جرائم الآباء تجاه أبنائهم.....
اضطرابات نفسية أم سلوك عدواني
الأسرة هي الملجأ الآمن والحضن الدافيء لأبنائها الذي يساندهم ويحميهم ويبني شخصياتهم ويدفع بهم للأمام في مصاف الحياة، لكن أن تتحول الأسرة إلى المثوى الأخير التي يُدفن فيها ليس أحلام الشباب بل أجسادهم، فهذا ما يستدعي وقفة مجتمعية من كل أطراف المجتمع
انتشرت في الآونة الأخيرة عدة جرائم أسرية يشيب لها الولدان، والغريب ليس في مصر فقط ولكن في دول عربية كثيرة....
وتعددت الأسباب والنتيجة واحدة، ويخسر الأب قرة عينه ويندم بعدها على فعلته الشنعاء، في وقت لا ينفع فيه الندم، وتنحصر الأسباب بين أسباب مادية وبخل الأب وجرائم الشرف وجرائم الجان....
وآخر جريمة هزت وجدان المجتمع كانت جريمة الأب الدكتور الجامعي الذي ضرب أبناؤه الثلاثة ضربا مبرحا أفضى إلى موت أحدهم
كيف يكون الشخص المخول له الحماية والأمان هو نفس الشخص الذي بيده أداة القتل؟؟
ابتدع أستاذ جامعي وطبيب طريقة إجرامية لعقاب ابنه بعد أن قام بسرقة مشغولات ذهبية تخص زوجته، حيث قام دكتور يدعى جمال، بتعذيب أبناءه الثلاثة ضربا بسير الغسالة حتى توفى أحدهم من شدة التعذيب ويدعى عبد الرحمن 14 سنة،وهل اكتفى الأب الحنون بذلك ؟؟
لا ..... بل حمله وقام بإلقاء جثته في الشارع ثم توجه بدم بارد إلى قسم الشرطة ليحرر محضرا بإختفائه في محاولة للتستر على جريمته.
وكانت مباحث قسم دمياط الجديدة، قد تلقت بلاغا بمصرع طالب يدعى عبد الرحمن جمال، جراء تعذيبه وربطه وضربه بسير غسالة!!!
وبالتحري تبين أن من قام بقتله هو والده الدكتور الأستاذ الجامعي، بعد إكتشافه أنه قام بسرقة أموال وجنيهات ذهبية من مصوغات والدته وقام بتقسيم المسروقات عليه هو واخوانه.
والغريب في الأمر عندما اكتشفت الأم السرقة لم تشك للحظة أن السارق غريب عن المنزل، بل وجهت شكوكها فورا لأبنائها وعندما أنكروا أخبرت الأب الذي قام بتوثيقهم بالحبال وانهال عليهم بالضرب المبرح بخرطوم غسالة مربوط فيه مفك معدني!!!!
تحركت قوة أمنية لمعاينة موقع العثور على جثمان الطالب وتبين وجود إصابات مماثلة في جسد اشقائه، اعترف الأشقاء أن الوالد هو من قام بهذا الاعتداء وهو من قتل أخاهم عبد الرحمن...
وبمواجهة الأب وتضييق الخناق عليه اعترف بجريمته، وتم عرضه على النيابة للتحقيق معه وتحرير محضر شرطي بالواقعة وإستدعاء زوجته لسماع شهادتها والتحقيق معها.
وفي مكالمات هاتفية مع مدرسي الطفل لإحدى القنوات الفضائية أجمعوا أن عبد الرحمن رحمه الله كان تلميذا متفوقا من أوائل الطلبة علاوة على خلقه الحسن وحب زملاؤه له.
السؤال الذي يتبادر للذهن بالنسبة للسرقة التي قام بها عبد الرحمن...هل هذه المرة الأولى التي يسرق فيها الولد من والديه؟؟؟
ما الذي يدفع الطالب المتفوق ابن الطبيبة والدكتور الجامعي للسرقة وتوزيع الأموال على اخوانه؟؟
طفل تربى هو واخوته على الحرمان العاطفي والمادي فقرر أن يأخذ حقه وحق اخوته بيده .....
من المجرم الحقيقي؟؟
من الذي آساء التربية وعندما فشل أولا وأخيرا ارتكب جريمته البشعة ثم حاول بكل سذاجة التخلص من الجثة والقاءها في الشارع بدلا من الندم وتسليم نفسه للسلطات؟؟!!!
كيف للأم رمز الحنان أن يكون تكنيز المال والذهب أهم عندها من تربية أبناءها ؟؟
كيف للطبيبة التي تداوي لا تعرف كيف تعالج مشاكل ابنائها؟؟
كيف تسلمهم للأب وهي تعرف قسوته وبخله وأنه ممكن يقتلهم من أجل بضعة جنيهات، وهي كأم كان يمكنها معالجة الأمر واعطاءهم فرصة لتصحيح أخطاءهم وتقويمهم؟؟
جرائم الآباء تجاه أبنائهم في الوطن العربي
ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى ولن تكون الأخيرة....
لن ننسى الجريمة التي قتل فيها المهندس كل ابناءه لخسارته في البورصة. ففقد الرجل السيطرة علي أعصابه وأقدم على قتل عائلته ليحميهم من الفقر.
ومنذ أسبوعين أو اكثر كانت جريمة أطفال المريوطية البشعة والتي اتضح ان الأم هي السبب، لأنها تترك أطفالها في المنزل كل ليلة وتعمل في ملهى ليلي ونتيجة لشقاوة الأطفال لعبوا بالنار وأشعلوا الحريق وماتوا خنقا، وعندما عادت ووجدت جثثهم متفحمة لم تتصل بالشرطة بل لفتهم بسجادة والقتهم في الشارع!!!!!!!!
وكذلك ذبح مختل عقليا أولاده الثلاثة بأمر الجان فى مذبحة البراجيل، بمنطقة أوسيم، حيث ذبح شخص أولاده الثلاثة بالسيف واعترف يحيى أحمد شحاتة (42 سنة) عاطل بذبح أطفاله إسلام (12 سنة) وياسمين (10 سنوات) وعبد الرحمن (عامين) فى شقتهم بالبراجيل بعد أمر الجن بذلك، وتبين أنه يعانى من أزمة نفسية منذ 3 سنوات لاعتقاده أنه ملبوس من الجان للتفريق بيه وبين زوجته
وأيضا كانت الجريمة التي تمكنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة من كشف غموض مقتل شاب بمنطقة حلوان، وتبين ان والده وراء الجريمة؛ نظرًا لسوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة، وأنه يوم الوفاة حاول المجنى عليه استدراج أحد الصبية للشقة سكنهما للتعدي عليه إلا أن الأخير تمكن من الهرب، وأخبر أهله، وعلى أثر ذلك حضر أهل الطفل، وأجبروه على توقيع إيصال أمانة على بياض لإجباره على تسليم نجله، وعقب عودة ابنه حدثت مشادة كلامية بينهما، وقام المجني عليه بدفعه والتعدي عليه بالسب والشتم، ما أثار حفيظة الأب فقام بالتعدي عليه بالضرب وخنقه باستخدام شال أبيض كان يرتديه حتى تأكد من وفاته، وقام بنقل الجثة لخارج العقار سكنه لإبعاد الشبهة عن نفسه. وبالانتقال لمحل الواقعة وإجراء التحريات أمكن التوصل إلي أن المجني عليه سيئ السمعة ومعروف عنه تعاطي المواد المخدرة واعتدائه جنسيا على أطفال المنطقة، ودائم التشاجر مع والده، وبإعادة مناقشة والد المجنى عليه، ومواجهته بالتحريات والمعلومات إعترف بإرتكاب الواقعة، وقرر أنه على خلاف دائم مع ابنه لسوء سلوكه .
وفي بنها تعرض طفل صغير للتعذيب على يد والده لساعات حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
ووقع الحادث المأساوي في إحدى قرى مركز بنها عندما اشتعل الأب غضبا عندما علم أن طفليه حصلا على عيدية خمسين جنيها وقاما بإنفاقها، فقام بتقييدهما وظل يعذبهما 3 ساعات متتالية حتى لفظ أحدهما أنفاسه الأخيرة.
وفي سلطنة عمان قدم أب عماني على قتل ابنه بعد تعذيبه بالكهرباء. واعترف الأب للشرطة بقيامه بربط ابنه المتوفى بواسطة أسلاك وتعرية طرف الوصلة الكهربائية وإيصال الجزء المعري على قدميه وإيصال الطرف الأخر بالكهرباء بشكل متقطع، ما أدى إلى وفاته قبل وصوله إلى المستشفى لإنقاذه.
ادعى أب يعيش في إحدى قرى محافظة الشرقية أن ابنه سرق هاتفه المحمول وقرر معاقبته بطريقة وحشية. بدأ الأب بتوثيق ابنه -البالغ من العمر 14 عاما ويعمل مساعد مبيض محارة- بحبل، ثم ضربه ضربا مبرحا بخرطوم حتى فارق الحياة.
أقدم مواطن كويتي على قتل ابنته، البالغة من العمر 30 عامًا، “خنقًا”، في مدينة سعد العبدالله، وسلم نفسه للسلطات الأمنية.
ونشر حساب المجلس الكويتي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تغريدة جاء فيها أن “مواطنًا قتل ابنته المولودة عام 1988 خنقًا في مدينة سعد العبدالله وسلم نفسه للسلطات الأمنية”.
وفي حلب سوريا، أب سوري يقتل أربعة من بناءه في حلب لاضطرابه نفسيا
-أما دافع هذه الجريمة فهو أغرب من الخيال ، فقد قام "محمد.ج.م" بقتل طفلته ذات السنة والنصف، بقرية دشطوط غرب محافظة بنى سويف، لعدم قدرته على إسكاتها وبكائها المتواصل لعدم وجود زوجته بالمنزل، بسبب وجود خلافات زوجية، حيث قام بضربها على رأسها حتى فارقت الحياة، بعدما فشل فى إسكاتها لكثرة بكائها المتواصل لعدم وجود والدتها.
في أواخر مارس الماضي تقدم "حربى ع. إ. ، بمحافظة سوهاج، ببلاغ يفيد اكتشافه وفاة ابنته هناء "17 سنة"، وبتشريح الجثة تبين وجود شبه جنائية في الواقعة، وبتولي النيابة التحقيق في الواقعة، تبين أن والدها قام بصعقها بالكهرباء أثناء نومها لشكه في سلوكها.
وفي منتصف فبراير الماضي، قام بها محمد عبدالغنى، 42 سنة بكفر الشيخ، بإلقاء طفلته الرضيعة أمام قضبان القطار.. وعندما تم التحقيق معه وسؤاله عن الدوافع، قال أنه مأمور من الجن، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يقوم فيها الأب بقتل طفلته..
رأي القضاء في مثل هذه الجرائم
إن القضاء لا يفرق في جرائم القتل بين القاتل سواء كان الأب أو أي شخص أخر فقتل النفس ليس فيه تمييز،وقد حدث وحكم على أب بالإعدام في أوائل السبعينات جراء قتله لابنه وبنته. أن هناك قضايا يفقد فيها الشخص السيطرة على أعصابه مثل” مهندس الكمبيوتر فور علمه بخسارته في البورصة ”، ففي هذه الحالة أو أي حالة مماثلة لها تقوم المحكمة بتحويله أولا إلى مستشفى أمراض عقلية لتحديد مدى قدرته العقلية ثم بعد ذلك يصدر الحكم وفي الغالب لا يصل إلي الإعدام لعدم توفر شرط الإصرار والترصد.
رأي الطب النفسي في مثل هذا النوع من الجرائم
إن ما يحدث في هذا الزمن من قتل الآباء لأبنائهم يعد عكس الطبيعة البشرية، ولا نستطيع حتى أن نقول أن الإنسان تحول لحيوان لأن الحيوان لا يفعل ذلك. وتضيف:الأسباب السابق ذكرها أو الأسباب التي يذكرها هؤلاء لا يمكن أن نعتبرها مبرر أبداً ،كما أن الشخص الذي يقدم على فعل مثل هذه الجرائم لابد وأن يكون لديه استعداد للاضطراب من قبل وعند ظهور أي سبب حتى وان كان بسيطا يقدمون هؤلاء على ذلك ,معربين عن خوفهم من الزمن على أولادهم،وبالتالي لايمكن أن نقول أن شخص سوي وغير مضطرب ممكن أن يفعل هذا.
رأي الدين في هذه الجرائم
وقال الدكتور الشيخ سعد قطب أحد علماء الأزهر الشريف وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف بالإمارات
إن جرائم القتل وخاصة القتل الأسري موجودة منذ بدء الخلق بدليل قتل قابيل لأخيه هابيل....
ولأن أبناءنا أكبادنا التي تمشي على الأرض،فينبغي علينا أن نحميهم ونقيهم من أي شرور تقترب منهم ويجب على الوالدين اتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات اللازمة لحماية أبنائهم قبل فوات الأوان!!!
لأن أولادنا هم الرعية التي استرعانا الله تعالى عليها، لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "كُلُّكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته" (صحيح مسلم )
ولأننا سوف نُسأل عنهم حين نقف بين يدي الله عز وجل. فهم أمانة استودعها الله تعالى إيانا ... وكم نتمنى جميعا أن يكونوا صالحين ، وأن يوفقهم الله تعالى في حياتهم دينياً ، ودنيوياً.
أما هذه الجرائم البشعة التي نسمع عنها فإنها تخرج الوالدين عن الطبيعة الحانية والفطرة الرحيمة التي خلقهم الله عليها
وفي النهاية أقترح أن يضاف بنود أعلان القاهرة 1990 الخاصة بحباة الإنسان وحقوق الأطفال إلى وثيقة الزواج حتى تكون نصب أعين كل من يفكر في إيذاء أطفاله
اعلان القاهرة 1990
إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام هو إعلان تم إجازته من قبل مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي القاهرة، 5 أغسطس 1990
المادة الثانية
أ-الحياة هبة الله وهي مكفولة لكل إنسان، وعلى الأفراد والمجتمعات والدول حماية هذا الحق من كل اعتداء عليه، ولا يجوز إزهاق روح دون مقتض شرعي.
ب- يحرم اللجوء إلى وسائل تفضي إلى إفناء الينبوع بشري.
ج- المحافظة على استمرار الحياة البشرية إلى ما شاء الله واجب شرعي. د- سلامة جسد الإنسان مصونة، ولا يجوز الاعتداء عليها، كما لا يجوز المساس بها بغير مسوغ شرعي، وتكفل الدولة حماية ذلك.
المادة 7
أ- لكل طفل عند ولادته حق على الأبوين والمجتمع والدولة في الحضانة والتربية والرعاية المادية والصحية والأدبية آما تجب حماية الجنين والأم وإعطاؤهما عناية خاصة. ب- للآباء ومن بحكمهم، الحق في اختيار نوع التربية التي يريدون لأولادهم مع وجوب مراعاة مصلحتهم ومستقبلهم في ضوء القيم الأخلاقية والأحكام الشرعية. ج- للأبوين على الأبناء حقوقهما وللأقارب حق على ذويهم وفقاً لأحكام الشريعة.