الأربعاء، 22 مايو 2013

أولى القبلتين وثالث الحرمين


أولى القبلتين وثالث الحرمين
أقوال خاطئة

بقلم: سوسن سحاب         
 
المسجد الأقصى على اليسار, وليس كما يعتقد البعض بأنه صورة قبة الصخرة والتي يبثها اليهود حتى يصرفوا الأنظار عن حفرهم تحت المسجد الأقصى في بحثهم المزعوم عن هيكل سيدنا سليمان

عبارتان خاطئتان وموهمتان....

فالأولى توهم بأن هناك قبلتان أولى وثانية, ولا شك أنه لا توجد إلا قبلة واحدة منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا...وهي الكعبة.

قبلة الأنبياء كلهم

فمنذ أن أسكن الله آدم وبنيه الأرض, أمرهم أن يتجهوا في صلاتهم الى مركز في الأرض يسمى القبلة فكانوايصلون الى الكعبة, فهي كما قال الله تعالى: "إِنَّ أَوَلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ", وكذلك كانت الكعبة هي قبلة جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يتوجهون إليها.

قبلة النبي الأولى

وذكر الطبراني عن ابن جريج أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى أول أمره بمكة إلى القبلة ثم صرفه الله إلى قبلة بيت المقدس, ورجح الشيخ عطية صقر أن النبي صلى الله عليه وسلم توجه أولا إلى الكعبة, ثم صرفه الله إلى بيت المقدس فكان بمكة يجمع بينهما.أي يتجه نحو بيت المقدس والكعبة أمامه, حتى لا يعطي ظهره للكعبة.
ولما هاجر أمره ربه بالاستمرار في التوجه إلى بيت المقدس ثم حوله إلى الكعبة.

فنولينك قبلة ترضاها

فعندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صلى لبيت المقدس 16 أو 17شهرا, ثم ولاه الله إلى قبلته الأولى "الكعبة" لحديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يحب أن يوجه نحو الكعبة فأنزل الله  تعالى: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولى وجهك شطر المسجد الحرام" قال: فوجهه نحو الكعبة, وقال السفهاء من الناس وهم اليهود "سيقول السفهاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا"),فأنزل الله"قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ".

حسد اليهود للمسلمين

وفي حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها,أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عنده اليهود فقال إنهم لم يحسدونا على شيء كما حسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها, وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها, وعلى قولنا خلف الإمام آمين". المصدر  الترغيب والترهيب, إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.


المسجد الأقصى

لا حرم للأقصى

والثانية: فيقال عن المسجد الأقصى ثالث الحرمين وهذا يوهم أن المسجد الأقصى له حرم وهو ليس له حرم بل هو كسائر المساجد لا حرم له, وليس في الشرع إلا حرمان اثنان فقط وهما: حرم المسجد الحرام في مكة المكرمة وحرم المسجد النبوي في المدينة, وفي الصحيح "عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها وحَرمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكة ودعوت لها، في مدِّها وصاعِها مثل ما دعا إبراهيم عيه السلام لمكة".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية "وأما المسجد الأقصى فهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال, ولا يُسمى هو ولا غيره حرماً وإنما الحرم مكة والمدينة خاصة".

خطبة التحرير

ويقال زلَّة العالِم زلّة عالَم....
ولعل السبب في هذا الفهم المغلوط هو الخطبة الشهيرة "خطبة التحرير" لأبي المعالي محيي الدين بن زكي وهي أول خطبة بالمسجد الأقصى بعد تحرير صلاح الدين له, وجاء فيها "فهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين" وقد انتشرت الخطبة كانتشار النار في الهشيم.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق