الخميس، 31 يوليو 2014

عماد المهدي




 قصة إسلامه.....أغرب من الخيـــــــال
عماد المهدي

أسلمت الأم واستودعت أبناءها الذي لا تضيع ودائعه
تملكني شعور أن أقبل قدمي أمي وهي تصلي
حصلت على لقب شماس وقصوا شعري على شكل صليب
عندما رأى والدي أثر السياط على ظهري بكى
شماس سابقا.. داعية إسلامي حاليا

هذا الرجل إذا رأيته على الفضائيات الإسلامية - سواء مقدما للبرامج أم ضيفا عليها,أو وهو تحت قبة مجلس الشورى كوكيل لجنة الثقافة والاعلام بمجلس الشورى- لن تصدق أنه يمتلك هذا العلم الوفير في هذا السن الصغير, وستتعجب عندما تعلم أنه لم يولد مسلما لأبوين مسلمين...بل ولد في أسرة نصرانية متدينة تذهب للكنيسة وتحضر قداس الأحد والجمعة بانتظام!!!وستندهش أكثر عندما تعلم قصة إسلامه وأخته ومن قبلهما أمهما.

هذه قصة أخرى من قصص أناس عرفوا طريقهم الصحيح, ولكن المختلف هنا أن هذه القصة لو شاهدتها في فيلم سينمائي لن تصدقها, فالواقع أحيانا يكون أغرب من الخيال...فقد أسلمت الأم ولم تجد أمامها إلا صغيرها عماد لتستأمنه على سرها الكبير...
فقد تسلل نور الهداية في بداية الأمر إلى قلب الأم, وبدأت تنفر من تعاليم المسيحية وترفض الذهاب  للكنيسة, وفي تلك السنة وافق صيام شهر رمضان الصيام عند الأقباط، حيث يفطر المسلمون عند المغرب ويفطر الأقباط عند ظهور النجوم في السماء عند اقتراب المغرب أي قبل الآذان.
وقد تعجب الطفل "عماد" عندما كانت أمه لا تفطر إلا بعد سماع أذان المغرب كالمسلمين!!! وأتمت الأم صيام شهر رمضان بالتمام, ولم تصم صيام العذراء وهو 15 يوما.
 ومما أكد له أن أمه قد أصابها شئ ما هو انتظارها لدرس الشيخ الشعراوي يوم الجمعة وجلوسها أمامه كأنها طفل صغير, وكذلك إصرارها على مشاهدة برامج فقهية أخرى, وكانت تركز عندما سماع الأسئلة والأجوبة بطريقة تستفز من حولها.
كل هذه التغيرات الواضحة في الأم أثارت الشكوك حول نيتها في دخول الإسلام, وفي عام1985  أجلست الأم ابنها أمامها وقالت وهي مترددة وخائفة, "أنت أبني الكبير وأول فرحتي في هذه الدنيا وأعلم أنه لا يمكن أن تفكر يوما أن تؤذي أمك ولن أجد أحداً يسترني غيرك" وسألته ماذا تفعل لو حاولوا قتلي؟! شعر عماد بالرعب يدب في قلبه لسماع هذه الكلمات وقال:من سيقتلك ولماذا؟!! قالت: إخوتي..أبوك والعائلة كلها. فقال ولماذا وهم يحبونك جميعاً؟؟ فأجابت بصوت مرتعش: ماذا تفعل لو أسلمت هل ستحاربني مثلهم؟ قال لها: الأم هي الأم وأنت في كل الأحوال أمي, فقالت: هذا سرٌ بيني وبينك.....

سألته هل سبَّب إسلام أمك صدمة لك؟
بالطبع سبب لئ صدمة شديدة, ولكن الصدمة الأشد كانت عندما عدت يوما من المدرسة فلم أجد أمي، ولا ملابسها ولا كل متعلقاتها، فشعرت ساعتها بوحشة الفراق وغربة البعاد فكيف سأحتمل هذا البيت بدون أمي؟ كيف سيظلني سقفا لا يظل أمي؟؟ كيف أصحو ولا أراها مستيقظة تعد لنا الإفطار؟؟ كيف أعود ولا أجدها تنتظرنا بكل حب وحنان؟؟ هل هناك من هو أغلى على الأم من أبنائها وبيتها حتى تتركهم من أجله؟؟!! سؤال لم أعرف إجابته إلا بعد ما ذقت حلاوة الإيمان.

ماذا كان موقف الأهل والكنيسة من إسلامها؟
نزلت المفاجأة عليهم كالصاعقة وحاولوا إرجاعها, ولكنها رفضت  كل إلحاح واستعطاف للعودة لأبنائها وتمسكت بدينها, وقالت إنها تركت أبنائها وديعة عند الذي لا تضيع ودائعه فهو سيحفظهم-كانت على يقين المؤمن الصابرأن الله سيجمعها بأحبائها عن قريب - أما الكنيسة فقد هاجمتها وقد سمعت القس يقول أنها باعت نفسها للشيطان وأنها الآن ملقاة في السجن في قضية من قضايا الآداب.

وماذا كان رد فعلك عندما علمت أن أمك مسجونة في قضية مخلة بالشرف؟؟
تمنيت الموت ليخلصني من هذا العذاب,أو تبتلعني الأرض حتى لا أرى نظرات من حولي..وخرجت من الكنيسة هائما حزينا كارها كل شئ لا أعرف أين أسير, وبينما أنا على هذه الحال....سمعت صوتا مناديا "عماد" "عُمدة" اهتزت أعماقي بشدة "هذا صوت أمي"  ورأيت أمي التي كانت تحوم حول المنزل علَّها تلمحني أنا أو أختي.

وماذا فعلت عندما رأيتها هل ارتميت في أحضانها؟؟
 شَعُرت بصراع شديد وتضاربت المشاعر في داخلي، إنها أمي الحبيبة الحنون...وهي السيدة التي باعت المسيح ولا بد من الانتقام منها.. وفوق ذلك فقد باعت نفسها للشيطان كما قال القس, ووسط هذا الإعصار تذكرت فجأة وسألتها متى خرجت من السجن؟؟ وكانت معها صديقاتها الذين قالوا "أي سجن؟؟"أمك فضّلت الآخرة على الدنيا, وقالت أمي: ألم أقل لك إنهم سوف يرمونني بأبشع التهم؟ وأعطتني عنوانها ورجتني ألا يعلم أحدا بهذا العنوان وودعتني وإنصرفت.

وهل ذهبت لزيارتها؟
زرتها في بيتها الجديد ذي الفرش المتواضع مقارنة بمنزلنا, واستقبلتني بكل حب, وسمعت "الله أكبر..الله أكبر" وكان أذان المغرب, وفي ذاك اليوم اخترق نور الإيمان قلبي المظلم وكأني أسمع الأذان لأول مرة برغم سماعي له مئات المرات، ولكن في هذه اللحظة بالذات كان له وقعا عظيما في قلبي, وقامت أمي للصلاة وسمعت لأول مرة القرآن بصوتها، إنها سورة "الإخلاص" ونزلت هذه السورة على قلبي كأنها غسلتني بماء الإيمان وسقتني بلسما شافيا وتملكني شعور غريب أن أجلس على الأرض لأقبل قدمي أمي وهي تصلي،وأحسست أن روحي أُستبدلت بروح جديدة، وشعرت بإشراق شمسِ يومٍ جديد بعد الغيوم القاتمة وظلام الليل الدامس, وانتهت أول زيارة ولكن شتان ما بين دخولي وخروجي فقد خرجت إنسانا جديدا لا أعرف نفسي.

وماذا فعلت مع هذا القس الذي افترى عليها؟؟
ذهبت للكنيسة لحضور محاضرة القس, وأراد أن يكمل حديثه القذر عن أمي الطاهرة البريئة, فقال: أما عن فلانة فزرتها أمس في السجن وقلت لها يا إبنتي إن أولادك أحوج ما يكونون إليك، ولم أتمكن من الحديث معها بتوسع لأنكم تعرفون السجن، وفي هذه اللحظة تحولت نظرات الكل إليّ فلم أتمالك نفسي ووقفت وقلت بأعلى صوتي: كفاية يا أبونا. ثم توجهت للجميع قائلاً أنا كنت عند أمي أمس في بيتها وهي لم تدخل السجن كما سمعتم وهذا الرجل كاذب, وحاول الجميع تهدئتي ولكني قلت هاكم العنوان لمن يرغب في زيارتها, تغير لون القس وإسوَّد وجهه وارتعشت يداه وظهر على وجهه الاضطراب والهزيمة والفضيحة, وقال كلمته الأخيرة الدالة على ألم الهزيمة ومرارتها: اتركوا هذا الولد .. فقد أجرَت له أمه غسيل مخ .

 وما الخطوة التالية التي فكرت فيها بعد تبرئة والدتك؟
خرجت من الكنيسة مرتاح البال لدفاعي عن أمي وتبرئة ساحتها رغم خوفي مما سيحدث من أبي، وضاقت نفسي فتوجهت لبيت صديق فلم أجده, وقالت أمه عندما رأتني حزينا: منها لله أمك هي السبب فلينتقم الله منها. وأوشكت أن أهجم عليها وأخنقها هي وذلك القس الكاذب، ولكني تماسكت وقلت لعلها وسوسة شيطان، فلأرجعن إلى الإنجيل لعلي أجد فيه السكينة والهداية والهدوء. وأمسكت الإنجيل  فاشتد حزني، وكثرت علامات الاستفهام حولي من المتحدث في كل هذا؟ أو من الذي كتب هذه الأخبار بعد رفع المسيح، ولماذا تتعدد الروايات وتختلف وتتناقض أحياناً.

ومن أجاب على هذه التساؤلات؟
لا أحد. لقد ذهبت إلى الكنيسة وجاء دوري في الاعتراف وقلت للقس هناك أسئلة كثيرة من داخل الإنجيل لم أجد من يُجيب عليها، فوعدني القس أن يجيب عليها, وبعد عدة أيام أرسل لي القس هدية ثمينة- سلسلة عنق مع صليب من الذهب الخالص-ولاحظت أن معاملة القس تغيرت تماماً إلى أحسن معاملة واعتذر لي عما قاله في حق أمي وقال أنه يريد أن يقابل أبي وعمي لأمر ضروري سيسعدني جداً جداً.

وما هذا الأمر وهل أسعدك فعلا؟
لم أكن أعرف أن ذلك القس الخبيث يدبر لي مكيدة لينتقم مني ومن أمي, وعندما ذهبت مع أبي وعمي رفض القس أن أدخل معهما, وانتظرت ساعة حتى خرجا في حالة حزن شديد, وفي المنزل أخبرني أبي أن القس يُريد أن أمكث أنا وأختي معه في الدير لمدة ثلاثة أيام, وقد استبشرت جدا لما يتمتع به ذلك الدير من مكانة عالية في نفوس الأقباط.

وما سر الحزن المخيم على أبيك؟
لم يجبني...ولكنه قام بمساعدتنا في إعداد حقيبة السفر ولكني تعجبت عندما وجدته يضع كل ملابسي أنا وأختي!!! وسألته لماذا تضع يا أبي كل ملابسي؟ إنها ثلاثة أيام فقط... ولكن أيضا لم يجب.وخرجنا من بيتنا في محافظة الشرقية-وجه بحري-  وذهبنا إلى بني سويف –وجه قبلي- وفي الطريق سألته لمَن سنذهب؟؟ وليس لنا أقارب في بني سويف !! فأجابني أننا سنكون في أحسن حال، وأنه سيزورنا بعد أسبوع, فقلت ألم تقل إنها ثلاثة أيام فقط؟؟ وإذا بأبي يبكي ويحضن هبة الصغيرة ويقول: منها لله أمكما هي السبب.
ووصلنا "مطرانية" بني سويف وتحدث الوالد مع المطران ثم ودعنا أنا وأختي, وأخذوني إلى بيت الشماسة وأختي إلى بيت الفتيات.

وكيف وجدت المطرانية؟ وهل تأقلمت مع الموجودين؟؟
أخذني المشرف إلى مكان غير مريح, يشبه عنابر السجن حيث الأسِرَّة ذات الطابقين والملابس الموحدة المرقعة من الخلف وكثرة عدد المقيمين, ووجدت صحبة لا تعاشر فضلا عن بيت لا يطاق...وسألت المشرف متى سنعود إلى بيتنا؟ ولكني كنت محل سخرية الجميع, وبدأت أتأقلم مع شباب البيت وأصبحت محبوباً لديهم لحُسن تعاملي مع الجميع, واعتدت حياتي الجديدة وتهيأت بكل التعاليم من القساوسة والمشرفين، وحصلت على لقب (شماس) داخل الهيكل، وقصوا شعري على شكل صليب، ولكن بعد فترة شعرت بالملل بسبب التعاليم التي تصب فوق رؤوسنا صبَّا بلا شرح أو تعليل, فكتبت خطابات كثيرة لوالدي أخبره بحزني وغربتي وألمي,لكن دون جدوى !

وخلال هذه المدة ألم تر أختك ولا مرة؟
صدر قرار- غير معلوم- بنقلي أنا وأختي من بني سويف إلى المنيا (مطرانية بني مزار) وفي تلك الرحلة التقيت بأختي لأول مرة منذ ستة أشهر كاملة، وتعانقنا وبكينا من شدة الفرحة، وعرفت منها أن تلك الشهور كانت أصعب أيام حياتها. وفي الطريق أخبرنا القس المرافق بأنهم علموا بأننا غير مستريحين في بني سويف,ولذا فقد أكرمونا بنقلنا إلى " بيت النعمة".

وهل كان بيت النعمة اسما على مسمَّى؟
كان المنزل أفضل بكثير من بني سويف, ولكل فرد سرير ودولاب منفرد به,  وأحضرَتْ المشرفة بعض الملابس الجديدة,وأخذت هبة إلى غرفة الفتيات, وأخذتني إلى غرفة مع ثلاث فتيان كانوا في منتهى الأدب والاحترام وأحببتهم جداً. وكان المنزل كله يرتعد من المشرفة العجوز التي اكتست ملامحمها بالقسوة والقبح, وكانت تتعامل معنا بالسياط الحامية وكأنها تتعامل مع حيوانات, وأذاقتنا العذاب والهوان ألوانا, وأصبحنا نطلق على هذا البيت "بيت النقمة" لا "النعمة" وصارت أيام بني سويف بالنسبة لنا حلما وراح, فقد كانت أيامي فيها نعيماً قياساً بأيام بيت النعمة.

ألم يكن هناك أي رادع لهذه المرأة؟
ذات يوم جاء القس الكبير يتفقد أحوالنا, فتبدلت المرأة الشريرة وأصبحت في منتهى الأدب والأخلاق معنا أمام القس, وسألني القس هل هنا أحسن من بني سويف؟ فقلت له: إن بني سويف كانت أرحم بكثير,فسألني متعجباً: ولماذا؟! فشكوت له هذه المرأة فعاتبها وأمرها أن تتعامل معنا بالحسنى, ففعلت طوال فترة بقاءه وبعد سفر القس رجعت أسوأ مما كانت وخاصة معي.

وكيف تحملت هذا العذاب وهل عانت أختك مثلك؟
لقد عانت أختي الكثير وقصوا لها شعرها, ولم تجد محاولاتي للهروب من البيت لأن الحراسة كانت مشددة، ولم يكن أمامي إلا الكتابة لأبي لأستعطفه لينقذنا من هذا الكرب الشديد, ومرت علينا خمسة شهور في بني مزار كأنها سنين،ومرضت ونحل جسمي... وفي يوم أهانتنا المشرفة بشدة فلم أتمالك نفسي وقلت لها ربنا ينتقم منك, فجن جنونها وكادت تقضي عليَّ ضربا بالعصا...

وهل وصلت تلك الخطابات لوالدك أم لا؟
بعد هذه العلقة الساخنة- فقدت الأمل في أي شئ وكل شئ, وتأكدت أنه لن يأتي الفرج أبدا, وقامت هذه العجوز بضربي في الصباح أيضا، ولكن برغم طول عذابي فقد جاء الفرج...فقد جاء حارس المنزل بعد المغرب مُهرولاً يناديني وقال أبوك خارج المنزل جاء ليراك أنت وأختك هبة, رفعت صوتي بكلمة الله ... الله، هل أنت صادق؟ فقال الرجل: أبوك والله يا بني .ارتميت في أحضان أبي ولم أتمالك نفسي من البكاء,وسألني عن هبة, ونظر إليَّ وقال ما هذا الضعف هل أنت مريض؟فنظرت له نظرة لوم وعتاب ولم أتكلم، وأريته أثر السياط على جسدي من ضرب المشرفة.
صمم والدي على أخذنا ورفض القس بشدة فهدده والدي بالذهاب إلى محافظ المنيا وفضحهم في كل مكان على إساءة معاملة الأطفال,وحينها وافق القس.

وهل كانت بني مزار آخر محطة للعذاب أم كانت هناك محطات أخرى؟
لم أصدق أني خرجت من سجن بني مزار الرهيب, ولكني كنت حزينا على رفاقي الذي ظلوا في هذا العذاب...وفي الطريق سألت والدي عن أمي, فقال أمك ماتت من حوالي ست شهور في حادث,فقد صدمها خالك فلان بسيارته...أصابتني الصدمة بالذهول وأردت العودة مرة أخرى لبني مزار...

وكيف تجاوزت صدمة فقدانك لأمك؟؟
مضت أربعون يوما كانت أصعب أيام حياتي, ثم عاد الأمل من جديد...فبينما كنت في دكان أبي وحدي سمعت صوت أمي يناديني, لم أصدق أنها مازالت حية فارتميت في حضنها وأنا أردد بلا وعي ماما على قيد الحياة؟ الله أكبر ... !! وأيقنت أن والدي أخفى عليّ الحقيقة حتى لا أفكر فيها أو أتأثر بها.

هل ذهبت للكنيسة عندما عدت إلى بلدتك؟
 استدعاني نفس القس للعمل كشماس-مساعد كاهن- في الكنيسة, وكان هذا طلب كل  عائلتي, فمكثت حوال تسع قداسات ولم أطق هذا العمل أبداً, فطلب القس أن أعمل مدرساً للأطفال في مدارس الأحد فرفضت أيضا, لأني وجدت أخطاء لا أستطيع تدريسها في الإنجيل- سفر التكوين  ويوحنا والخروج- وهي فيها إساءة للأنبياء,وقد أوضحت كل هذا- فيما بعد- في كتابي "عقيدة كتاب المقدس في الأنبياء".

وهل استمرت زيارتك لأمك أم كانت هناك صعوبة؟
 بل على العكس...كنت أزورها على مرأى ومسمع من أبي والعائلة, فقد استدعاني والدي لمَّا علم بزياراتي لها,فقلت له: ألم تكن هي سبب ما حدث لنا في بني سويف والمنيا وما حدث لك أنت أيضاً؟ قال:نعم ربنا ينتقم منها كانت السبب, قلت له: لذلك أنا عاودت زيارتها لأنتقم منها ولأنها خانت المسيح, أصبر وسترى بنفسك.

في فترة اقترابك من والدتك هل سنحت الفرصة للتعرف إلى الإسلام؟
بالفعل تعلمت الإسلام وما فيه وتدارست القرآن على يد الرجل الفاضل خطيب المسجد الذي بجوارنا الشيخ حسين أحمد عامر الذي يتعامل مع الجميع بأخلاق الإسلام فتعلمت على يديه الكثير, وله الفضل الأول في صعودي المنبر بعد ذلك.

ألم تحن اللحظة الحاسمة لإعلان إسلامك؟
بعد أخذت قسطاً من الثقافة والتعاليم الإسلامية بشكل عام- لأستطيع الرد على أي إنسان فيما يتعلق بأمور الإسلام- قلت لأمي لقد آن الأوان أن أعلن إسلامي...قالت بحكمتها المعهودة:أختك هبة قبلك, لأنك لو أسلمت قبلها ستضيع وتلقى عندهم كل شقاء وهوان.

كلام حكيم بالفعل وماذا فعلت لمساعدة أختك؟
أشعرني كلام أمي بالخوف على أختي, ولكن كانت الهداية من عند الله, فكنت جالساً في المنزل وإذا بهبة عائدة من الكنيسة وهي غير راضية- كان عمرها لا يتجاوز الإثني عشر عاماً- وقالت أنا راغبة في الإسلام معك وأعلنت إسلامها ونطقت بالشهادتين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فاكتملت بذلك فرحتي والحمد لله.

وكيف استقبل من حولك إسلامك وخاصة الوالد؟
أعلنا إسلامنا وسط حفاوة رائعة من الإخوة المسلمين, وإنقلبت الكنائس في بلدنا, ولم يصدقوا أن عماد الذي من المفترض أن يصبح قسيساً يوم ما قد أسلم, لكن نفذت مشيئته وتحققت إرادته وهدايته سبحانه, فيجعل من يشاء سعيداً ويجعل من يشاء شقياً "فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ", وبقي الوالد مع زوجته التي تزوجها بعد رجوعنا من بني مزار,وكان ينهرني كل مرة أزوره فيها حتى أصبحت الآن أحب شيء إلى قلبه, وامتنع عن الذهاب إلى الكنيسة ولم يعد يصوم صومهم, وزهد الدنيا وما زلت أحاول لإقناعه بدخول الإسلام,وإني أحوج ما أكون لدعاء كل قارئ بأن يفتح الله قلبه وينير بصيرته. ( الأب توفى الآن)

قلت إنك نهلت من الثقافة الإسلامية للرد على أي إنسان,فهل حدثت أي مواجهات؟
نعم. حدثت محاورات كثيرة حول التثليث ومسألة الصلب ونفي ألوهية المسيح وغير ذلك كثير, ولقد قابلت القس نفسه, وقال بانفعال أهلا يا ابن المسيح الضال, فقلت دعك من هذه الخرافات, وسألته هل تعرف أن البابا تزوج؟! فقال على الفور البابا لا يتزوج, فقلت سبحان الله البابا لا يتزوج، والإله يتزوج وينجب ابناً !! عجباً لكم تحرّمون هذا الأمر على البابا وترضونه للإله!!

أخبرنا عن إحساسك في أول يوم صمته في رمضان؟
إحساسي أول مرة وأنا صائم كان غريبا جدا...إحساس راقي هو شعورك بمراقبة الله عز وجل فى السر والعلانية, ورغبة بتمني الموت لأنني فى طاعة الله قريب من الرحمن أشتاق للرجوع اليه فارا منه إليه صائم بالنهار قائم بالليل, ومع أول لحظة سجدت فيها لله الواحد الأحد الفرد الصمد بخضوع ويقين أني صائم له وساجد له وحده لاشريك له وأسال الله أن يديم علينا هذا الإحساس الراقي.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق