إني كنت لا أنام حتى أغلق أبواب المسجد فلما كان تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني, فاستعنت عليه بعمالي ومن يحضرني كلهم فعالجته فغلبنا فلم نستطع أن نحركه كأنما نزاول به جبلا, فدعوت إليه النجاجرة فنظروا إليه فقالوا إن هذا الباب سقط عليه النجاف والبنيان ولا نستطيع أن نحركه حتى نصبح فننظر من أين أتى, قال: فرجعت وتركت البابين مفتوحين فلما أصبحت غدوت عليهما فإذا الحجر في زاوية المسجد مثقوب وإذا فيه أثر مربط دابة فقلت لأصحابي ما حبس هذا الباب الليلة إلا على نبي وقد صلى في مسجدنا.



المسجد الأقصى
لكل هذه الاعتبارات صار المسجد الأقصى غاليا وعزيزا على كل مسلم, فقد بارك الله حوله وجعل أرضه مهبط الرسالات ومهجر الرسل والأنبياء، وهو ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال, لقوله صلى الله عليه وسلم "لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا - المسجد النبوي- والمسجد الأقصى"....والدفاع عنه هو فرض عين على كل مسلم في بقاع الأرض. 

الفرق بين المسجد الأقصى, ومسجد قبة الصخرة, المعروف خطأ باسم المسجد الأقصى

عبارتان خاطئتان
والشيء بالشيء يذكر....فعندما يذكر المسجد الأقصى يقال أولى القبلتين وثالث الحرمين وهما عبارتان خاطئتان وموهمتان....فالأولى توهم بأن هناك قبلتان أولى وثانية, ولا شك أنه لا توجد إلا قبلة واحدة منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا...وهي الكعبة  قبلة كل الأنبياء.
فعندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصلون لبيت المقدس فصلى إليه 16 أو 17شهرا, ثم ولاه الله إلى قبلته الأولى وهي "الكعبة" فقال تعالى: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولى وجهك شطر المسجد الحرام".
والثانية: فيقال عن المسجد الأقصى ثالث الحرمين وهذا يوهم أن المسجد الأقصى له حرم وهو ليس له حرم بل هو كسائر المساجد لا حرم له, وليس في الشرع إلا حرمان اثنان فقط وهما: حرم المسجد الحرام في مكة المكرمة وحرم المسجد النبوي في المدينة, وفي الصحيح "عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها وحَرمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكة ودعوت لها، في مدِّها وصاعِها مثل ما دعا إبراهيم عيه السلام لمكة".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية "وأما المسجد الأقصى فهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال, ولا يُسمى هو ولا غيره حرماً وإنما الحرم مكة والمدينة خاصة".
ويقال زلَّة العالِم زلّة عالَم....ولعل السبب في هذا الفهم المغلوط هو الخطبة الشهيرة "خطبة التحرير" لأبي المعالي محيي الدين بن زكي وهي أول خطبة بالمسجد الأقصى بعد تحرير صلاح الدين له, وجاء فيها "فهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين" وقد انتشرت الخطبة كانتشار النار في الهشيم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق