الجمعة، 5 أبريل 2024

الجمعة اليتيمة في جامع عمرو بن العاص

الجمعة اليتيمة في جامع عمرو بن العاص

بقلم: سوسن سحاب 

من كتابي : #أنا_من_القاهرة 




كانت الزيارة لجامع عمرو بن العاص في مصر القديمة زيارة موسمية في الجمعة الأخيرة من رمضان، أو كما يسميها المصريين (الجمعة اليتيمة).


وجامع عمرو هو اول جامع تم بناؤه فى مصر وفى أفريقيا كلها، وهو من أوائل المساجد التي بنيت فى الإسلام بعد مسجد المدينة ومسجد الكوفة ومسجد البصرة سنة 642.


وتم افتتاح المسجد بأول صلاة جمعة في 6 محرم 21هـ، فكان بذلك أول مسجد جامع في مصر والقارة الإفريقية يخرج منه نور الإسلام والإيمان.



ولم يكن مجرد جامع للصلاة فقط، بل كان أيضًا أول جامعة إسلامية قبل الأزهر والزيتونة والقيروان؛ لذلك اعتبره الكثيرون أزهر ما قبل الأزهر، حيث تلقى فيه طلاب العلم كافة علوم اللغة العربية والدين الإسلامي الحنيف، وهو الأثر الإسلامي الوحيد المتبقي منذ الفتح الإسلامي لمصر.


 ومن أشهر تلاميذه الإمام الليث بن سعد، والإمام الشافعي، والسيدة نفيسة، وابن حجر العسقلاني، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام. وقد أقيم المسجد على مساحة هائلة ويعتبر أكبر مساجد مصر من حيث المساحة، وبه العديد من الأعمدة التي يبلغ عددها 365 عمودًا بعدد أيام السنة.


تم بناؤه فى مدينة الفسطاط العاصمه الجديده لمصر، وفى نفس المكان اللى نصب فيه عمرو بن العاص خيمته.


وإلى الآن يعتبر هذا الجامع من أهم الجوامع فى القاهره ومازالت تقام فيه الصلوات الخمسه وأيضا مفتوح للسياح والزوار الذي يعتبرونه على قمة السياحة الدينية في مصر.


بُني الجامع الاصلى من جزوع النخل والسقف من جريد النخل، وقد تهدم الجامع وأعيد بناءه أكثر من مرة.


المبنى الحالى للجامع بُنـِى فى القرن التاسع عشر ومازال محتفظا ببعض التصاميم والزخارف القديمه التى اضيفت له على مر التاريخ.



#أساطير حول المسجد وكراماته


أساطير عديدة تناقلتها الناسجيل بعد جيل، وهذه الأساطير سمعت بعضهما من أبي وبعضها من أمي، وأذكر جيدا ما حكاه لي أبي عن عمود كششف الكذب!!!!!



أسطورة عمود كشف الكذب


 من الخرافات التي ما زالت مستمرة ومصدقة وبفضلها تحول إيوان القبلة على ما يبدو إلى معقل لهذه النوعية من الأكاذيب؛ ففي منتصف الباكية الأخيرة منه يوجد عمودان رخاميان كان في عهد الفاروق عمر والفاتح عمرو بن العاص، يأتي إلى المسجد المتنازعون ليحتكموا إلى عمرو رضي الله عنه الذي كان - كما أشاع مرددو الأباطيل- يدعو الخصوم إلى أن يمروا بين هذين العمودين، فمن صدق حديثه مر بينهما وإن كان بدينًا ضخم الجسم، أما إذا كان كاذبًا فإنه لا يمر وإن كان نحيفًا. وبذلك يكون هذان العمودان قد تحولا بفضل البدع والأكاذيب إلى جهاز يكاد يتفوق على جهاز كشف الكذب الشهير! والطريف في الأمر أنه وقت عمرو بن العاص لم تكن توجد أعمدة رخامية بالمسجد

ولقد سمعت قصة عمود كشف الكذب من أبي أيضا..


أسطورة الجمعة اليتيمة


وفى العصر الفاطمى ظهرت نبوءة بأن الخليفة حلم بأن يوم جمعة يتيمة ما سيرتفع المسجد بمن فيه ومن حوله إلى السماء ليدخلوا الجنة بغير حساب.


من هنا جاءت بداية هذا الحشد الرهيب الذى ازداد عدداً.. هذا منذ أيام العصر الفاطمى، حيث كان الخليفة يصلى أول جمعة فى رمضان فى مسجده الخاص ثم الجمعة الثانية فى مسجد الحاكم والجمعة الثالثة فى الأزهر الشريف والجمعة الأخيرة اليتيمة فى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، حيث يتم فرش المسجد بفرش خاص من الحرير الديبقى يتم صنعه فى قرية بجوار دمياط وتعلق على المحراب ستارتان من الحرير الأحمر عليهما عدد من قصار السور.


ولما جاءت الأسرة العلوية عام ١٨٠٥ وحكم البلاد محمد على الكبير حافظ على تقليد صلاة يوم الجمعة اليتيمة فى مسجد عمرو بن العاص ومعه كل أولاده فى المراسم الملكية الخاصة بهذا العصر.. وتطورت الأمور فلما جاء الخديوي إسماعيل بدأ تقليداً جديداً.. أصبح يذهب إلى المسجد من سراى عابدين إلى الفسطاط فى عربة حنطور مذهبة مغطاة بالزجاج المذهب أيضاً ويحيط الموكب عدد من الأحصنة المغطاة بفرش مذهب أيضاً.


واستمر هذا الموكب بالذات لم ينقطع حتى يوم ٢٦ يوليو ١٩٥٢ عند خلع الملك فاروق.. 

ولكن مع تغيير أيضاً.. حيث كان يركب بجوار الملك فاروق ابنه الامير احمد فؤاد، ثم رئيس الوزراء، بنفس الحنطور المذهب - الموجود حتى الآن فى متحف سراى عابدين - وحول الحنطور الموتوسيكلات ذات الصوت العالى مع السير ببطء، لتزدحم الأرصفة بالناس طوال الطريق.

سوسن سحاب 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق