السبت، 2 مارس 2013

كذبة بيضاء



كـــــــذبة بيضــــــــــاء


بقلم: سوسن سحــاب










 الكذب كذب وليس له ألوان....ولكن هذا القول (كذبة بيضاء) مبررا لاستمراء الكذب بدون تأنيب ضمير, وفي الصحيح "ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما اطلع منه على شيء عند أحد من أصحابه فيبخل له من نفسه حتى يعلم أن  قد أحدث توبة".

وقد اعتبر رسول الله صلى الله عليه الكذب خيانة "كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له به كاذب".

ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم امرأة تدعو ولدها تقول له: هاك أعطك، وفي يدها شيء، فلما جاء أعطته، قال: ما أعطيته؟ قالت: أعطيته تمرة، قال: أما إنك لو لم تعطه لحسبت عليك كذبة.

ويجب أن يترك الإنسان الكذب جده وهزله, ومن أقوال علي بن أبي طالب "لا يجد العبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله وجده".....

وفي الأثر " اتقوا الكذب, الصغير منه والكبير في كل جدٍ وهزل فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير", وقيل أيضا "جعلت الخبائث كلها في بيت وجعل مفتاحها الكذب".

ومن الحديث "ومايزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا".

 فمن يُحب أن يوصم بهذا العار ويُكتب عند الله كذابا من أجل كذبة تافهة ؟؟

أما الكذب المباح فهو لثلاث حالات فقط, أولها الإصلاح بين الناس...إذا أردت أن تصلح بين إثنين فيمكن أن تكذب لتقرب بينهما وتقول فلان يحبك ويقول عليك خيرا, وثانيهما: الكذب في الحرب لخداع الأعداء,والثالث: كذب الرجل على زوجته والزوجة على زوجها لدوام العشرة, كأن تكون الزوجة ليست جميلة فيقول لها الزوج لم أر إمرأة أجمل منك في نظري, أو تقول الزوجة لزوجها أنت أوسم رجل في الدنيا وهو ليس وسيما على الإطلاق.
لحديث أم كلثوم بنت عقبة :" ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا أعده كاذبا! الرجل يصلح بين الناس، يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح، والرجل يقول في الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها.
أمــا أســوأ أنواع الكــذب في نظـــري....هي الكذب لتضحك على الناس وتســخر منهم, لقوله صلى الله عليه وسلم : "ويــل للــذي يحــدث بالحديــــث ليضحــك به القوم فيكــذب, ويل له , ويل له". حديث حسن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق