السبت، 17 أكتوبر 2020

خطايا الآباء في تربية الابناء

 #تربية

خطايا الآباء في حق الأبناء

يخطئ بعض الآباء والأمهات في حق أبناءهم وتكاد تصل هذه الأخطاء لدرجة الخطايا وتسبب عاهة نفسية وتترك أثرا عميقا في  نفوس الأطفال...

فكثير من الآباء والأمهات يتمنون أن يكون أبناءهم الأفضل، وفي سبيل ذلك فإنهم يحطمون معنوياتهم  ويدمرون نفسياتهم بسبِّهم بألفاظ تسبب لهم الإحباط وتدفعهم للخلف لا للأمام.


ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السباب في أكثر من حديث ومنها "سباب المسلم فسوق" وأثبتت بعض الدراسات أن الطفل حين يصل إلى سن المراهقة يكون قد استمع الى حوالي خمسة عشر ألف كلمة سيئة من والديه.


الشتم

وأول الخطايا وأهمها هي شتم الطفل بأوصاف الحيوانات مثل: كلب حمار حيوان ثور تيس... وغيرها.

وقال تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم" الإسراء7 وأيضا "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" التين 4، فكيف لمن كرمه الله وخلقه في أحسن تقويم أن تسبه بهذه الألفاظ....

والشتم يعود الطفل على سماع الكلمة البذيئة وعدم استهجانها اذا سمعها من أي أحد، حتى يتعود لسانه على البذاءة.


التهديد

والخطيئة الثانية هي تهديد الطفل بتهديدات واهية غير حقيقية، ولكنها تحدث له رعبا مثل: أذبحك بسكين، أكسر يدك أو رأسك، سأضعك في غرفة الفئران وغيرها....وهذا أيضا يفقده الثقة في أهله.....وبعض حالات التبول عند الأطفال الكبار تحدث أثناء نومهم وهم في حالة رعب شديد.


الفضيحة

خطيئة يفعلها بعض الأهل أحيانا بسبب الضحك والمزاح, ولكنها تسبب شرخا في نفسية الطفل وعدم ثقته بأهله تماما وإفشاء أسرار الآخرين.

كأن تكون الأم في جلسة عائلية وتحكي خطأ فعله الطفل أمام الآخرين فيسخرون منه.


الإهانة

التقليل والإهانة باستخدام ألفاظ مثل: " كذاب سمين قبيح أحول لص" سيتسبب في إنعدام ثقته بنفسه وانطواءه وعدم تقبله للآخرين أو محاولة النيل منهم بالبحث عن عيوب الآخرين.


الاستخفاف والمقارنة

الاستخفاف بقدرات الطفل ومقارنته بغيره مثل: أنت مهمل وفلان نشيط، أنت قبيح وفلان جميل، وهذا يجعله يكره المقارن به ويكسبه عقدة النقص... 

ولا بد أن نعرف أن هناك فروق فردية بين الأطفال وكل منهم له مميزاته وقدراته ومواهبه الذي منحه الله إياها.


الحب المشروط

من الخطايا الهامة الحب المشروط....إذا فعلت كذا سأحبك، لو ذاكرت لو نجحت لو كذا سأحبك، هذا الحب المشروط سيعلم الطفل الأنانية وأن لكل شيء ثمن.

ولكن دائما تقول لطفلك أنا أحبك لأنك أجمل شيء في حياتي، لأنك هدية من ربنا...إلخ.

                                                     صد الطفل

عدم الاستماع أيضا من الخطايا الهامة، مثل صد الطفل عن الكلام وإسكاته ومنعه من التعبير عن رأيه، وهذا يصيبه بالإحباط والإنطواء والبعد عن الناس.

                                   العنف الأسري وضرب الطفل

العنف الأسري هو جاهلية العصر الحديث، ولا أعلم كيف يستطيع أي إنسان أن يضرب طفله ضربا مبرحا بلا رحمة لأي سبب كان....وبعضهم للآسف يضرب ضربا يفضى للموت وهناك حالات كثيرة سنتناولها بالتفصيل فيما بعد...

مثلا إذا أخطأ الطفل خطأ كبيرا ثم جاء ليحكي لوالديه، فيجب أن يشجعوه على قول الصدق وعدم ضربه مهما كانت فداحة الخطأ...إذا ضربته مره، فقد صنعت كاذبا صغيرا، سيخطيء ويخطيء ولن يخبركم شيئا....وستتفاجأ بعد ذلك على مصائب يفعلها وأنتم لا تعلمون.  



والضرب يـُعـوِّد الطفل على البلادة وتقبل الإهانة من الآخرين وعدم ممانعته في أي إيذاء لأنه اعتاد الضرب والإهانة.

وكما نقولها بالمصري ( جلده تخن..أو جسمه نحـَّس).



 الكلمة الأخيرة:

في النهاية يجب أن ننتقي ألفاظنا خاصة مع أقرب الناس إلينا, وخاصة إن الطفل مثل الورقة البيضاء...كل ما نكتبه عليها الآن سنقرأها لاحقا....ونتذكر أن قرآننا العظيم حثنا في كثير من الآيات على قول الكلمة الطيبة "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها ،أذى" البقرة 263 ، "وقولوا للناس حسنا" البقرة 83 "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن" الإسراء 53، وقال سبحانه "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " فاطر 10.

فمن باب أولى أن تكون الكلمة الطيبة والقول المعروف لأبنائنا ، لأن هذا الغرس هو ما سنحصده في كبرنا.... فكل معاملة عاملتها لأبنائك في صغرهم ستحصد نتائجها عندما تكبر ويوهن العظم منك، سيكن طفلك هو عكازك الذي تستند عليه فأحسن إلى عكازك

وبعد مماتك سيكون هو الولد الصالح الذي يدعو لك.


سوسن سحاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق