10 حِكَم لصيام شهر رمضان
بقلم: سوسن سحاب
الصيام هو أحد الأركان التي بني عليها الإسلام, للحديث "بُنِي الإسلام على خمس شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إقام الصلاة إيتاء الزكاة صوم رمضان حج البيت".
والحِكَم من صيام الشهر الكريم كثيرة، ولكن أهم حكمة هي اكتسابه "التقوى" لقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
وعلى الصائم أن يسأل نفسه عند أداء هذه الفريضة، هل اكتسب من صومه التقوى فأطاع الله وفعل ما أمره به وترك ما نهاه عنه؟
فإن فعل فليحمد ربه ويظل على طريق التقوى وإن لم يفعل فليجاهد نفسه للرجوع للطريق الصحيح.
وقد شرع الله الصيام لحِكَم عديدة منها:
1-
أن الصوم وَسِيلَةٌ إلَى ترك المحرمات فعندما يُمنع الإنسان مما أحله الله في نهار
رمضان فيكون تركه ما حرم الله سهلا عليه.
2- الصوم هو تدريب وتهذيب للحواس...فالصيام ليس غلق الفم وتجويع البطن بل هو صيام للحواس والجوارح, فحري بنا أن نربي حواسنا على تقوى الله ومرضاته ليس في شهر رمضان فقط بل أيضا باقي شهور السنة.
3- وأيضا من حكم الصوم هو قهر إبليس، فالكف عن محارم الله تعالى ومنع النفس من الشهوات فيه قهر لعدو الله...
لأن الشيطان يقوى بالشهوات، والصوم يكبت الشهوات فينهيها فيمنع الشيطان من وسوسته وقال صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم، فضيّقوا مجاريه بالجوع".
4- ومن حكم الصَّوْمِ التغلب على الشَّهْوَةِ، لأَنَّ
النَّفْسَ إذَا شَبِعَتْ تَمَنَّتْ الشَّهَوَاتِ وَإِذَا جَاعَتْ شغلها الجوع عن
أي شئ، وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ
اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ
وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ
لَهُ وِجَاءٌ".
5- الصوم طاعة..لأنه يجعل الإنسان يترك ما تشتهيه نفسه
من المباحات والطيبات مع قدرته عليها، طاعة لله سبحانه لأن الله أمره
بذلك.
6- والصوم يوجب شكر النعم فالامتناع عن الأكل والشرب
والشهوات لفترة قصيرة يشعرنا بأهمية تلك النعم لو حرمنا منها لفترة طويلة وندرك
في لحظة ما كم تساوى القطرة الواحدة من الماء.
7- الصَّوْمَ مُوجِبٌ لِلرَّحْمَةِ وَالْعَطْفِ عَلَى
الفقراء والْمَسَاكِينِ، فَالصَّائِمَ إذَا أحس أَلَمَ الْجُوعِ فِي نهار واحد
تذَكَرَ مَنْ يذوق الجوع أياما وليال فيرأف به ويحسن إليه.
8- ومن حكم الصوم أيضا الزهد في الدنيا وما فيها من
مُتع زائلة، والرغبة في فعل ما يقربنا إلى مغفرة الله تعالى ورضوانه.
9- وفوق هذا فالصوم يعد صاحبه للإرتقاء في منازل
المتقين, وهي الجزاء الذي وعدنا الله تعالى به عندما فرض علينا الصيام "يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
10- والجائزة الكبرى للصائمين ليست فقط دخول الجنة،
بل في تخصيص باب بإسمهم في الجنة لا يدخله غيرهم ويسمى الريان لقوله صلى الله عليه
وسلم "في الجنة ثمانية أبواب، منها باب يسمى الريان لا يدخله إلا
الصائمون".
اللهم تقبل صيامنا وصلاتنا وطاعاتنا
اللهم آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق